خلف النافذة امرأة دحضتْ بصمتها همجيتها..

بقلم: عطاالله شاهين

عطا الله شاهين
  • عطا الله شاهين

رأيتها تقف خلف النافذة امرأة بشعَرها غير المسرّح.. نظرتْ صوبي بصمتٍ وكأنها كانتْ ترغب شيئا وحين فتحتُ النافذة لأسألها هربتْ نحو الشارع الخالٍ من المارّة
 وقفتْ تحت شجرة وظلت تنظر نحو نافذتي.. خطوت نحو أريكتي ورحت أكتب قصة عن امرأة همجية رحلت منذ زمنٍ.. امرأة قيل عنها همجية لكنني لم أرها في حياتي..
 قمتُ من على الأريكةِ ونظرتُ من النافذة.. كانت المرأة تقف هناك وكأنها خائفة من شيء ما.. فتحتُ البابَ وخطوتُ نحوها لأسألها ماذا تريد؟ كانت تهرب كلّما دنوتُ منها..
تركتها وجلست على الرّصيف لأدخّن سيجارةً.. سرحت أفكاري بعيدا.. حسستُ بيدٍ تربت على كتفي التفتُّ وإذا بذات المرأة التي فرّتْ للتو مني..
كانت تقفُ صامتة!
تيقنّتُ بأنها روح لامرأة قيلَ عنها همجية.. لم تكنْ همجية معي حتى بصمتِها.. اطفأـتُ السّيجارةَ ورميتها في سلّة النفايات..
قمتُ من على الرّصيفِ والتفتُ إليها، لكنّها اختفتْ.. قلت : هي جاءت لتقول بأنني لستُ همجية.. فروحها لم تشبهها بهمجيتها.. كانت امرأة هادئة حتى بوقفتِها نظراتها لم تُوحِ بأنها همجية..
خطوت نحو بيتي وجلست على أريكتي.. رحتُ أكمّل كتابةَ نصٍّ عن امرأةٍ دحضت بصمتها همجيتها التي لصقت بها فمن صمت عينيها بيّنت أدلتها على أنها لم تكن همجية البتة....

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت