إسرائيل تتهم كل من ينتقدها أو يعارض سياستها بأنه معاد للسامية , وتزايدت هذه الإتهامات للمعارضين لسياستها , بالتزامن مع قرار إئتلاف "نتنياهو غانتس" بضم الضفة والأغوار والبحر الميت الى إسرائيل , كخطوة أولى على جدول أعمال الحكومة الجديدة , وكتطبيق عملي لخريطة ما يسمى بصفقة القرن , فأصبح مصطلح "معاداة السامية" سلاح تستخدمه إسرائيل كي تستقطب التعاطف الدولي نحوها , وتصد من خلاله كل من يوجه لها إنتقاداً , وكما إستخدمت مصلطح "الهولوكوست , المحرقة النازية" كسلاح لإستقطاب التعاطف الدولي أيضاً , وطالما أن هناك ماكينات إعلامية صهيونية تكاد أن تسيطر على الإعلام العالمي , وذلك بفضل اللوبيات اليهودية والمنظمات الصهيونية حول العالم , فإن مصطلح معاداة السامية سيصبح حقيقة مسلم بها , وخاصة لمن لم يقرؤون التاريخ ويتابعون مجريات الأحداث جيداً , ومن هنا فيجب أن نعرف كعرب وكفلسطينيين على وجه الخصوص , ما هي السامية ؟ ومن هم الساميون؟ كي نستطيع على الأقل التصدي لهذا المصطلح من باب المعرفة .
مصطلح معاداة السامية هو إكذوبة كبرى إستخدمتها إسرائيل سواء بجهل أو بتعمد عن فهم ودراسة وتخطيط , ففي كلا الحالتين تسعى إسرائيل أن تنشر مفهوم أن اليهود هم وحدهم من نسل سام إبن نوح عليهما السلام , وأن كل من يخالفهم الرأي أو يعترض على سياستهم فهو معادي للسامية , بمعنى أنه يعامل اليهود من باب التمييز العنصري والعرقي , ورغم أن كتاب التوراة هو الذي قسم البشرية الى ثلاث أقسام بحسب اللون والعرق , وذلك إبتداء من نسل سيدنا نوح عليه السلام الى يومنا هذا , إلا أن اليهود ينكرون أو يتجاهلون بقية الأقوام التي يعود نسبها الى سام إبن نوح , ويقتصرون في وصف النسب لسام إبن نوح عليهم فقط .
إن لسيدنا نوح عليه السلام ثلاث أبناء , وهم : سام وحام ويافث , وإنبثقت أنسال وأقوام البشرية الى يومنا هذا من الثلاث أبناء , وهم كالتالي .
- يافث أو اليافثيون وهم أصحاب البشرة البيضاء الصفراء وهم شعوب أوروبا بالكامل وشعوب بلاد فارس بالكامل .
- حام أو الحاميون وهم أصحاب البشرة السوداء الذين يسكنون قارة افريقيا .
- سام أو الساميون وهم أصحاب البشرة البيضاء المتوسطة والمائلة قليلاً للسمار وهم الأشيريون الفينيقيون والكنعانيون والبابليون الكلدانيون والعرب واليهود , وسكنوا الجزيرة العربية والشام وبلاد النهرين .
إن ما ذكرت أعلاه من تصنيف للشعوب يجمع العرب واليهود سوياً في نسل سام إبن نوح , إذاً فنحن العرب والفلسطينيون ساميون حتى النخاع , فكيف لليهود أن يتهموننا أننا معاديين للسامية ونحن بالأصل ساميون!! فهل نحن معاديين لانفسنا!! إن إكذوبة معاداة السامية بحاجة الى الحقيقة , والحقيقة بحاجة الى تعبئة وتوعية ونشرعبر قنوات كثيرة وفي مقدمتها وسائل الإعلام .
اشرف صالح.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت