أكد خبراء ومحللون لبنانيون أن الصين والدول العربية يجب أن تتعاون بشكل أوسع على مختلف المستويات لتقوية اقتصاداتها في أعقاب التداعيات السلبية لانتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وقال رئيس تحرير موقع "الصين في عيون عربية" محمود ريا لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "الدول العربية تسعى حاليا إلى تقليل اعتماد اقتصاداتها على النفط نظرا لتقلبات الأسعار في أسواقه مما يشكل فرصة للتعاون مع الصين لإنشاء بنية تحتية صناعية وزراعية لتعزيز هذه القطاعات في العالم العربي".
ودعا ريا الصين إلى استكشاف فرص جديدة للاستثمار في الدول العربية مشددا في المقابل على أن الدول العربية يجب أن تنفتح أكثر على الصين من خلال تحويل انتباهها من الغرب إلى دولة شرق آسيا.
وأضاف أن "على العرب أن يدركوا الفوائد العظيمة التي يمكن أن تنجم عن التعاون مع الصين، الأمر الذي سيحول انتباههم إليها، ويخلق روابط اقتصادية عربية صينية أكثر قوة".
وأعرب قادة الدول العربية مؤخرا عن إعجابهم بالصين وجهودها في محاربة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) مشيرين إلى أن الصين كانت قادرة على تقديم المساعدة إلى العديد من دول الشرق الأوسط لمساعدتها في مجابهة المرض.
واكتسب التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي مزيدا من القوة في السنوات الأخيرة.
وفي عام 2018 بلغ حجم التجارة الثنائية بين الجانبين 244.3 مليار دولار بزيادة 28 في المائة على أساس سنوي.
ووقعت الشركات الصينية في عام 2018 عقودا لمشاريع جديدة بقيمة 35.6 مليار دولار في الدول العربية بزيادة سنوية بنسبة 9 في المائة، في حين بلغ إجمالي الاستثمار المباشر للشركات الصينية في الدول العربية نحو 1.2 مليار دولار في قطاعات مثل الطاقة والبنية التحتية والتصنيع.
وأشار ريا إلى أن مبادرة الحزام والطريق مكنت الدول الأوروبية من تصدير سلعها إلى الصين، وينطبق الشيء نفسه على الدول العربية من خلال الترويج لمنتجاتها من خلال المعارض.
وأضاف أن تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) عطل المعارض خلال العام الجاري لكن الترويج لفكرة المعارض عبر الإنترنت يمكن أن يفتح آفاقا أوسع من قبل أعداد أكبر من العارضين للمشاركة مع تنويع إمكانات التعاون الاقتصادي وفتح الباب لتوقيع المزيد من الصفقات.
بدوره، قال نائب رئيس الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية بيير خوري إن الاقتصاد بعد اندلاع مرض (كوفيد-19) لن يكون هو نفسه، لافتا الى أن الاقتصادات الأضعف والأكثر ضعفا في العالم تخضع لتحديات شديدة وهو الأمر الذي يتطلب تعاونا أوسع بين الصين والدول العربية.
وأشار خوري إلى أن "غرف التجارة العربية لها دور كبير تؤديه في بناء تجارة متوازنة مع الصين والمحافظة عليها من خلال تعزيز المعايير المطلوبة للصادرات إلى الصين واستكشاف فرص التصدير للمنتجين الصغار والمتوسطين".
وأوضح خوري أن معرض الصين الدولي للاستيراد يمثل فرصة عظيمة للمنتجين العرب لبدء بناء علاقة تجارية مربحة للجميع، وأعاد التذكير بأن "القيمة الأساسية وراء مبادرة الحزام والطريق هي علاقة الفوز".
بدوره، قال مدير المركز الوطني اللبناني للدراسات عدنان البرجي، لـ ((شينخوا))، أن "إنهاء الصراعات العربية العربية يقلل من الاستفادة الأمريكية والغربية من الأموال العربية المهدورة على التسلح، مما يقتل الشعوب ويدمر الاقتصادات العربية".
وأشار إلى أن الصين يمكنها مساعدة لبنان على وجه التحديد في مختلف المجالات شريطة أن يطلب الأخير هذا الدعم.
وأضاف "لدى الصين خبرة كبيرة في مكافحة الفقر ويمكنها أن تساعد لبنان في هذا المجال بالإضافة إلى مساعدتها للبنان في تبني الحكومة الإلكترونية وفتح جامعاتها للطلاب اللبنانيين في المجالات التكنولوجية".
وأكد البرجي أنه "حان الوقت للبنان وجميع الدول العربية للخروج من قيود الاستعمار الاقتصادي والمعرفي، والبدء في تبني الفلسفة الصينية التي تعتبر أن مصير البشرية هو مصير مشترك، وأنه من خلال التعاون والدعم المتبادل والعمل الأخلاقي يمكن بناء مستقبل مزدهر للبشرية، بعد الخسائر الفادحة التي نجمت عن الحروب على مدى السنوات الماضية.