الوفاء لمن أوفى وعلى العهد محافظون

بقلم: سري القدوة

سري القدوة

الرئيس محمود عباس قدم وثيقة تاريخية مهمة للأجيال القادمة وحمل الاحتلال وأمريكا المسؤولية وللتاريخ فان من وقع اتفاق أوسلو هو نفسه وبعد 25 عاما يعلن تخليه عن أوسلو نتيجة ما ارتكبته حكومة الاحتلال من عدوان ودمار ونتائج كارثية واستمرارها في تغير الوضع القائم وسرقتها للأراضي الفلسطينية وتنفيذها لمخطط صفقة القرن فان أوسلو لم تمنح الشعب الفلسطيني حريته ولم تمنحه تقرير مصيره وكانت سياسات الاحتلال الإسرائيلي هي نتاج لما اتخذته القيادة الفلسطينية من قرارات هامة ستكرس منهجيه العمل من اجل بناء الدولة الفلسطينية المستقلة والانفكاك عن الاحتلال ومن اجل الاستقلال والسيادة الفلسطينية وتقرير المصير لشعب فلسطين الخاضع تحت الاحتلال أطول احتلال في العالم.

 

الرئيس محمود عباس حمل الأمانة ووقف بكل شجاعة واقتدار ليكمل المسيرة بعد رحيل الشهيد الرئيس ياسر عرفات وكان خير من دافع عن الشعب الفلسطيني وعن حقوقنا الوطنية المشروعة فكانت مواقفه تجاه عملية السلام والقضية الفلسطينية مواقف واضحة وثابتة وتعبر عن رؤية شعبه وعن مواقف فصائله فهو من يدافع عن الديمقراطية ويطالب بها وفي كل المواقع والمواقف وهو من يطالب بالسلام العادل والشامل ليس في فلسطين فحسب بل بالمنطقة كلها على أساس منح الشعب الفلسطيني حقوقه وفقا للمعايير الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ولكن الحقيقة واضحة بان الاحتلال وعملاءه يرفضون السلام ويقف رئيس وزراء الاحتلال وبدعم أمريكي مطلق موقف همجي رافضين الاعتراف باستحقاقات السلام ومتسمرين في بناء المستوطنات ومصادرين للأراضي وقامعين ومنتهكين الحقوق الفلسطينية.

 

في ظل ذلك تتنوع المؤامرات وما يتم تجهيزه في المطبخ السياسي بات واضحا فالمستهدف هو فلسطين والدولة الفلسطينية والصراع القائم بيننا وبين الاحتلال هو صراع وجود صراع حضاري بمعزل عن مواقف الدول المتباينة او طبيعة المواقف المتنوعة لمختلف القوى المتصارعة ولكن تبقي حقيقة الموقف الفلسطيني والذي يشكل الحد الأدنى واضحا ولا مجال لمن كان ان يشكك فيه او يحاول الالتفاف عليه فلا تنازل عن حلم شعبنا لا تنازل عن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها ضمن حدود عام 1967 وهذا ما أجمعت عليه كل القوى والفصائل الفلسطينية وما أقرته الدول العربية ضمن مبادرة السلام العربية المطروحة وأننا نستغرب إصرار البعض التشكيك بنوايا القيادة الفلسطينية ويرفعون يافطات باسم المعارضة ويتهجمون علي انجازات الرئيس عباس وخطواته الواثقة نحو تجسيد وبناء المؤسسات الفلسطينية من خلال الانفكاك الاقتصادي عن الاحتلال وخطوات التحلل عن اتفاقيات أوسلو.

 

إن القيادة الفلسطينية تعمل وبشكل واضح ومواقفها يتم طرحها بشكل مباشر أمام الجميع والرئيس محمود عباس لا يخادع شعبه وإنما حرص دوما علي قول الحقيقة ليس لشعبه فقط بل للعالم اجمع فهو من يحمل راية الكفاح وهو المناضل الذي يدافع عن حقوق كل فلسطيني أينما كان ويحمي شعبه ويحرص على صناعة السلام المبني على العدل وحقوق الشعب الفلسطيني وهو واضح وضوح الشمس لا يخادع ومواقفه ثابتة ومبدئية وكان دائما وسيبقى يقول للعالم كما قال الرئيس ياسر عرفات لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي فهو يدافع عن حقوق شعبنا ومستقبله السياسي ووقف وبكل شجاعة وقال ( لا ) كبيرة للسياسة الأمريكية في الوقت الذي يلهث البعض للبحث عن دور لاستكمال المخطط التآمري علي الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة فكل الوفاء لمن بقى وفيا وعلى العهد محافظون.

بقلم  :  سري القدوة

 

سفير النوايا الحسنة في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

[email protected]

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت