إن يوم النكبة الفلسطيني كان علامة فارقة في تاريخ الشعوب والمآسي الإنسانية حيث تعرض الشعب الفلسطيني ومازال منذ مطلع القرن الماضي لحملات إنهاء وجوده على أرضه استخدمت فيها دولة الاحتلال كل أشكال القمع والتنكيل والأساليب الإرهابية والمجازر بهدف اقتلاعه من جذوره الثقافية والتاريخية ومنعه من بناء مستقبله على أرضه.
ان الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده يتمسك بحق العودة باعتباره أحد الثوابت الوطنية الذي لا بديل ولا تنازل عنه وهو حق مقدس لا يسقط بالتقادم ومكفول بقرارات الشرعية الدولية وان يوم الخامس عشر من أيار عام 1948 يوما اسودا في تاريخ الفلسطينيين خاصة والعرب والمسلمين عامة فقد بين مدى الظلم الذي لحق بهم أمام صمت بل ودعم معظم دول العالم وخاصة الدول الكبرى وتأتي ذكرى النكبة في ظروف صعبة حيث تواجهه دول العالم الوباء الكوروني كما يواجهه شعبنا في ظل استمرار سياسة الاستيطان وتصاعد وتيرة الضم وتطبيق ما يسمى صفقة القرن الامريكية وما زال الشعب الفلسطيني يتطلع الى استعادة حريته المخطوفة ويمارس الديمقراطية والتأكيد على تحقيق المتطلبات الوطنية إضافة إلى انتهاء الانقسام البغيض واستعادة الوحدة الوطنية بين شطري الوطن.
إن عودة اللاجئين إلى ديارهم حق طبيعي كفلته الشرائع والقوانين الدولية والشعب الفلسطيني وقيادته التاريخية يرفضون رفضا باتا أي دعوة للوطن البديل أو إسكان للاجئين الفلسطينيين في أي مكان وان وجهتهم لفلسطين ولا غير فلسطين طال الزمن أو قصر وتصميم هذا الشعب الصامد على تطبيق حق العودة باعتباره حقاً طبيعيا وتاريخيا وتعبيرا عن صلة أبدية بين الإنسان الفلسطيني وأرضه وبيته وبيئته الأصلية وفي هذا النطاق نحى شعبنا الفلسطيني الصامد الصابر في قطاع غزة وفي الضفة وفي القدس عاصمة دولتنا ألمستقلة وفي الشتات وأماكن اللجوء القسري وأينما وجد وكذلك الشـعوب والدول العربية التي عبرت عن دعمها للعودة وحق الفلسطينيين بها وفي مقدمتهم المملكة الاردنية الهاشمية وخاصة مواقف جلالة الملك عبد الله بن الحسين الثابتة والراسخة والتي يؤكد فيها دوما مساندته للحقوق الفلسطينية ودعمه المطلق لحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها.
إن المشروع الاستيطاني لم يفلح بتحقيق أهدافه رغم تعرض الشعب الفلسطيني لعمليات تهجير وتقتيل وإبادة جماعية منظمة إذ بقي متمسكا بأرضه حتى الذين اجبروا على الهجرة فقد عاشت فلسطين في قلوبهم وذاكرتهم على أمل العودة وحان الوقت لان تتحمل الأمم المتحدة ومؤسساتها الدولية مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية واعتبار النكبة حدثاً عالمياً فالدول الكبرى التي أباحت للمستوطنين احتلال أرضنا الفلسطينية وسهلت عمليات الاستيلاء عليها بكل الأساليب ومنها الإرهاب والمجازر وارتكبت جرائم ضد الإنسانية آن الأوان لأن تقف هذه الدول لتغير من تداعيات مواقفها وتعترف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته وتقرير مصيره.
إن استمرار الاحتلال واتخاذه قرارات خطيرة تتعلق في ضم الضفة الغربية ومناطق الأغوار تبقي آليات الصراع والخيارات مفتوحة ولا يمكن ان ينجح مخطط الاحتلال القاضي باستمرار مشروعه القائم على سرقة الأراضي وضمها ومصادرتها فشعب فلسطين هو الذي يقرر حاضره ومستقبله إلى الأبد على أرضه كما بقي متمسكا بماضيه الحضاري وبإرثه الثقافي عليها وهو مستمر في كفاحه حتى نيل الحرية والاستقلال وتمسكه بحق العودة باعتباره أحد الثوابت الوطنية الذي لا بديل ولا تنازل عنه وهو حق لكل فلسطيني هجر وشرد من أرضه.
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت