أمين الجهاد بأمان الله "

بقلم: رامز مصطفى

رامز مصطفى
  • رامز مصطفى

لا نعرف قيمة الإنسان إلاّ بعد فقدانه أو رحيله " ، وهذا ما ينطبق على الشهيد والقائد الوطني الكبير الدكتور رمضان عبد الله شلح الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أولاً . وثانياً ، هذا ما تدركه من خلال متابعة عدد من القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المقرؤة ، ومواقع التواصل الاجتماعي ، ومجالس العزاء ، والتشييع المهيب في دمشق العروبة ، التي احتض ترابها الطاهر جثمان الراحل في مقبرة مخيم اليرموك ، إلى جانب رفيق عمره وشريكه في تأسيس حركة الجهاد ، الشهيد المجاهد والقائد الكبير فتحي الشقاقي .

 وبالتالي الكم الكبير من المقابلات والمقالات وبرقيات التعزية ليست الرسمية وحسب ، بل والشعبية أيضاً ، بفقيد فلسطين وأيقونتها ، لِمَ تضمنته في مجموعها من حديث عن دوره وحضوره اللافت في تطوير وتعزيز المقاومة وثقافة المقاومة . وأيضاً ما تناولته من خصال حميدة ، ومناقبية أخلاقية وجهادية لفقيد شعبنا وأمتنا .

شخصية الراحل الكبير تميزت بالفرادة ، علماً وفكراً وثقافةً وأدباً ، وتواضعاً وأخلاقاً وزهداً ، وهدوءاً واتزاناً وإنسانيةً ، وإيماناً بأن فلسطين بالنسبة إليه ولمن سبقه ، أو لمن تقدم الصفوف من بعده ، هي من بحرها إلى نهرها غير منقوصة ، وعاصمتها القدس الأبدية ، ولتحريرها طريق واحد هي المقاومة .

وهو السهل الممتنع في حواراته وانفتاحه على الأخرين . والمبادر إلى تقريب وجهات النظر والمواقف بين الفصائل ، من خلفية حماية وصون القضية في مواجهة تحديات الكيان الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية .

فكانت مبادرته في 21 تشرين الأول 2016 ، في الذكرى 29 لانطلاقة حركة الجهاد ، والتي هدفت إلى الخروج من الاستعصاء الفلسطيني المتمثل بالانقسام . والتي تضمنت نقاط عشرة ، وقفت في مقدمتها العمل على إجراء حوار وطني لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني ، وسحب الاعتراف بكيان الاحتلال ، وإلغاء اتفاق " أوسلو " .

 أمين الجهاد غادرنا بأمان الله ، وهو مطمئنٌ بأن المقاومة وأهلها ورغم ما يواجههم من تحديات ، باقون على عهدهم في حفظ أمانة الشهداء والجرحى والأسرى ، وعلى تمسكهم بخيار المقاومة حتى كنس الاحتلال ، ودحر مشروعه الصهيوني على أرض فلسطين .

 غادرنا وهو على ثقة بأن الحركة التي عمل من أجلها والشهيد القائد الدكتور فتحي الشقاقي ، ستبقى وفية لعهدها في حمل راية المقاومة والجهاد في ظلِ أمينها العام الأخ المجاهد زياد نخالة .

 فالحركة التي أصبحت ما أصبحت عليه من حضور وقوة وقدرة يحسب حسابها كيان الاحتلال الصهيوني وقادته ، وفي المقدمة منهم الإرهابي نتنياهو الذي هرب مذعوراً أثناء حملته الانتخابية في مدينة عسقلان المحتلة ، بعد سقوط عدد من صواريخ سرايا القدس بالقرب من المكان الذي تواجد فيه نتنياهو ، الذي وقف وكيانه الغاصب وراء صدور 53 تهمة من المحكمة الفيدرالية لولاية فلوريدا بحق الشهيد المجاهد رمضان شلح في العام 2003 . وتخصيص مبلغ 5 ملايين دولار في العام 2007 ، من قبل الإدارة لأمريكية لبرنامج ما يسمى ب" مكافآت من أجل العدالة " ، مقابل اعتقاله . وفي العام 2017 تم وضعه على قائمة المطلوبين من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي " FBI " .

 عزاؤنا لحركة الجهاد الإسلامي ، والعزاء مشترك ، أنّ الراحل الكبير قد ترك وراءه حركةً جهادية تؤمن اليوم وأكثر من أي وقت مضي ، وإرث فكري وثقافي ، ومدرسة كفاحية جهادية ، ستُبقي على بوصلة الحركة التي وجهَّ فوهة بندقيتها ، القائدان الشهيدان الشقاقي وشلح نحو فلسطين كل فلسطين .

كاتب فلسطيني

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت