- فتح وهبه
لم يعد يُخفى على أحد أن وكالة "الاونروا" ألتي تأسست عام 1949بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة ، لتقديم الحماية والمساعدة للاجئين الفلسطينيين لا تقوم بتحمّل مسؤولياتها كاملة تجاه اللاجئين الفلسطينيين في الشتات وبالأخص في لبنان ، وهذه حقيقه لا أحد يستطيع إنكارها وهي تستند على وقائع ومعطيات كثيرة ودائماً ما تبرر وكالة "الاونروا" تقصيرها هذا على أنه من تداعيات العجز المالي الذي تعاني منه .
إن اللاجئين الفلسطينيين اليوم باتوا يشعرون بالخوف وبالقلق نتيجة التراجع الدراماتيكي في خدمات "الأونروا" وباتوا أيضاً يتخوفون أكثر من أي وقت مضى من أن يكون هناك قرار سياسي يقضي بتفريغ وكالة "الأونروا" من مضمونها لتمرير مشاريع تستهدف تصفية قضيتهم.
لقد شاهد اللاجئون الفلسطينيون في لبنان بأم العين كيف تعاملت وكالة "الاونروا" بلامبالاة معاهم في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية اللبنانية والتي ألقت بظلالها على حياتهم المعيشية والاجتماعية والصحية وحتى والنفسية وهم شاهدوا أيضاً كيف تعاملت وكالة "الاونروا" بإستهتار مع المخاوف التي أبدوها ومع نداءات الاستغاثة التي اطلقوها في ظل تداعيات أزمة كورونا .
اليوم غالبية اللاجئين الفلسطينيين فقدوا ثقتهم بهذه الوكالة وما عادوا يعلقون عليها الآمال لأنها من وجهة نظرهم هي غير قادرة على حمايتهم واغاثتهم وقت الازمات والنكبات وغير قادرة على تأمين أبسط حقوق الانسان لا سيما الحق في الطبابة والإستشفاء في الوقت الذي يتم تقديم الطبابة والإستشفاء مجاناً للحيوانات في اوروبا لذلك هم باتوا اليوم اكثر من أي وقت مضى عازمين على الهجرة لتغيير واقعهم الأليم والمرير عندما تُتاح الفرص لهم.
وكان آلاف اللاجئون الفلسطينيون في الآونة الاخيرة قد هاجروا من مخيماتهم وتجمعاتهم نحو أوروبا بسبب تردي أوضاعهم المعيشية والإجتماعية والإنسانية وإنتشار الفقر والبطالة بينهم.
ان إستمرار الوضع على ما هو عليه الآن سوف يؤدي إلى حدوث مجاعة في النهاية وإلى نشأت جيل جاهل لا يعرف من أمره شيء مما يستوجب من منظمة التحرير توسيع التواصل الدبلوماسي والسياسي وتفعيل الدوائر واللجان المعنية بحقوق اللاجئين ومما يستوجب عليها أيضاً تقديم المساعدات النقدية والغذائية للاجئين ودعم الحراك الشعبي معنويا للضغط على الدول المانحة لتقديم الدعم الكافي لوكالة "الأونروا" .
ويتطلب من السلطة الفلسطينية العمل الجاد والسريع من اجل إعادة طرح ملف اللاجئين بشكل جدي بعيداً عن أي حسابات والمساهمة أيضا في تقديم يد المساعدة لهم ، بينما يتطلب من وكالة "الاونروا" ان تطلق خطة طوارئ اغاثية وتقدم التغطية الاستشفائية الكاملة 100% وتؤمن وتقدم المساعدة والعون لكافة اللاجئين الفلسطينيين وتتعامل معهم على أنهم جميعهم "عسر شديد" إلى حين إيجاد حل عادل لهم ، كما يتطلب منها أيضاً ضرورة مكافحة الفساد داخلها لكي تصل المساعدات إلى كافة اللاجئين .
يقول لاجئ فلسطيني من أهالي مخيم نهر البارد "عندما تُتاح لي الفرصة لن أبقى دقيقة واحدة هنا سوف أُهاجر كي لا اموت جوعاً أنا وأطفالي وكي لا يأتي يوم وأشاهد أحد أطفالي يموت أمام ناظري لأنني لا أملك ثمن علاجه "بينما يقول لاجئ آخر "إن لم اهاجر في ظل هذه الظروف الكارثية سوف ألوم نفسي في المستقبل، كما أن أطفالي عندما يكبرون سوف يحملونني المسؤولية لأنني لم اهاجر وأحاول إنقاذهم" ويضيف قائلا "إني أرى المستقبل مظلم لا يبشر بالخير والقادم أعظم "بينما يقول لاجئ آخر "يطلبون منا الصمود في مخيمات تفتقد لكل مقومات الصمود ، لقد بات شغلنا الشاغل كيف نؤمن قوت عيشنا اليومي وسط ألكم الكبير من الضغوطات وينهي بمرارة كلامه قائلاً "الموت بالنسبة لنا أهون علينا من الحياة لو إفترضنا جدلاً بأنها حياة .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت