كان قدري أن أدرُسَ في كلية العلوم بجامعة دمشق، قسم العلوم الأساسية، الفيزياء والكيمياء، فمجموعي العام في الشهادة الثانوية كان يخوّلني دراسة الهندسات في جامعة حلب دون جامعة دمشق، لكن تكلفة الدراسة والإقامة في حلب لم تَكُن مُمكنة، فكان خياري كلية العلوم في جامعة دمشق.
كانت تسجيلي في كلية العلوم، قسم الفيزياء والكيمياء، مثار ملاحظاتٍ من العديد من الأصدقاء والمعارف، لجهة الصعوبات التي سأواجهها في هذه الكلية من الناحية المتعلقة بمادتي الفيزياء والكيمياء، ومن جهة صعوبة الشهادة ذاتها التي تجمع بين مادتين، حيث الإجازة في تلك المادتين تعني : بكالوريوس فيزياء + بكالوريوس كيمياء. ومع هذا كان تصميمي قوياً على اقتحام هذا الميدان العلمي بالرغم من تفرغي الكامل، وطوال الوقت تقريباً، في العمل السياسي وفي صفوف التنظيم الذي كُنت انتمي اليه.
يقع مبنى كلية العلوم في جامعة دمشق، في منطقة البرامكة وسط مدينة دمشق، ووسط المباني القديمة للجامعة، وقد قامت خلفها مباشرة المباني الجديدة لكلية العلوم منذ العام 1974 والتي تضم دار الفيزياء ودار الكيمياء. بينما بقي في البناء القديم مبنى البيولوجيا وعلم الأحياء وبعض المخابر.
كلية العلوم من أقدم الكليات في جامعة دمشق، واعرقها، تضم قسم الرياضيات وتفرعاته (رياضيات بحته، أنفورماتيك ...)، الفيزياء واقسامها وإختصاصاتها، الكيمياء وأقسامها وإختصاصاتها، علم الأحياء، البيولوجيا، والعلوم الجيولوجية ...
اذاً، انتسبت لكلية العلوم في جامعة دمشق في العام الدراسي 1978، قسم الفيزياء والكيمياء. وقد دَرَست مواد الفيزياء والكيمياء، ومعها مواد الرياضيات، على أيدي عمالقة الفيزياء والكيمياء والرياضيات بجامعة دمشق، وقد غادر غالبيتهم دنيا الوجود.
كان من أهم مدرسي كلية العلوم في جامعة دمشق من أبناء فلسطين، كلاً من : الدكتور زياد القطب (القدس)، الدكتور أحمد الحاج سعيد (صفد)، الدكتور فخري كتوت (يافا)، الدكتور محمود شحادة (صفورية قضاء الناصرة)، الدكتور عبدالواحد أبو حمدة (إجزم قضاء حيفا)، الدكتور أحمد الحصري (صفد)، الدكتور محمود عقل الناجي (الطيرة قضاء حيفا)، الدكتور عدنان عمورة (الطيرة قضاء حيفا)، الشهيد الدكتور عز الدين القلق (حيفا) وغيرهم ... ومعظمهم غادر الحياة الدنيا، وكان أخرهم المرحوم الدكتور فخري كتوت، الذي درسني مادة فيزياء الجسم الصلب، وبعض مواد الميكانيك الفيزيائي، إضافة للعمل المخبري في مخابر قسم الفيزياء في دار الفيزياء بكلية العلوم.
وكان من أبرز الدكاترة الذين درسوني بكلية العلوم إضافة لما ورد ذكرهم من الدكاترة الفلسطينيين، في كلية العلوم، قسم الفيزياء والكيمياء، كلاً من :
الدكتور طاهر تربدار (فيزياء عامة)، الدكتور توفيق قسام (فيزياء ميكانيك وكهرباء)، الدكتور حسن كنيش (فيزياء ميكانيك)، الدكتور أدهم السمان (فيزياء ضوء هندسي)، الدكتور محمد نزير لداوي (كيمياء عضوية)، الدكتور غدير زيزفون (كيمياء فيزيائية وترموديناميك كيميائي)، الدكتورة إنصلاح الخيمي (كيمياء تحليلية)، الدكتور وفائي حقي (كيمياء عضوية)، الدكتور يحيى القدسي (كيمياء عامة)، الدكتور عبد المجيد البلخي (كيمياء كوانتية)، الدكتور جان رومانوس (فيزياء اهتزازات وامواج)، الدكتور مصطفى حموليلا (فيزياء نووية)، الدكتور محمد وليد البزرة (كيمياء فيزيائية)، الدكتور حسن كلاوي (كيمياء فيزيائية)، الدكتور محمد عادل سودان (رياضيات جبر وبنى جبرية)، الدكتور محمد سعيد برني (رياضيات تحليل وهندسة تحليلية)، الدكتور موفق دعبول (رياضيات عامة)، الدكتور أحمد مالو (كيمياء حيوية)، الدكتور مروان البحرة (كيمياء حيوية)، الدكتورة هيام بيرقدار (كيمياء عامة ومعدنية)، الدكتور محمد قعقع (فيزياء الكترونيات)، الدكتورة الهام الحمصي (رياضيات عامة)، الدكتور عمر دريرش (فيزياء ميكانيك الكم)، الدكتور الياس ابو عسلي (فيزياء الكتروديناميك)، الدكتور انيس كنجو (رياضيات الإحصاء الرياضي)، الدكتور مكي الحسني (فيزياء كهرباء، وفيزياء نووية)، الدكتور الياس أبو شاهين (فيزياء كهرطيسية)، الدكتور أنور اللحام (رياضيات عامة وتفاضل وتكامل)، الدكتور عبد الحيلم منصور (كيمياء عامة ومعدنية)، الدكتور فؤاد الصالح (كيمياء فيزيائية)، الدكتور صلاح يحياوي (كيمياء عضوية)، الدكتور موفق شخاشيرو (كيمياء تحليلية)، الدكتور بسام معصراني (ميكانيك الكم). الدكتور أحمد الحصري (فيزياء الكترونيات)، الدكتور سامي علامة (إحصاء رياضي)، الدكتور محمد الكوسا (الديناميكا الحرارية/فيزياء حرارية).
هناك بعض أساتذتي في الكلية، امتلكوا بلاغة الكلمة، وناصية اللغة، وكفاءة المادة العلمية، والقدرة المُتميزة على الحوار ومهاراته ورشاقته، والفصاحة في الوضوح، وقد ترك بعضهم آثره على مسارنا العلمي والثقافي بشكلٍ عام. وأخُصُّ هنا الدكتور مكي الحسني، والدكتور طاهر تربدار... وهنا ومن موقع الوفاء، أشير للدكتور الفلسطيني المقدسي زياد القطب، استاذ الفيزيولوجيا بكلية العلوم، الذي كنت اتواصل معه دوماً، وازوده بالأدبيات الفلسطينية، وأدبيات المقاومة بشكلٍ عام، لقاء اشتراكيٍ شهري كان يُسدده لي باستمرار طوال فترة دراستي بالكلية عن المجلة الأسبوعية (الحرية) التي كانت تنطق شراكة بين (ج د) ومنظمة العمل الشيوعي في لبنان، قبل أن يتم فك تلك الشراكة بدءاً من 26/10/1981 (من العدد 1036).
رافقني في دراستي الجامعية في اقسام كلية العلوم المختلفة في حينها : (فيزياء وكيمياء + كيمياء تطبقية، علم أحياء، علوم جيولوجية، رياضيات) عدداً لابأس به من الطلبة الفلسطينيين، ممن كنّا من جيلٍ واحد، أذكر منهم : عمر أبو عون، احسان السلطي، محمد عبد الهادي، منير قبراوي، علي الشورى، إبرهيم قره باش (رحمه الله وقد استشهد بالمحنة السورية)، أيمن هدبة، ديانا الشريف، فاديا أبو العينين، المرحوم مازن أبو العينين، والمرحوم عماد أبو العينين، ماجدة السلطي، بشيرة السلطي، يوسف أبو زيد، أحمد الروبة، شحادة عباس، غياث رستم، ايمان سعيد، أحمد عبد الحفيظ، نزير منصور، فتحية عبد الله، ابتسام عباسي، آمنة علي، كمال كامل الياس، وائل أبو السعود، حسن عزيمة، صالح فنطزية، حسن محسن، أحمد مفلح، أحمد صالح، علي عبد الهادي، أحمد شعبان، فكرت الهندي، سعد الدين سعد الدين، وليد حمودة بوادي، بلكان مراد، رزق المزعنن، أحمد أسعيد، إبراهيم شملخ، رياض حسين، زياد حسين، أمين الخضراء، المرحوم حسين مصطفى، اسماعيل النجار، أحمد دبسي، عماد قدورة، محمد عباس، جمال أبو جاموس (الذي حصل على منحة الى فرنسا وحاز من خلالها على شهادة الدكتورا في الكيمياء)، خضر المصري من مخيم جرمانا وكان متفوقاً في قسم علم الأحياء، واعتقد بأنه حصل على منحة للحصول على شهادة الدكتور في علم الأحياء الدقيقية من فرنسا .... ومن زملائنا في تلك الدفعة رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد حسان الكردي للفترة من 2014 ـــــ 2017، ومعاون وزير التعليم العالي لشؤون البحث العلمي بين 2012 ـــ 2014، وعميد كلية العلوم الدكتور عدنان ديب، والدكتور محمود قويدر ...الخ...
بقلم علي بدوان
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت