"يا مصر الحضارة ونيل ابتداها.. يا أول منارة عرفها الزمان"، "من الصين أيادي بتبدأ معاها.. ويشهد تاريخنا بكل اللي كان"، بهذه الكلمات عبر الوزير المفوض للشؤون الثقافية بسفارة الصين لدى مصر شي يوه وين، عن عمق العلاقات المصرية الصينية في أغنية بعنوان "الإيد في الإيد" حققت رواجا وقوبلت بردود فعل إيجابية لدى طرحها في مصر.
وأغنية "الإيد في الإيد"، هي الإصدار العربي للنسخة الصينية "في الشدة يدا بيد"، التي كتبها شي يوه وين، هو كذلك مدير المركز الثقافي الصيني في القاهرة، لإبراز التعاون بين البلدين، خاصة خلال أزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وترجم الأغنية إلى العربية رئيس مؤسسة (بيت الحكمة) للاستثمارات الثقافية أحمد السعيد.
وتشيد الأغنية، التي لحنها الموسيقار إيهاب حامد، وتغنت بها المطربة ريهام عبد الحكيم، بالعلاقات المصرية-الصينية الوطيدة عبر مراحل التاريخ، والتقارب الحضاري والإنساني بين الشعبين المصري والصيني.
وتقول الأغنية في أحد مقاطعها "وبين مصر والصين محبة وسلام.. برغم المسافة إيدينا في إيديها".
وفي مقطع آخر تقول "من الصين وسورها العظيم والمباني.. ومصر المعابد وأهرام ونيل"، "هننشر سعادة ومودة وأماني.. وتفضل محبتنا أكبر دليل".
وأعرب شي يوه وين، عن سعادته البالغة للنجاح الكبير والرواج الذي حققته أغنية "الإيد في الإيد"، والإعجاب والتقدير اللذين حظيت بهما في الأوساط المصرية على مختلف المستويات.
وقال شي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه من حسن الطالع، تزامن إطلاق فيديو كليب الأغنية مع الاحتفال بالذكرى الـ64 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، في وقت تشهد العلاقات بينهما تقاربا كبيرا وتناميا غير مسبوقا.
وأضاف أن الأغنية تؤكد على عمق العلاقات وقوة أواصر الصداقة بين الصين ومصر.
وأشار شي، إلى ما قامت به مصر من وضع العلم الصيني على ثلاثة من أهم وأشهر الآثار المصرية، وهي قلعة صلاح الدين بالقاهرة، ومعبد الكرنك بالأقصر، ومعبد فيلة بأسوان، تعبيرًا عن الدعم المصري للصين في معركتها ضد مرض فيروس كورونا في رسالة تضامن قوية لا تخطئها عين.
وأعرب الدبلوماسي الصيني عن سعادته البالغة بوجوده في مصر وإعجابه الشديد بالحضارة المصرية التي تتقاطع مع الحضارة الصينية، لافتا إلى أن إعجابه بالحضارة والتاريخ المصري وحبه للشعب المصري الذي يحتفظ بالكثير من الصداقات القوية معه هو ما ألهمه كتابة هذه الأغنية.
وأكد شي، أن كلمات الأغنية هي تعبير صادق وحقيقي عما يكنه من مشاعر ود وحب لمصر وشعبها وتقديرا لحكومتها.
وتضمن فيديو كليب الأغنية مشاهد لأبرز الأماكن السياحية والحضارية في البلدين، ومنها سور الصين العظيم، والمباني الحديثة ومظاهر التقدم في الصين، والأهرام والنيل والمساجد والمعابد في مصر.
كما تضمن لقطات تبرز أوجه التعاون المشترك بين البلدين، واللقاءات بين المسؤولين الصينيين والمصريين.
وأشاد رئيس مؤسسة بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية، ومترجم الأغنية، بما احتوته كلماتها من مشاعر جياشة بين البلدين، مؤكدا أنه حرص على أن ينقل هذه المشاعر المتدفقة من الأغنية الأصلية "في الشدة يدا بيد".
وقال السعيد لـ(شينخوا) إن الأعمال الفنية والأدبية تنتشر وتصل أسرع إلى المواطنين وتغني عن مئات الخطب والندوات والمؤتمرات.
وأضاف أن الأغنية ترجمة حقيقية لما تشهده علاقات البلدين من تنامي مضطرد، وتقارب في الرؤي والأفكار، وتزايد كبير في التعاون في مختلف المجالات، وتعاضد في أوقات الأزمات والمحن.
بدوره، قال عميد كلية الآداب بجامعة المنيا السابق والخبير بالشأن الصيني الصاوي الصاوي أحمد، إن أغنية "الإيد في الإيد" تعبير حقيقي عن مشاعر مؤلفها الوزير المفوض للشؤون الثقافية بالسفارة الصينية في القاهرة تجاه مصر وعلاقاتها مع بلاده.
وأضاف الصاوي أن من أهم ما أعجبه في هذه الأغنية، أنها تحكى بإيجاز ومصداقية معالم الحضارتين والعوامل المشتركة بينهما.
وأضاف أن كلمات الأغنية تثير مشاعر وأحاسيس المستمع لأنها تعبر عن روح الحضارتين في تعبير حقيقي دون مبالغة مما أعطاها المصداقية.
وأشار إلى أن الأغنية أكدت على أن الحضارتين المصرية والصينية عريقتان ومتكاملتان.
وقال الصاوي إن "الأغنية تعبر أيضا عن مدى التعاون بين الشعبين المصري والصيني على مدى 64 عاما من العلاقات الدبلوماسية والشعبية والثقافية والاجتماعية، والتي توجت بالتعاون الأخوي بين الدولتين خلال أزمة (كوفيد-19)".