أكد تشريح جثمان الشهيد إياد الحلاق، زيف رواية عنصر الشرطة الإسرائيلية القاتل، الذي ادعى أنه استهدفه في أسفل جسده، وتبيّن أن الشهيد الحلاق قضى بعيار ناري أصابه وسط جسده.
وأظهر التشريح أن رصاصتين من بين 7 أطلقت على الشهيد الحلاق اخترقت مركز جسده، وأصابتاه بمنطقة قاتلة. عملية التشريح أجريت في معهد الطبي الشرعي في "أبو كبير"، بمشاركة طبيب فلسطيني.
وكان الشرطي القاتل، التابع لوحدة "حرس الحدود" في شرطة الاحتلال في القدس، قد ادعى خلال التحقيقات التي خضع لها أمس في وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة ("ماحاش")، أنه أطلق النار أسفل جسد الشهيد الحلاق (من ذوي الاحتياجات الخاصة) ولم يتعمد قتله.حسب تقرير نشره موقع "عرب 48".
وكان التحقيق الأولي الذي أجرته "ماحاش"، قد كشف أن أحد عنصري قوة "حرس الحدود" المتورطين بإعدام الشهيد الحلاق ميدانيًا، في منطقة باب الأسباط في القدس المحتلة، استمر بإطلاق النار على الشهيد الحلاق وهو ملقى على الأرض، رغم تلقيه أمرًا مباشرا من قائده بالتوقف.
وجاءت أقوال القاتلين متضاربة خلال التحقيقات، فادعى القاتل الأعلى رتبة أنه أمر عنصر شرطة "حرس الحدود" الذي رافقه بأن يتوقف عن إطلاق النار، ولكن الأخير استمر على الرغم من الأمر المباشر. في المقابل، نفى الأخير أن يكون قائده قد أمره بالتوقف عن إطلاق النار.
وأشارت هيئة البث العبرية الرسمية "كان" إلى أن محققي "ماحاش" أطلقوا سراح الضابط بشروط مقيدة، فيما فرضت الحبس المنزلي على القاتل الأدنى رتبة.
ووفق التحقيق الأولي "حاولت عناصر الشرطة إيقاف الحلاق للاشتباه في أنه يحمل مسدسا في يده، لكنه خاف منهم وشرع بالفرار، فبدأوا بالصراخ ‘إرهابي إرهابي‘ وقام شرطيان آخران بإطلاق من رصاصات تجاهه، ليتبين لاحقَا أنه لم يكن مسلحًا".
وقالت عائلة الشّهيد الحلاق إن ابنها يعاني من تأخر في النمو العقلي، ومستواه في التفكير لا يتجاوز مستوى طفل في السابعة من عمره، وهو يدرس في المدرسة الصناعية (البكرية) في باب الأسباط، المتخصصة في تعليم ذوي الإعاقة.
كما قال والد الشهيد، خيري الحلاق، إن ابنه كان يخشى الغرباء وما كان يحمله هو هاتفه المحمول لأن أسرته كانت تشدد عليه دائما بضرورة أن يتصل بهم بمجرد وصوله للمؤسسة التعليمية التي كان في طريقه إليها، قرب باب الأسباط.
وأوضح والد الشهيد الذي قدم إفادته لوحدة التحقيق مع أفراد الشرطة الإسرائيلية، أن إياد كان يحمل بطاقة على صدره توضح حالته الصحية، ولم يحمل سلاح، لا سكين ولا مسدس، وأكد أنه وافق على تشريح جثة الشهيد بوجود مشرّح فلسطيني.