تستهدف مبادرة شبابية أطلقت في غزة حديثا تعزيز ثقافة إعادة تدوير مخلفات البيئة إلى أدوات صديقة للبيئة بغرض الحد من التلوث البيئي.
وتبنت المبادرة سبع شابات يستهدفن استثمار مخلفات البلاستيك والزجاج والكرتون والملابس لإعادة صناعتها من جديد داخل المنزل بدلا من إلقائها في القمامة.
وتقول رئيسة المبادرة عطاف حمد (36 عاما) لوكالة أنباء (شينخوا)، إنهن يستهدفن نشر ثقافة إعادة التدوير لاستثمار كافة الموارد المتوفرة لدى السكان في أكثر من استعمال.
وتؤكد عطاف حمد وهي أم لخمسة أطفال على أهمية تنشئة جيل جديد لديه إيمان بضرورة العيش في بيئة نظيفة وصحية بعيدا عن رؤية أكوام القمامة في كثير من مناطق القطاع.
وتقول كانت أزمة تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد -19) سببا رئيسيا لإطلاق مبادرتها، خاصة أن قطاع غزة يعاني من نقص في المواد والمستلزمات الطبية اللازمة لعلاج المصابين.
وأضافت أن المبادرة يمكن أن تساهم بنشر النساء لثقافة جديدة لدى الأطفال للحد من التخلص من النفايات التي يمكن إعادة تدويرها وبالتالي ضمان بيئة نظيفة.
ولضمان انتشار أوسع للمبادرة النسوية، عملت حمد مع زميلاتها على إطلاق فيديوهات توعية عبر موقع التواصل الاجتماعي حول كيفية صناعة مزهريات لزراعة الورود من الزجاجات المصنوعة من البلاستيك والزجاج والمعادن.
ولقيت الفيديوهات تفاعلا لدى ربات المنازل اللواتي شارك العديد منهن في فيديوهات حول آليات عملية التدوير بالمشاركة مع أطفالهن كنوع من تبادل الخبرات.
وتقول عطاف حمد إن "التفاعل الواسع الذي وجدناه دفعنا للإعلان عن مسابقة لتشجيع النساء الأخريات للانضمام إلينا ومشاركتنا في إعادة تدوير مخلفات المنازل، على أن يتم تقييم المشاركات ضمن لجنة مختصة وتوزيع الجوائز على الفائزات".
وتضيف "لدينا الآلاف من أطنان النفايات المتراكمة في القطاع، والتي غالبا ما تكون سببا في انتشار الأوبئة والأمراض، ولا يتم التخلص منها بالطريقة الصحيحة بإعادة تدويرها والاستفادة منها".
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن متوسط انتاج الأسرة اليومي من النفايات المنزلية في قطاع غزة يتجاوز 2.4 كجم، فيما الكمية التقديرية لمجموع نفايات المنازل اليومية حوالي 716 طنا.
وتظهر الإحصائيات الصادرة عام 2018، أن 80 في المائة من النفايات المنزلية هي نفايات عضوية، والتي عادة ما يتم حرقها بالكامل في ثلاث مكبات رئيسية، مما يتسبب في تلوث هوائي.
ويقول القائمون على المبادرة إن أفكارهم حظيت برواج بين الأمهات في قطاع غزة، وساهمت في تعزيز الترابط الأسري بين الأمهات وأطفالهن وقضاء المزيد من الأوقات السعيدة معا.
وانشغلت دنيا عبد الرحمن (42 عاما) من سكان مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع بمشاركة أطفالها لأسبوع كامل في إعادة تدوير المخلفات المنزلية لصناعة أشياء جديدة مفيدة.
وعملت دنيا عبد الرحمن على صناعة دمى ووسادات من القماش، في وقت تعرب عن سعادتها بالانخراط في المبادرة "التي من شأنها تغيير العادات والتقاليد السيئة في المجتمع".
ولم يتوقف شغف دنيا عبد الرحمن وهي أم لخمسة أطفال عند مشاركتها إياهم أوقاتا سعيدة، بل تعدت لتصبح عملية تدوير المخلفات إلى مصدر دخل إضافي لها.
وتضيف "أعمل على صناعة الدمى الخشبية الصغيرة والتي يتم استعمالها في حفلات الزفاف في القطاع، إضافة إلى صناعة المزهريات التي يتم استخدامها لزينة المنازل".
وتجني دنيا عبد الرحمن ما يقارب 150 دولارا أمريكيا شهريا لمساعدتها في إعالة عائلتها في ظل الظروف الصعبة التي يعانيها قطاع غزة لاسيما في ظل أزمة مرض فيروس كورونا.
وغمرت السعادة الطفلة لميس أحمد (11 عاما) بعد أن أتمت صناعة حقيبة من ثوب قديم لها، منوهة إلى أنها تقوم بمشاركة صديقاتها في المدرسة بصناعتها وتشجيعهن على اعتماد آلية التدوير.
وتوضح بأنها ستعمل على نشر الثقافة بين زميلاتها في المدرسة بعد أن تعود إليها من أجل تعزيز ثقافة عدم إلقاء المخلفات والمساهمة في الحفاظ على البيئة نظيفة.