- عبد الرحمن القاسم
"ما في حدا بموت من الجوع","بدكو فلوس او وطن(دولة)" عبارتان تقال للمواطن الحزيط والموظف البسيط والغلبان لمواساته وهو يندب حظه العاثر على فقدان او شح دخله لينفق منه على مأكل وصحة وتعليم أطفاله, وهما في الواقع عبارتان فضفاضتان تخفيان غياب العدالة الاجتماعية في مواضع كثيرة, وسوء إدارة هنا او هناك. وفساد يتخلله تغول رأسمال جشع, وتغطية قصور سياسي في ادارة ازمة ليست وليدة اللحظة ولن تكون الاخيرة. والعبارتان مجحفتان بحق الكرامة الإنسانية ما لم تصاحبهما محاولات جدية لجسر الفجوة.
فالأولى "ما في حدا بموت من الجوع" مقبولة من باب الجانب الروحي وتهدئة النفوس والايمان بالغيب والامل بفرج وتدبير من الله عزوجل, ولكن عمليا تقزيم للمسالة واختصارها بالبطون وصحيح يمكن حشو البطون بالمعكرونة او العدس او حتى من حشاش الارض, ولكن هناك فواتير كهرباء وماء وصحة وتعليم واقساط جامعات لطلبة على مقاعد الدراسة وفي ظل الازمات الماضية والمتلاحقة وتغول القطاع الخاص في مختلف مناح الحياة لا احد قبل بصرف العبارة ب20 او 30
% من مستحقاته, وبالكاد البعض يقبل تأجيل استحقاق وتراكم فواتيره للشهر التالي.
واما عبارة "بدكم فلوس او وطن" فهي عبارة حق يراد بها باطل. تختصر المشكلة وسوء الإدارة وربما تعثر الأوضاع السياسية, وحشر فئة معينة من الناس سواء الطبقة العمالية او الموظف في زاوية الشعارات الكبيرة وإنهم نقطة الضعف بأي حصار اقتصادي للموافقة على ابتزاز سياسي من هنا او هناك, وفي ذلك ليس ظلم واجحاف بل هروب من ضرورة وضع برنامج وخطة إجماع وطني لرسم خارطة طريق لمواجهة كل ما يحاك ضد الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية من مؤامرات ومحاولات تركيع وابتزاز اقتصادي للحصول على تنازلات سياسية تاريخية.
رحمة ستي وجارنا الأمي يدرك اننا لسنا دولة نفطية ومواردنا المالية محدودة وان اغلب المساعدات الخارجية مشروطة بضغوط سياسية, وقد تكون وعودات مالية ضخمة للاغراء بحل اقتصادي على حساب الحقوق الوطنية الثابتة بحدها الادنى.
ولكن لا بد من خطة وبرنامج وطني يجمع عليه الكل الفلسطيني تتضمن ضغط النفقات ومستندة الى اصلاح مالي واداري هنا او هناك ونتجند كلنا للدفاع عن الخطة وربط الأحزمة كل البطون وليس تارة هذا البطون وتارة ذلك البطن.وتدلي باقي الكروش من كثرة القروش.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت