إستضافت المنظمة النسائية الديمقراطية الفلسطينية (ندى) عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فتحي كليب في ندوة سياسية بعنوان "مشروع الضم .. المخاطر والتداعيات"، في مناسبة يوم شهيد الجبهة الديمقراطية وذلك في قاعة المركز الثقافي الفلسطيني في مخيم عين الحلوة بحضور عضو اللجنة المركزية للجبهة ابتسام ابو سالم ومسؤول الجبهة الديمقراطية في المخيم فؤاد عثمان وعدد من ممثلات المنظمات النسائية وجمهور نسائي.
بدأ كليب باستعراض تاريخي لأهداف الحركة الصهيونية ومشروعها الاستعماري في فلسطين قائلا: ان مشروع الضم هو الوجه الحقيقي للحركة الصهيونية التي سبق لها وان طرحته سواء بشكل علني او مواربة، وجميع القوى والتيارات التي حكمت اسرائيل خلال فترة المفاوصات الفلسطينية الاسرائيلية وقبل ذلك عبرت عن ذلك، ولم تتعاط مع الضفة الغربية والقدس على انها اراض فلسطينية محتلة، بل ان اسرائيل والولايات المتحدة جعلتا من المفاوصات ملهاة للعرب والفلسطينيين، فيما مضت اسرائيل في فرض سياسة الامر الواقع، وكل ما قدمته خلال الفترة الماضية لم يكن سوى مشاريع وافكار استعمارية استيطانية لم تفارق الاحتلال يوما، بل ان اساس وجود الحركة الصهيونية لا يعني شيئا ما لم يترافق مع مشاريع الضم..
وتابع قائلا: اذا كان هذا المشروع هو جزء لا يتجزأ من صفقة ترامب نتنياهو التي تعبر عن الوجه الحقيقي لاسرائيل، باعتبارها دولة احتلال لا تعيش الا على العدوان والارهاب، فهذا يعني ان رفض المشروع لا يكفي لاسقاطه، كونه مشروع تصفوي مطروح للتطبيق المباشر، ما يغلق الباب وبشكل نهائي على اي رهان لا زال يراود البعض، من قوى دولية وعربية على امكانية العودة الى مسار سياسي كان مختلا منذ البداية، وزادته الاخطاء العربية والفلسطينية اختلالا لصالح اسرائيل ومشاريعها..
واضاف كليب قائلا: المطلوب اليوم ليس تشكيل لجان واتخاذ قرارات تفيض ادراج هيئاتنا الوطنية بما يكفي منها، بل الذهاب الى ميدان الفعل المباشر، طالما نتفق جميعا على ان مشروع الضم وغيره من الممارسات الاسرائيلية يستوجب ردا، خاصة ان بعض الردود المفترضة لا تتطلب سوى ارادة وصدقية وجرأة في التطبيق.. وهنا لا يجب التفكير، ولو للحظة، بردود فعل اسرائيلية وامريكية محتملة، لأنه وبسبب سياسة اسرائيل والولايات المتحدة وعجز المجتمع الدولي قد اصبح لدينا من الاسباب ما يكفينا للخروج من مسار اوسلو الانحداري الذي كان سببا رئيسيا في كل ما تعيشه قضيتنا من مأساة..
وختم قائلا: ان مشروع الضم هو اعلى درجات العدوان والاحتلال، ومقاومته هي واجب وطني وقومي واخلاقي وانساني، فهذا المشروع هو اسوأ منتوج فاسد قدم حتى الآن، ولا امكانية لمجرد التفكير بامكانية الحوار بشأنه. لذلك نقول ان الموقف العربي والدولي يتأسس على صلابة وقوة الموقف الفلسطيني الذي يجب ان يتطور تصادميا مع تطبيقات الضم على الارض، خاصة بعد عديد المواقف الدولية الداعمة لشعبنا وحقوقه والتي يجب ان تشكل غطاءا سياسيا لقوة فعل شعبي ومقاوم في الميدان في اطار استراتيجية نضالية تفسح في المجال لكل الشعب ان يشارك فيها، وفي مقدمة هذه الاستراتيجية وقف التعاون الأمني والغاء التبعية الإقتصادية لإسرائيل وانهاء الانقسام بجميع اشكاله بما يقدم القضية الفلسطينية الى العالم بشكلها الحقيقي باعتبارها قضية تحررية وطنية لشعب حر يناضل من اجل حريته..