- بقلم :عماره بن عبد الله – كاتب جزائرى
فعلا وفي كم من مناسبة .. يتأكد النبأ أننا نعيش في وسط إقليم متأزم فاقد لكل معايير القيم والثوابت الوطنية، يتأكد الأمر أننا نعيش في وطن مستهدف من عدة جبهات، بعدما عبرنا المنعرج الخطير في السنة الفارطة بهدوء وسلام، واسقطنا بتلك العلاقة الروحية بين الشعب وجيشه كل المخططات التآمرية في الماء.
الكل يشهد أن مررنا في ثورة لم نسمع فيها أصوات الارتماء في أحضان الخارج، أو لبيع النفوس في أسواق النخاسة الدولية، بل سمعنا وسمع العالم أنه ربيع الاستثناء، ربيع يمكننا أن نصلح فيه أوطاننا دون أن نخونها، ربيع رأينا فيه جيشنا سليل جيش التحرير يترفع عن الخلافات، ويبقى إلى جانب الشعب وفيا له ولمبادئه، فحرص على حفظ الأمن دون قمع الناس وقتلهم، كل هذا حدث في الجزائر لان بها شعب وجيش بفطرتهما وغريزتهما، وبعقيدتهما المستنسخة عن أبجديات ومبادئ ثورة نوفمبر، يرفضان التدخل في شأن غيرهما، إلا إذا كان من أجل إصلاح ذات البين والمساهمة في إطفاء نار الفتنة، كما يرفضان رفضا قاطعا وبأي شكل من الأشكال، أن يتدخلا غيرهما في أمور بيتهما، خاصة إذا كان من جهات مشبوهة لا يأتي منها ومعها إلا الشر، لكن بعد كل خلاص، وفي ذروة موسم جني الثمار، يتجدد صراخ الحاقدين الذين لا يريحهم استقرار الجزائر، يتجدد صراخ أصحاب مشروع إضعاف مؤسسات الدولة واختراق التركيبة الاجتماعية وبث الفتنة واللعب على الكثير من الأوتار الداخلية، ضف الى ذلك التحديات الاقليمية، وبالتالي إختراق مناعة الشعب الجزائري عبر التسويق للأفكار المغلوطة وزرع الشك والتخوين، ناهيك عن أسلوب الالهاء عبر فبركة انقسامات وهمية على الفضاء الافتراضي هدفها التشويش على مسار بر الأمان .
إن محاولات خلق البلبلة في علاقة الشعب بجيشه وشرخ الثقة الوطيدة بينهما هي محاولات يائسة بائسة أصحابها كانوا دوماً رمزاً للفشل، كما أن الذي وقع بحر الاسبوع في تينزاواتين، مما استدعى إصدار بيان من وزارة الدفاع الوطني بعد انتشار فيديوهات مفبركة وأخرى قديمة بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي مشفوعة بشعارات "كلنا تنزاواتين " أو "متضامن مع تنزاواتين " يؤكد وجود عمل منسّق وممنهج وقوالب جاهزة لاستهداف العلاقة بين الجيش والشعب في أكثر المناطق التي كتبت أجمل صفحات التلاحم والانصهار بين الشعب وجيشه، في كل الازمات والمناسبات ولعل التي نعيشها (كوفيد-19) وما نراه من صور تضامن وتلاحم لدليل قاطع، الشأن الذي يدعونا لتضافر الجهود، لاسيما من وجهاء وأعيان وحكماء المنطقة لإعطاء فرصة للتصحيح، والدعوة إلى توخي الحذر من الانسياق وراء مخططات الآخرين تحت شعارات الحراك البراقة، ودراسة لائحة المطالب التنموية والاجتماعية والخدماتية التي يطالب بها أهلنا في تنزاواتين في خطة استثنائية ومستعجلة، ومن ثم إلى باقي ولايات الجنوب التي تشهد هاته الأيام احتجاجات مطالبة بتسريع عملية التنمية والعدالة الاجتماعية.
صحيح يتطلع أهلنا سواء في تنزاواتين أو في ورقلة، أو على امتداد الجغرافيا الوطنية، الى هدف واحد وهو اهتمام المسؤولين من تنميةً وازدهارا ورفاهية، ومدن عصرية وخدماتٍ مستدامة، يترجم حماية سيادة وكرامة المواطن الجزائري، الذي لا ولن يقبل بعبث العابثون باستقرار البلد، أو المساس بسمعة السليل، الدرع الصلب الذي ألجم كل الأطماع، عاشت الجزائر ولا نامت أعين الأعداء.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت