وجه عدد من الكُتّاب والمثقفين العرب والفلسطينيين نداءً دعوا فيها كافة ممثلي فصائل العمل الوطني، وخاصة الجبهتين الشعبية والديمقراطية إلى الامتناع عن حضور الاجتماع القيادي في رام الله وكل اجتماع مع من سموهم "فريق أوسلو" قبل ترسيخ أسس واضحة وجذرية لمفهوم الوحدة الوطنية الفلسطينية، وقبل وضع برنامج عمل واضح يسير على طريق التحرير لا الاستسلام.
وأكد الموقعون على النداء أن "هذا الاجتماع لن يكون عديمَ الفائدة فحسب، بل سيكون مضرًّا أيضًا لأنّه يعطي "القيادة" المستسلمة والسلطة المنهزمة صكَّ براءةٍ عن كلّ ارتكاباتها السابقة، و"كارت بلانش" لمواصلة تنازلاتها إلى ما بعد بعد الدرك الأسفل، وأن "الوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة"، بهذا المعنى، هي غطاءٌ مجّانيّ تقدّمه بعضُ الفصائل الفلسطينيّة إلى السلطة الفلسطينيّة لمواصلة انتهاكها للميثاق الوطنيّ، ولطعن كافّة محطّات التاريخ النضاليّ لشعبنا الفلسطينيّ. حسب قولهم
النص الكامل للنداء، ورابط التوقيع: https://bit.ly/bayanforpalestine
نداء صادر عن كُتّاب ومثقفين عرب وفلسطينيين
على أيّ أسس تجتمع "القيادة الفلسطينية" والفصائل الفلسطينية غدًا في رام الله المحتلّة؟ هل الاجتماع... لمجرّد الاجتماع؟
نحن نرى أنّ الاجتماع لن يكون عديمَ الفائدة فحسب، بل سيكون مضرًّا أيضًا لأنّه يعطي "القيادة" المستسلمة والسلطة المنهزمة صكَّ براءةٍ عن كلّ ارتكاباتها السابقة، و"كارت بلانش" لمواصلة تنازلاتها إلى ما بعد بعد الدرك الأسفل.
"الوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة"، بهذا المعنى، هي غطاءٌ مجّانيّ تقدّمه بعضُ الفصائل الفلسطينيّة إلى السلطة الفلسطينيّة لمواصلة انتهاكها للميثاق الوطنيّ، ولطعن كافّة محطّات التاريخ النضاليّ لشعبنا الفلسطينيّ.
الوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة الحقيقيّة، كما نراها، ينبغي أن تكون ذاتَ أسسٍ واضحة، أهمُّها: إلغاءُ الاعتراف بـ"إسرائيل"، وتمزيقُ اتفاق أوسلو، ووقفُ "التنسيق الأمنيّ" مع العدوّ، وحلُّ ما يسمى "لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيليّ"، والتمسّكُ بتحرير كامل التراب الوطنيّ الفلسطينيّ بكلّ الوسائل وعلى رأسها الكفاحُ المسلّح والمقاطعةُ الشعبيّة والدوليّة، والتشديدُ على حقّ العودة إلى كامل فلسطين. ومن دون هذه الأسس، فإنّ كلّ "وحدة" ما هي إلّا تعبيرٌ ذيْليٌّ وخنوعٌ واضح لسلطة العار في رام الله.
نحن ندرك حجمَ الضغوط الماليّة التي تمارسها السلطةُ على بعض الفصائل. السلطة تحاول أن تجعل من قوًى ثوريّةٍ، تملك تاريخًا نضاليًّا عريقًا، محضَ ديكور، أو مُسْتَجْدٍ لفتاتها! السلطة تريد من فصائلنا أن تكون مجرّدَ "زبائن" وخدمٍ لمشاريعها وأوهامها. السلطة تهدِّدنا بالمال والوظيفة، وتهدِّد عوائلَ الشهداء والأسرى بلقمة عيشهم! فهل ترضى فصائلُ العمل الوطنيّ بهذا الهوان اللاحق بشهدائها وعوائلهم، وبأسراها، ومناضليها، وبتاريخها الطويل؟
نحن ندعو كافّة ممثّلي فصائل العمل الوطنيّ، رفاق ورفيقات جورج حبش ووديع حدّاد وجيفارا غزّة وعمر القاسم وخالد نزّال وطلعت يعقوب وآلافِ الشهداء والمناضلين والأسرى، إلى الامتناع عن حضور هذا الاجتماع وكلِّ اجتماع مع فريق أوسلو قبل ترسيخ أسس واضحة وجذريّة لمفهوم "الوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة"، وقبل وضع برنامج عمل واضح يسير على طريق التحرير لا الاستسلام. وندعوهم إلى أن يضعوا في بالهم حقيقةً ساطعةً: أنّه يُفترض أن يمثّلوا قضيّتَنا الوطنيّة، وتاريخَنا الوطني، وشهداءَنا وأسرانا، لا مصالحَ حزبيّةً لقيادة هذا الفصيل أو ذاك، أو مصالحَ فرديّةً لهذا القائد أو ذاك.
إنّ مواجهة السياسات الأمريكيّة والصهيونيّة، وتيّارِ التطبيع والهزيمة، تشترط وحدةَ الثوّار والبنادق والكلمة، وتثوير الحالة النضالية والشعبية في كُل مَفاصل الحركة الوطنيّة . إنّ طريق المواجهة مع المخطّطات الصهيونيّة والرجعيّة في المنطقة، وطريق تحرير كامل التراب الوطنيّ الفلسطينيّ، هي طريق معروفة، وقد رسمها الشعبُ الفلسطيني منذ أن حمل السلاحَ وواجه الغزوةَ الاستعماريّة قبل أكثر من قرن من الزمن.
نحن أمام ساعة الحقيقة ، وهذه السلطة قادت مجملَ عملنا الوطنيّ إلى الحضيض. وقد آن الأوانُ للقطْع معها، وانتشال شعبنا من البؤس والذلّ والهوان.
المسؤوليّة تاريخية... والوقت من عذابٍ ودماء.
18/5/2020