المالكي: نستثمر المواقف الدولية لمنع تنفيذ مخطط الضم

قال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، إن " القيادة تحاول استثمار المواقف والتصريحات وردود الأفعال الدولية حول مخطط الضم، لصالح تحقيق أكبر ضغط على الحكومة الإسرائيلية لتمتنع عن تنفيذه."

وأضاف المالكي في مقابلة عبر إذاعة صوت فلسطين الرسمية، " الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء، والقيادة الفلسطينية على تواصل مع قيادات العالم ومسؤوليها، لتوضيح خطورة مخطط الضم، وماذا يعني بالنسبة لحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية."

وأكد أنه "سيتم تجميع المواقف الدولية في إطار ضغط على الحكومتين الإسرائيلية والأميركية، من أجل التراجع عن مثل هذه الخطوة، وإلزام إسرائيل بالقانون الدولي وعدم خرق الاتفاقيات."

نص المقابلة:

المذيع: معالي وزير الخارجية والمغتربين د. رياض المالكي، بالأمس ما قدمه المبعوث الأممي ميلادينوف حول خطورة الضم وأيضًا ما هو متعلق بردود الفعل الدولية على رأسها الصين، وما جاء على لسان وزير خارجية الصين بهذا الشأن، إلى أي مدى يمكن أن تدعم هذه المواقف الآن التحرك الفلسطيني والضغط على الجانب الإسرائيلي؟

الوزير: نعم بالتأكيد نحن نحاول أن نستثمر كل هذه التصريحات لصالح وضع ضغط أكبر على الحكومة الإسرائيلي والجانب الإسرائيلي لكي يمتنع عن اتخاذ مثل هذه الخطوة.

بالتأكيد من خلال الاتصالات المستمرة التي يقوم بها السيد الرئيس محمود عباس أو دولة رئيس الوزراء أو أنا شخصيًا، بالإضافة إلى آخرين من القيادة الفلسطينية في التواصل مع قيادات العالم ومسؤوليها هو من أجل توضيح خطورة الضم وماذا يعني الضم بالنسبة لحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية إلخ.

وأيضًا الالتزام بالقانون الدولي وخرق الاتفاقيات، كل ذلك من أجل فعلاً أن يصدر عن تلك الدول مواقف واضحة ضد الضم، هذه المواقف سيتم تجميعها في إطار ضاغط على الحكومة الإسرائيلية، بالإضافة إلى الحكومة الأمريكية من أجل اتخاذ أو التراجع عن مثل هذه الخطوة. 

نحن لا زال أمامنا شهر من الآن قبل أن يقدم نتنياهو على مثل هذه الخطوة، وبالتالي هناك تسارع في الاتصالات التي نقوم بها على مستوى القيادة الفلسطينية مع عديد من المسؤولين في دول العالم.

ما صدر عن وزير خارجية الصين في رسالة جوابية لرسالة سابقة كنت قد أرسلتها إليه حول موضوع الضم، هي من أقوى وأوضح المواقف التي تصلنا من قبل دول العالم فيما يتعلق برفض الضم، وتفسير مثل ذلك الرفض مرتبطًا بالقانون الدولي وأيضًا الاتفاقيات وغيرها. وبالتالي نحن نريد أن نجير مل ذلك في إطار ضاغط على الحكومة الإسرائيلية من قبل المجتمع الدولي. نحن نأمل بأن يتم ترجمة ذلك إلى ضغط حقيقي من قبل هذه الدول ونحن نريد أن نجير مثل هذا الضغط في إطارات مقننة بشكل أوضح إما أن يصدر بشكل جماعي عن الاتحاد الأوروبي/ الاتحاد الافريقي/ مجلس الأمن، وقد نجد أنفسنا أيضًا مضطرين للعودة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لتصدير أيضًا قرارات من هناك تشير إلى مثل هذا الموقف وخطورته ورفضه من قبل المجتمع الدولي، نحن لدينا متسع من الوقت الضيق، علينا استثماره بشكل جيد وعلينا تحريك وتجييش المجتمع الدولي ضد هذا الموقف من أجل عزل الحكومة الإسرائيلية وأيضًا الإدارة الأمريكية.

نريد أيضًا أن نخلق ردود فعل واشتباك داخلي إسرائيلي وفي داخل المنظومة الإسرائيلية حول خطورة وتداعيات ونتائج وانعكاسات مثل هذه الخطوة في حال أقدمت عليها إسرائيل على دولة إسرائيل وعلاقاتها مع المجتمع الدولي.

يجب أن يشعر السياسيون الإسرائيليون والحكومة الإسرائيلية وأيضًا الأحزاب الإسرائيلية بالثمن الكبير الذي ستضطر إسرائيل لدفعه في حال أنها أقدمت على مثل هذه الخطوة. هذه هي الاستراتيجية الفلسطينية التي نحن نعمل عليها والتي نقوم بها بتوجيهات واضحة من السيد الرئيس.

المذيع: كان الحديث أيضًا يدور عن حراك على مستوى المجموعة العربية والإسلامية في الأمم المتحدة ربما لمحاولة إحياء اجتماع للرباعية الدولية، وأيضًا حديث يدور عن أنّ موسكو تقود مثل هكذا حراك، أين وصل هذا الموضوع؟

الوزير: أنت تعلم أنّ القرار الذي صغناه والذي صدر عن وزراء خارجية الدول العربية في الاجتماع الطارئ المرئي كان يشير بكل وضوح إلى تفعيل المجموعة العربية في الأمم المتحدة، إلى دعوة الرباعية للاجتماع، إلى كل ذلك، وبالتالي نحن شاهدنا خلال الفترة الأخيرة اجتماعات مكثفة للمجموعة العربية في الأمم المتحدة فيما بينها وفي لقاءات أيضًا لاحقة مع عديد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن، خاصة الدائمين منهم وأيضًا مع الأمين العام للأمم المتحدة، بالإضافة إلى رئيس وزراء كندا وغيرهم، وهذا هو جزء من ترجمة تلك القرارات من قبل مجموعة الدول العربية في الأمم المتحدة، هذه المجموعة تعمل بجد وبمسؤولية عالية وتتابع هذا الموضوع، وأيضًا حاولنا من خلال سفرائنا في كل دول العالم بتفعيل مجلس السفراء العربي في كل الدول التي فيها مجلس السفراء العرب من أجل أيضًا الاتصال بالخارجيات ورئاسات تلك الدول لوضعهم في صورة خطورة مثل هذا الضم ومطالبة هذه الدول بتصدير على الأقل بيانات ضد مثل هذه الخطوة.

ما شاهدناه في الرسالة الثلاثية لوزير خارجية تشيكيا مع وزراء خارجية تشيكيا السابقين الذي صدر في بيان/ مقالة صحفية، أثارت ردود فعل كبيرة جدًا في تشيكيا، ونحن نعلم أن تشيكيا هي من الدول الأكثر ولاء لإسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي وفي دول العالم، وبالتالي هناك عمل دؤوب مستمر نقوم به على كل المستويات، ليس فقط على هذا المستوى وإنما أيضًا نحن طلبنا اجتماع طارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، والنظام الداخلي هناك معقد نوعًا ما، بحاجة إلى تأييد عديد الدول قبل أن يتم عقد مثلاً اجتماع، ولكن نحن نأمل خلال الأيام القادمة بأن نتمكن من عقد اجتماع لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي؛ لكي نصدّر أيضًا بيانًا واضحًا كل الوضوح يلزم هذه الدول بمعارضة سياسة الضم واتخاذ خطوات ضاغطة على إسرائيل وداعمة للموقف الفلسطيني على كافة المحافل.

المذيع: يعني إلى الآن لم يتم تحديد موعد اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي؟

الوزير: نحن بحاجة إلى تأييد عدد أكبر من الدول حتى تستطيع الأمانة العامة من ترتيب مثل هذه الخطوة، ولكن نحن متفائلون حيال هذا الموضوع بأنّ هذا الاجتماع قد يعقد خلال الفترة القريبة القادمة.

نحن لن نتردد في دعوة الجميع والتواصل مع الجميع من أجل تشكيل حالة ضغط دولية حقيقية على إسرائيل وداعمة بكل وضوح للموقف الفلسطيني، وكيف يمكن ترجمة مثل هذا الدعم لنا في محافل عديدة وكيف يمكن ترجمة الضغط على إسرائيل أيضًا في تلك المحافل من أجل عزل إسرائيل سياساتيًا هي والحكومة الأمريكية الراعية والداعمة لمثل هذا الموقف.

المذيع: ضمن أيضًا اجتماع لمجموعة من الدول هناك اجتماع غدًا لمجموعة من المانحين، ما المأمول من هذا الاجتماع فلسطينيًا؟

الوزير: نعم صحيح أنتم تعلمون بأنّ ما بتقى من الإطار المتعدد هو الدول المانحة (بالإنجليزية AHLC)، والتي تشرف عليه دولة النرويج، هناك كان اهتمام كبير من قبل دولة النرويج باستمرار وجود مثل هذه المجموعة التي هدفها الأساسي يأتي في كيفية تقديم الدعم الاقتصادي والمالي لدولة فلسطين للاستمرار بعملها ضمن مشاريع تنموية عديدة.

هذه المجموعة لا زالت تلتقي وتجتمع سنويًا من أجل توفير دعم لمشاريع تقدمها دولة فلسطين في مثل هذه الاجتماعات، وبسبب كورونا سيكون هناك اجتماع مرئي ستقوده النرويج يوم غد، دولة رئيس الوزراء د. محمد اشتية سوف يترأس الوفد الفلسطيني وسوف يُلقي كلمة واضحة كل الوضوح فيما يتعلق بالوضع المالي والاقتصادي الذي تعيشه دولة فلسطين والسلطة الفلسطينية نتيجة للحصار الإسرائيلي من جهة، ونتيجة لفايروس كورونا من جهة أخرى، واستمعت قبل قليل لانعكاسات كورونا على الاقتصاد الفلسطيني في تقرير لكم مما يشير إلى خطورة الوضع الاقتصادي والتنموي.

الآن هناك مداخلات لدول عديدة حوالي ثلاثين إلى أربعين دولة عادة هي تحضر على مستويات عالية عادة على مستوى وزراء خارجية، بما فيها دول عربية وأيضًا هناك تقرير تم نشره لممثل الأمم المتحدة السيد ميلادينوف سوف يتم إلقاؤه يوم غد.

بالتأكيد على موضوع الضم هو موضوع الساعة الذي سوف يتم التثبيت عليه، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي وبالتالي نحن نتوقع من اجتماع يوم غد أن يكون هناك دعم كبير للاقتصاد الفلسطيني، إدانة واضحة لموضوع الضم، وأيضًا الحديث عن كيفية دعم عديد المشاريع التي سوف تقدمها دولة فلسطين خلال ذلك الاجتماع.

المذيع: شكرًا جزيلاً.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله