- تامر عوض الله
■ بعد كتاب «الرأسمالية المعاصرة في أطرافها »، يأتي هذا الكتاب: «الرأسمالية
المعاصرة في مراكزها» ليتمم ما سبقه، في إطار مساهمة علمية رصينة تجيب على عديد
الأسئلة الراهنة حول الرأسمالية ومسار تطورها، منذ انطلاقتها القوية في ق 19 ، وانتقالها من
المنافسة الحرة إلى الاحتكار، فالإمبريالية، وصولاً إلى العولمة؛ ومن أ رس المال الصناعي إلى
رأس المال المالي بعد اقترانه برأس المال البنكي؛ ومن ظهور الطغمة المالية (الأوليغارشيا)
الممسكة بالإحتكار والنفوذ السياسي الممتد في الدولة، إلى ظاهرة رأسمالية الدولة الإحتكارية،
بدورها التحكيمي بين مختلف الإحتكارات، التي تضطلع بوظيفة ضبط تناقضات المجتمع،
وصراعاته، تحت سقف الإستقرارا الإجتماعي والإقتصادي للنظم السياسية الحاكمة.
■ يسلط الكتاب الضوء على الخلل البنيوي المتأصل في نمط الإنتاج الرأسمالي، الناجم عن
التناقض الأساسي بين الصفة الإجتماعية )المجتمعية( للإنتاج، وبين الصفة الخاصة لملكية
وسائل الإنتاج )واستتباعاً التداول(، على امتداد 13 فصلاً، موزعة على 5 أقسام بعناوين
تعكس موضوعاتها: 1- تطور الرأسمالية حتى نهاية ستينيات ق 20 ؛ 2- تطور الرأسمالية
في سبعينيات ق 20 ، ومطلع ثمانينياته؛ 3- دور الدولة، وسمات الأزمة الاقتصادية في
سبعينيات ق 20 ، ومطلع ثمانينياته؛ 4- سمات الرأسمالية المعاصرة؛ 5- التحولات البنيوية
للرأسمالية، جراء الثورة العلمية – التكنولوجية.
بعد مضي ما يقارب ثلاثة عقود على طبعته الأولى ( 1993 )، ما زال هذا الكتاب
يتمتع براهنية من خلال عديد القضايا التي يتناولها، إن كان بإضاءاته المنهجية، أو بعرضه
لأسس وقوانين الإقتصاد السياسي، بالعودة إلى مصادرها وأصولها في كتابات المؤسسين،
أو بتحليل الواقع الماثل حتى مطلع العقد الأخير من ق 20 ، بالإستناد إلى معطيات رقمية
من مصادرها الأولية، وأبحاث إمبريقية لجهات مختصة، ولمفكرين معتمدين، وبخلاصات
تجد عناصر صحتها في ما نتابعه اليوم من أزمات يعيشها النظام الرأسمالي، وكيف يحاول
أن يجعل من الإقتصاد سلاحاً في حروبه الباردة (والساخنة أيضاً) ضد منافسيه التجاريين
وخصومه السياسيين، سواء من داخل دائرة حلفائه المفترضين من الدول الرأسمالية؛ أو من
خارجها، من دول اشتراكية، وشعوب من دول نامية تتطلع إلى بناء اقتصاد وطني، متحرر
من هيمنة الرأسمال المالي الجشع، الرأسمال المتعولم الذي بات العالم بأسره، مسرحاً لخططه ومشاريعه في نهب ثروات الشعوب وخيراتها.
■ وأخيراً، يحمل هذا الكتاب الرقم 18 في سلسلة «من الفكر السياسي الفلسطيني
المعاصر »، ومعه نختتم رباعية الوثيقة النظرية الشاملة، من تأليف الجبهة الديمقراطية
لتحرير فلسطين: «حول الأزمة في الحركة الثورية العالمية – إتجاهات التغيير في عالمنا
المعاصر »، التي سبق صدورها في 3 كتب تحمل الأرقام 15 ، 16 ، و 17 من هذه السلسلة،
بالعناوين التالية: « -1 في الإشتراكية العلمية، الدولة المدنية، المجتمعات الانتقالية ؛»
« -2 النموذج السوڤييتي لعملية الإنتقال إلى الإشتراكية « -3 ؛» الرأسمالية المعاصرة في
أطرافها ■ »
بطاقة الكتاب :
العنوان: الرأسمالية المعاصرة في مراكزها
تأليف: قيس عبدالكريم (أبو ليلى)+ خالد عطا
الناشر: المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات (ملف)/ بيروت/دمشق
عدد الصفحات:288من القطع الكبير
الرأسمالية المعاصرة في مراكزها
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت