ولد المناضل والفنان الفلسطيني الملتزم زيد تيّم في مخيم حمص عام 1960، بعد أن هاجرت عائلته المناضلة من قرية الشجرة طبريا عام 1948، التحق بالعمل الوطني منذ الصغر، درس في سوريا حتى عام 1979، ثم انتقل إلى لبنان حتى العام 1982، ثم عاد إلى سوريا وعيّن كأول مدرس لمادة موسيقا في مدارس وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين، كما شارك في تأسيس معظم الفرق الفلسطينية المتخصصة في الأغاني الوطنية والثورية، انتقل بعد ذلك إلى ليبيا وثم إلى تونس، كما كان في حصار بيروت التي يعتبرها أهم مفصل في حياته إبان عمله مع الرئيس الشهيد ياسر عرفات لمدة ثماني سنوات كما كان مقاتلا شرسا حيث خرج من بيروت وهو يحمل الغيتار في يد وبندقية الفدائي في يد أخرى، عمل في دائرة الثقافة والإعلام لمنظمة التحرير الفلسطينية كرئيس لقسم الموسيقا، كما مثل فلسطين في العديد من المناسبات الدولية في العالم من الصين إلى أمريكا، وحصل على جوائز وشهادات عالمية.
انتقل إلى هولندا عام 1994وتابع عمله في مجال الموسيقى، بالإضافة لكونه أمينا لسر لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح.
وهنا نص الحوار الذي أجراه معه الشاعر والباحث الفلسطيني أوس أبوعطا.
1- بدايةً، لو أردنا أن نقدم كشف حساب عن فترة توليك لأمانة سر حركة فتح إقليم هولندا، ما أبرز ما يمكن قوله؟
منذ استلامي دفة القيادة في حركة فتح إقليم هولندا وأنا أحاول أن أقدم كل ما استطيع من عطاء وعمل ، في خدمة الحركة والتي تفضي إلى خدمة قضيتنا الفلسطينية العادلة ، وخصوصاً في ساحة مهمة على الصعيد الدولي ، والأوربي ، والتي توجد فيها محكمة الجنايات الدولية ، وقد عملنا في قيادة الإقليم لترسيخ وجود الحركة في هولندا من خلال بناء تنظيم متين متماسك ، متفاعل (منغمس ) بين ابناء الجالية الفلسطينية في هولندا ، ويبني علاقات مع الأصدقاء من الشعب الهولندي من مؤسسات وأحزاب وهياكل مدنية داعمة للقضية الفلسطينية العادلة ، والحمد لله استطعنا بما نملك من إمكانيات أن ننجز شوطاً مهماً في ذلك ـ من خلال أنشطة قمنا بتنظيمها ، وأخرى شاركنا بها ، وكنا فاعلين بها بكل ما نستطيع ، إضافة إلى التنسيق مع قيادتنا الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية ، واستقبال الوفود الحركية ، والرسمية ، ومساعدتها في العمل الغير الرسمي في الساحة . أقمنا عدة مهرجانات وأمسيات ونظمنا عدة مؤتمرات كان آخرها مؤتمر دعم الأسرى بدورته .....
بالمجمل عملنا ومازلنا بكل ما نستطيع لخدمة قضيتنا الفلسطينية العادلة .
2- ما أهم المعوقات التي تواجهكم خلال عملكم في هولندا؟ وهل تتعرضون للمضايقات من قبل اللوبي اليهودي الموجود هناك؟
بالطبع لدينا معوقات في عملنا ، فوجودنا في هولندا ليس بالشكل العلني ، فنحن كحركة فتح ورغم أننا أعضاء في الاشتراكية الدولية ، والتي هولندا جزء منها وتعترف بها ، ولكن وجودنا وعملنا يحتاج لحكمة في تعاطينا مع المجتمع الهولندي من خلال العمل ضمن مؤسسات المجتمع المدني والمرخصة بالشكل القانوني ، وهي مؤسسات تابعة للإقليم ، وتعمل ضمن توجيهات الإقليم .
إضافة إلى أن اللوبي الصهيوني ينشط تاريخياً في هولندا ولديه مجموعات وجماعات داعمة له ، وتعمل على إفشال أي عمل لنا ـ وأهم هذه الجماعات CIDI مركز المعلومات
الإسرائيلي ، والليكود الهولندي ، وللأسف لديهم أتباع أيضاً كثر ، وينشطون في الأحزاب الهولندية وبين المجتمع الهولندي .
نتعرض بشكل مستمر لممارسات فردية وجماعية ، من انتهاكات ومضايقات بكل أنشطتنا من أشخاص داعمين للكيان ، وأيضاً جماعية من خلال إفشال أي نشاط نود القيام به، عند الإعلان عنه مباشرةً ، وكان أحد أمثلتها مؤتمر الأسرى الذي عملنا جاهدين حتى تمكنا من إقامته ، بعد أن تم إلغاء حجوزات الصالات والفنادق ، بدعم من هذه المجموعات ، لكن إصرارنا وعزيمتنا ستبقى فولاذية ، وسنبقى نناضل رغم كل هذه المضايقات
3- بصراحة، هل هناك أرقام واضحة عن عدد الفلسطينيين في هولندا خاصة بعد موجة اللجوء الأخيرة؟
ليس هناك أرقام دقيقة لعدد الفلسطينيين ، والجالية الفلسطينية في هولندا ، ولكن اعتقد أن بعد الموجة الأخيرة من اللجوء ، لأبناء شعبنا الفلسطيني القادمين من سوريا ، وحسب آخر الإحصائيات الحكومية فأن العدد يتراوح بين 15 ألفاً و 17 عشر ألفاً ، وكان التعداد سابقا لا يتجاوز التسعة آلاف ، فيكون العدد حسب اعتقادي بين العشرين والثلاثين ألفاً .
4- كيف تصف علاقتكم مع باقي الفصائل الفلسطينية على الساحة الأوربية بشكل عام والهولندية بشكل خاص؟
علاقتنا مع باقي الفصائل مبنية على المصلحة الوطنية العليا والوحدة الوطنية التي تنادي بها دوماً حركة فتح ، ولكن وللأسف هناك بعض الفصائل التي تعمل بين حين وآخر لزعزعة هذه العلاقة ، لكن نبقى كما علمتنا حركتنا العملاقة الإطار الوطني الجامع ، والذي يكبر فوق كل هذه المشاكل من أجل المصلحة الوطنية العليا .
5- من المعروف أن كافة أطر حركة فتح تتشكل بالانتخابات، فهل تمكنتم من عقد مؤتمراتكم وانتخاب أطركم الحركية؟
بكل تأكيد كافة أطر حركة فتح تتشكل بالانتخابات ، ولكن لحساسية الساحة في هولندا يخضع ذلك في بعض الأحيان إلى استثناءات ، ولكن على الرغم من كل ذلك فقد استطعنا أن ننجز عدة مؤتمرات لقيادة الإقليم ، ومن خلالها تم انتخاب قيادة لحركة فتح بشكل مستمر ، وكان
آخرها المؤتمر الذي عقد بتاريخ الأول من شهر كانون الأول لعام 2019 ومن خلاله تم انتخاب قيادة جديدة من سبعة إخوة .
6- هل يلعب الشباب أدواراً مهمة في حركتكم ويتسلمون مناصب قيادية؟
الشباب له النصيب الأكبر في العمل ، وخصوصاً لدينا في الساحات الأوروبية ، وهولندا على وجه الخصوص ، والآن لدينا في قيادة الإقليم ، اثنين من الأخوة من الشباب في قيادة الإقليم ، وكذلك قمنا بتشكيل المناطق على أساس تمثيل الشباب بشكل فاعل وبنسبة قد تتجاوز 40 % ، وكل ذلك وفقاً لتوصيات اللجنة المركزية ، من خلال بث روح جديدة وفكر جديد في الحركة ، وكل ذلك لا يكون إلا من خلال الشباب ودورهم الفاعل ، فهم بناة المستقبل .
7- رسالتك الأخيرة في هذا الحوار ؟
رسالتي الأخيرة أننا في حركة فتح سنبقى مستمرين في نضالنا الوطني بكافة أشكاله ، ملتزمين بما تمثله منظمة التحرير الفلسطينية لنا كممثل شرعي وحيد لأبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده و داعمين لقرارات القيادة الفلسطينية و خطواتها لمواجهة خطوات الاحتلال و مخططات الضم اللاشرعية و على رأسها قرارات السيد الرئيس محمود عباس حفظه الله.
المجد و الخلود لشهدائنا الابرار ، الشفاء العاجل لجرحانا الأبطال و الحرية لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال و ليحيا نضال شعبنا الفلسطيني و إنها لثورة حتى النصر.