الضم بالدم ... وموقف واشنطن مخادع

بقلم: هاني العقاد

هاني العقاد

هجوم اسرائيلي احترازي علي كل مدن الضفة الغربية اقتحامات بالليل والنهار يصاحبها  مواجهات عنيفة حتي الساعات الاولي من الفجر ,اعقتالات , هدم بيوت اسري اغلاقات ومنع تجول  , مصادرة اراضي في الخليل وبيت لحم  وجنين  ,اسرائيل تصعد من ممارساتها الاحتلالية وتمارس الارهاب والعنصرية وتسير في تطبيق برنامج الضم خطوة بخطوة تنفيذا لخطة ترمب نتنياهو الملعونة , لا يكبح جماحها الا الثوار ولا يخيف جنودها الا المقاتلين ولا يربك مخططات جيشها الا الجماهير , (يعبد ) تبدأ المعركة وتخط في السطر الاول عنوان المواجهة وتكتب شيئا من الدرس الاول  لعل اسرائيل وجيشها يفهموا مقدمة الدرس ,  (يعبد)  تكتب وجنين توقع ان الفلسطينين يقبلوا التحدي ويستعدوا للمرحلة ويحشدوا لمعركة جديدة باساليب مختلفة ونفس اطول , الدرس لن تفهمه اسرائيل بسهولة  ولن تكترث لمفردات المواجهة  ولا يأبه بانتفاضة قد تفجر كل شيئ  وتدفع اسرائيل الثمن مضاعفاً هذه المره ,  الفلسطينين  يكتبوا الدرس من جديد لكن بعنفوان اخر وبشراسة مختلفة في السطر الاول كتب ثوار(يعبد ) ووقعت جنين  ان بيوت الفلسطينين محرم اقتحامها واعتقال ابنائهم جريمة وهدم بيوتهم اكثر جرماً وضم اراضيهم واستيطانها لن يتم حتي بالدم.

 كتب ثوارمخيم  الفوار  و وقعت الخليل سطرا اخر من الدرس في الصفحة الاولي  بان الضم  لن يتم حتي بالدم , والاقتحام لن يمر بسلام ولن يكون نزهة لجيش الاحتلال بالمخيم فارتقي طفل اعدم بدم بارد برصاصة في الراس , بداية انتفاضة بكل عناصرها تتفجر قبل موعد الضم الذي تحاول اسرائيل اخفائة بعد ثورة الفلسطينين والذي كانت بداياته بضم اراض فلسطينية تتبع الحرم الابراهيمي في الخليل للسيادة الاسرائيلة بقرار من وزير الجيش نفتالي بينت والاعلان عن توسيع مساحة مستوطنه افرات  الممتدة بين بيت لحم والخليل بحوال 1100 دنم بهدف بناء 7000 وحدة استيطانية جديدة بالاضافة للمشاريع الاستيطانية في المنطقة المسماة E1 واقامة بؤراستيطانية جيدة علي معظم التلال الاستراتيجية والتي من شانها ان تفصل المدن عن محيطها الريفي . تتعدد مشاريع الاستيطان في سياق تسريع الضم بشكل متدرج وهادي حتي تتحين اسرائيل الفرصة لاعلان اكتمال الضم  ,قددي يكون الاول من تمز وقد يؤجل لكنه لن يتوقف  لان حكومة نتنياهو بيني غانتس ليس لها برنامج سياسي سوي اعلان الضم  وتقديم تشريع لضم مستوطنات الضفة وغور الاردن  .

جاء بومبيو وزير الخارجية الامريكي الي اسرائيل ليبارك ائتلاف نتنياهو غانتس  بالرغم من مخاطر الكورونا لذلك كانت اولي جولاته حول العالم اسرائيل التي التقي فيها  نتنياهو بصفتة رئيس حكومة الائتلاف وبيني غانتس بصفته وزير الجيش وبالطبع نقل الاعلام ان خطة الضم لم تبحث ولم يبارك بومبيو ذلك بل بحثوا موضوع الكورنا والنفوذ الايراني بالمنطقة وعلاقة اسرئيل بالصين وهذا صحيح لكن هذا المعلن والغير معلن  كان الحديث المركزي حول خطط اسرائيل لضم ارض الضفة الغربية وغور الاردن قبل الانتهاء من اعداد الخرائط التي تحدد الحدود الدقيقة بين المناطق الفسطينية والاسرائيلية حسب صفقة ترمب , ويبدوا ان الاعلام يريد ان يصور ان واشنطن قد لا توافق علي الاول من تموز موعد للضم لكن الواضح ان زيارة بمبيو جاءت لوضع برنامج متفق عليه مع اسرائيل للضم وبالتالي وضع الفلسطينين امام خيار وحيد اما ان يجلسوا مع الاسرائيلين برعاية امريكية للتفاوض وفق محددات صفقة القرن او ان الولايات المتحدة ستعترف بالضم . الحقيقة ان امريكا معنية بتسريع الضم اكثر من اسرائيل وتريد ان تعترف بهذا وما موقف ادارة ترمب من الاعتراض علي خطة اسرئيل للضم سوي موقف مخادع لان ادارة ترمب تسعي لتحقيق انجاز تضعه امام القاعدة الانجليلية المؤيدة لترمب والناخبين اليمينين اليهود قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجري في امريكا بحدود نوفمبر القادم .

ادارة ترمب تريد فعليا ان تمضي اسرائيل بعملية الضم وهي جاهزة للاعتراف بذلك وما حدث في لقاء بمبيو نتنياهو هو اعطاء الضوء الاخضر لاسرائيل لتنفيذ خطة ترمب والتي تبدأ بفرض حدود اسرئيلية علي الارض بفعل الضم واعتقد ان اسرائيل لن تتاخر كثيرا عن تنفيذ البرنامج السياسي للحكومة الجديدة لان رغبة نتنياهو تاتي لتحقيق الضم والانتهاء من هذه المرحلة بالرغم من الانتقاد الدولي الواسع وما قد يلحيق اسرائيل من اذي  دبلوماسي قد يعرض علاقاتها  مع الاتحاد الاوروبي وكثير من الدول لضرر كبير قد يؤثر علي اتفاقيات الشراكة وبعض التفاهمات التي توصلت اليها اسرائيل خلال المرحلة الماضية لكن اسرائيل لن تكترث بذلك لان الولايات المتحدة توفر لها بعض الضمانات ان تهديدات الاتحاد الاوربي لن ترتقي لحد الموقف العملي اي عقوبات وستدفع باتجاه ان تكون هذه التهديدات مجرد احاديث اعلامية بالرغم من حث فرنسا شركاءها في الاتحاد الاوربي علي تنفيذ  رد صارم اذا ما مضت اسرائيل في ضم اجزءا من الضفة الغربية وعرضت مبدأ حل الدولتين الي التدمير . كما ان اسرائيل لا تكترث كثيرا بتهديد الفلسطينين انهاء كل الاتفاقيات والتفاهمات معها حسب ما تم اقراره في اجتماعات المجلس المركزي والوطني وحسب قرارات اللجنة التنفيذية الاخيرة .  نعم ستعلن اسرائيل الضم وتعترف واشنطن بذلك لكن سيكون الضم بالدم والعنف عنوان المرحلة ودائرة جديدة من المواجهة يشهدها الصراع  .لن تنتهي هذه المواجه سريعا بل ستدخل المنطقة في احداث دارماتيكية سيبتعد  فيها خيار السلام الحقيقي وحل الدولتين في المنطقة عن طاولة البيت الابيض لكنه سيبقي حياً نشطا علي طاولة باقي  افراد المجتمع الدولي الذي لن يتنازلوا عنه بسهولة او يستسلم للجنون الاسرئيلي الامريكي .

د. هاني العقاد

[email protected]

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت