كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الفطر السعيد , وقد أتى العيد ومعه بشريات سعيدة , وهي فتح المساجد وعودة الحياة الى طبيعتها بعدما سلمنا الله من وباء كورونا , وفي هذه المناسبة السعيدة أتمنى أن أقدم معلومة شرعية قد تكون غريبة عن أذهان الكثير من الناس , ولكنها معلومة قيمة ويجب الأخذ بها بعيداً عن المجاملات..
بالأمس نشر على موقع المرشد الأعلى الأيراني علي خامنئي صورة مرسومة كلوحة فنية , وهي لقادة محور المقاومة في إيران وسوريا ولبنان واليمن والبحرين , بالإضافة الى شخصيات من فلسطين وهم "الشيخ محمد حسين مفتى فلسطين والمسجد الأقصى , وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس , وزياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي" , والصورة وكما جرت العادة تعبر عن وقوف محور المقاومة بجانب الشعب الفلسطيني , وتحرير فلسطين والمسجد الأقصى من الإحتلال , ورغم أن محور المقاومة لم يحرك ساكناً , ولم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل , في الوقت التي كانت غزة تدك بالمدافع والصواريخ خلال ثلاث حروب وما بينهما , وكانت الضفة والمسجد الأقصى تتعرضان للإنتهاكات والتهويد على مدار الساعة ولا زالتان.. ولكن هذا ليس موضوعنا الرئيسي..
موضوعنا هو الرأي الشرعي في صورة علي خامنئي "اللوحة الفنية" لطالما أن كل من هم في داخل الصورة يتحدثون في الشرع , ويطلقون على أحزابهم السياسية مسمى "حركات إسلامية" ومن هنا فيجب أن ننتقدهم أو نحاسبهم بناء على الشرع , فالشرع يقول أن كل الصور سواء كانت مرسومة أو منحوتة أو مفحورة فهي حرام شرعاً إذا كانت لذوات الأرواح "يعني لكائنات حية فيها روح" وقد إستند الشرع على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (الذين يصنعون هذه الصورة يعذبون يوم القيامة , يقال لهم : أحيوا ما خلقتم) حديث صحيح رواه مسلم , وقد أجمع جمهور أهل العلم على تحريم هذه الرسومات بناء على ما ذكرت من حديث , وبناء على أحاديث أخرى تم القياس عليها من فقهاء الدين .
الصورة التي نشرها المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي محرمة في الشريعة الإسلامية , ومهماً كان هدفها فهي محرمة , وقد يخالفني البعض من محبين الفن التشكيلي , ومن من يؤمنون بالمدارس الدينية والتي تطلق على نفسها مدارس تنويرية , ولكنني ككاتب مقتنع تماماً بحرمية هذه الصور المرسومة , لأنني ببساطة لا أستطيع تجاوز حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لمجرد أن أدعي أنني تيار تنويري , أو محب ومشجع للفن , أو مجرد أنني رجل مجامل لا أفرق بين حلال أو حرام .
اشرف صالح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت