الوطن ضاع وحالتنا طقاع

بقلم: طلال الشريف

د. طلال الشريف
  • د. طلال الشريف

 الشعب مذبوح من كثر الهموم، والنواقص، في متطلبات الحياة، والسبب سياسي من شقين: شق له علاقة بمنافع الحكام والأحزاب، وشق له علاقة بمنافع الإحتلال، وأصبح الشقان متداخلين، يخدم كل منهما الأخر. الحكام، حماس وعباس، يتصارعون على السلطة، وخربوا في طريقهم كل شيء، وأضعفوا الشعب الفلسطيني وقضيته، فتجرأ عليها المحتل، وأسياد المحتل، ووجد فيها أعوان المحتل أيضا فرصة، وكلٌ، له منافع.
 أكبر المنافع طبعا تعود على المحتل المحتال، لإن أرضنا تضيع، ويصادرها الإحتلال، وضياعها دائم كما تعودنا، وأقل المنافع تعود على حماس وعباس المحتال عليهم، فالحكم زائل ومؤقت، ولو دامت لغيرهم ما وصلت إليهم.
أما أسياد الإحتلال، فلهم منافع، وهي السيطرة، فيتحكمون في ترتيب مصالحهم الإستراتيجية للثروة والمقدرات في كل بقعة في هذا العالم، وفلسطين كأي بقعة في العالم، يتحكمون فيها من بعيد، وحولوها لإسرائيل كخنجر في ظهر العرب، وفي حالتنا، لهم فيها منافع أخرى خاصة، منافع عقائدية تتقدم على المنافع السابقة ، لأنه حسب إعتقاد الأكثر تطرفا فيهم، المسيحية الصهيونية، لابد أن يتكون كيان اليهود لعودة المسيح، كما يؤمن من يتحكمون في مسيرة هؤلاء الأسياد، بأن عودة المسيح لابد أن تجد مجتمعا يهوديا لتحدث تلك العودة للمسيح، وهي الآن دولة اليهود.
 أما أعوان الإحتلال فهم قسمان، قسم مستجد وهم بعض العرب، تعب من القضية، ووجد أهلها منقسمون، لا يفهمون مصلحتهم، فإتخذها ذريعة للتخلص من هم القضية، وتقدم نحو المحتل ليتعامل مع دولة إسرائيل، كما يتعامل مع الدول الأخرى، وباطن موقفهم هو حماية نظام حكمهم، وسلطتهم المهددة بالتغيير من الأسياد، المتحكمون في صناعة وتغيير الأنظمة، تماما كما يخشى عباس وحماس على حكمهم وسلطتهم، ولا تعايرني ولا أعايرك، الهم طايلني وطايلك، ولذلك تخجل حين تريد توجيه النقد لهم، فنحن قدمنا لهم النموذج الأفضل، نموذج الهروب من مسؤولياتهم، أليس عباس وحماس هاربون من مسؤولياتهم؟!
ولِمَ يكون هؤلاء العرب ملكيين أكثر من الملك، الذي أضاع الملك، لكن في حالتنا لا يبكون من أضاعوا الملك، من غبائهم، وما انفكوا يجاكرون بأنهم المنقذون، وعلى ذقون شعبهم يضحكون ويضللون. فقد باعوا بالمال السياسي واهمالهم قضية شعبهم، ما لا يملكون كأحزاب، وهي الأرض، أرض الشعب، فلو باعوا بنطالهم أهون من أن يبيعوا أرض شعب وقضيته. القسم الآخر من الأعوان قديم جديد، وهم شبكة واسعة من سفلة الشعب الفلسطيني، المتذاكون دوما، وأولئك المتفهلوون، المتعمدون الضرر المدركون لما فعلوا منذ النكبة وحتى الآن، خذ عندك للي ناسي:
 1- عملاء أمنيين، وعملاء سياسيين، يحركهم دوما المحتل.
 2- السراق من المال العام في الأحزاب والسلطة ومنظمات المجتمع المدني( وهم مثلث الفساد الدائم)
 3- السراق من الأرض العامة والخاصة في كل عصر، بالتزوير والتحايل على القانون وقوة السلاح والعصابة والحزب، لصالحهم، أو، سماسرة للإحتلال، فكلها سرقة.
 4- الإنتهازيون ممن يسهل لهم المسؤولين، بالرشوة أو القرابة أو الحزبية في كل الفترات قبل وبعد الإحتلال وأثناء حكم حماس والسلطة الوطنية وحتى اليوم، فيكبرون على حساب الآخرين والمعذبين وشعبنا.
 5- تجار الحروب وتجار السلاح وتجار المخدرات والغشاشون من تجار العقارات والأراضي والغشاشون المزورون في صنعتهم وتجارتهم المستغلون ظروف شعبهم.
6- القضاة غير الأكفاء وغير النزيهين، المشريين بالمال أو الحاكم أو أي نوع آخر من الشراء.
 7- المهربون بكل أشكال تهريبهم من بشر أو بضائع فهم متجاوزون للقانون ويضرون بالبلد في كل ما يفعلون.
 8- المتحايلون على شعبهم بعلمهم المستغلون لظروف شعبنا الصعبة في كل مهنة فهم كتجار الحروب، بدءاً من الطبيب الجشع اللاضميري واللإنساني، والمدرس الذي يهمل طلبته، والمهندس الذي يغش في تخصصه ويتقبل عدم مطابقة المواصفات، وهلم جرا.
 9- لجان الإصلاح واللجان الشعبية والمخاتير والأعيان القائمين على قضايا ومشاكل المجتمع غير العادلين والمدلسين والخداعين منهم لأصحاب الحق ومن يضيعون حقوق الناس بالكذب والدجل والتحايل على الحقوق فهؤلاء مثل القاضي. والتاجر الذي يزور في الميزان يخربون المجتنع من داخله إذا ما أقاموا العدل.
 10- أي صاحب موقع، تجبر أو يتجبر على المواطن، فيذله ويقمعه ويمارس عليه عنفا غير قانوني هو ليس من حقه.
11- كل الظالمين، من ظلم مواطن في شرفه أو شرف أسرته، أو تهمته، أو حقه، أو زوجته، أو أرضه، أو عقاره ، أو دوره وحقه في الوظيفة، وقدم عليه آخرين ليس من حقهم، وكل من مشى بين الناس بالسوء والنميمة والإستغابة والنفاق والكذب، وكل من قذف محصن أو محصنة، كل هؤلاء ظالمين خربوا في نسيج المجتمع وعادت فوائد التخريب لصالح المحتل منظورا أوغير منظورٍ فهم قد خدموا المشروع الصهيوني يدرون أو لا يدرون، لأن حياتنا تتأثر وتضعف من هؤلاء في مواجهة الإحتلال، وهذا الضعف أضاع ويضيع الأرض منا نحن الآن.
 12- كل من تسبب في هجرة الشباب والأسر والكفاءات والأموال، هو خدم المشروع الصهيوني بالقمع أو إعاقة سبل الحياة الكريمة أو الظلم أو المطارة أو فقدان فرصة العمل أو إقتناص فرصة التعليم لذويه ولأتباعه ولمريديه وهي كانت حق لمن هاجر من الوطن عنوة وليس بخاطره.
 13- كل من قظع راتب أسرة مستحق أو شهيد أو جريح أو أسير ، وكل من لم يقم بمسؤوليته ودوره في علاج مصاب وتوفير علاجه وتحويله إذا كان محتاجا لذلك، أو من تقاعس عن إطعام فقير ومساعدة معوزٍ ، أو كل من سرق مساعدة لشعبنا وغير إتجاهها لمصالح حزيية وذاتية وعائلية لا تستحق.
 14- كل كاتب أو أديب أو محلل أو إعلامي أو صحفي غير في الحقيقة عمدا وكذب على شعبه وخدم ما يضر شعبنا وضلله، وهو مدرك لما يفعله أو ليكسب منه لذاته مالا أو مصلحة، هو خدم المشروع الصهيوني. لاحظوا كم هي شريحة السفلة واسعة ودورها ليس أقل خطورة من دور المنقسمين الغارقين في الوحل، وهكذا الوطن ضاع وحالتنا طقاع.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت