قال سفير مصري سابق لدى بكين إن تصديق الولايات المتحدة مؤخرا على مشروع قانون يتعلق بمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم في الصين غير شرعي ويمثل انتهاكا للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة.
وأكد محمد نعمان جلال، سفير مصر السابق لدى الصين وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن "هذا القانون غير شرعي لأنه صادر عن الكونغرس الأمريكي في حق بلد آخر".
وأضاف جلال في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء "شينخوا"، أنه لا يحق للإدارة الأمريكية ولا للكونغرس الأمريكي إصدار قوانين لتطبيقها في دول أخرى.
وقد اعترضت الصين حكومة وشعبا بشدة على مشروع القانون الأمريكي الذي تم إقراره مؤخرا بشأن شينجيانغ، المسمى "قانون سياسة حقوق الإنسان للويغور لعام 2020".
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن القانون الأمريكي "شوّه عمدا وضع حقوق الإنسان في شينجيانغ وهاجم بخبث سياسة الحكومة الصينية حول حوكمة شينجيانغ وانتهك بشكل صارخ القانون الدولي والمبادئ الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية"، واعتبرته تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية الصينية.
ووصف الدبلوماسي المصري السابق مشروع القانون الأمريكي بشأن شينجيانغ بأنه "مخالف لسيادة دولة أخرى وانتهاك لمبادئ حقوق الإنسان نفسها".
ونوه جلال بأنه زار شينجيانغ أكثر من مرة آخرها في العام 2014 وقد شهد الرعاية والحرية التي يتمتع بها الويغور في شينجيانغ خاصة في ممارسة شعائرهم الدينية.
وقال السفير المصري السابق "لقد زرت أيضا عدة مساجد في شينجيانغ ورأيت أن الناس هناك يتمتعون بكامل الحرية في ممارسة شعائرهم الدينية، ولكن إذا قام أي منهم بأي عمل غير قانوني أو إرهابي، فيجب معاقبته مثل أي مواطن صيني آخر".
ورأى أن الصين لديها كل الحق في مواجهة ووقف أعمال الإرهاب أو دعوات الانفصال، "التي لن تسمح بها أي دولة أخرى بما في ذلك الولايات المتحدة التي تتشدق دائما بالدفاع عن حقوق الإنسان".
وأشار جلال إلى أن مثل هذه القوانين الأمريكية غير جائزة لأنها تمثل انتهاكا لسيادة الدول الأخرى.
وروى الدبلوماسي المصري السابق أنه كتب مقالا في صحيفة الأهرام المصرية قبل حوالي 15 عاما عندما أصدر الكونغرس الأمريكي مشروع قانون لحقوق الإنسان وأرسل لجانا للنظر في حقوق الإنسان في بعض الدول الأخرى ومنها مصر.
وأضاف "لقد انتقدت في مقالي آنذاك الكونغرس الأمريكي وقلت إنه لا يحق له التشريع لمصر لأنه ليس البرلمان المصري".
كما رأى جلال أن القانون الأمريكي المتعلق بشينجيانغ يعكس فقط حالة من الغطرسة الأمريكية، قائلا "إن الولايات المتحدة ليست متغطرسة مع الصين فحسب بل مع العالم العربي أيضا".
ومن خلال زياراته إلى شينجيانغ، أشار جلال إلى أن شينجيانغ منطقة كبيرة وخصبة وغنية بالنفط والموارد الطبيعية، وتتمتع بشوارع جميلة ونظيفة وتنتج أفضل أنواع الفاكهة التي لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر.
وأضاف السفير المصري السابق أن الصين دولة صديقة ذات حضارة عريقة، مؤكدا أن حقوق الأقليات المسلمة مثل تلك الموجودة في شينجيانغ محمية في الصين.
وفيما يتعلق بالإعلام الغربي الذي يزيف ويشوه الوضع في شينجيانغ، قال جلال إنه "مدفوع بأجندات سياسية وقوى دولية تعمل لمصالحها الخاصة".
ووفقا للدبلوماسي السابق، فإن الإعلام الغربي غير موضوعي وتشويهي فيما يتعلق بشينجيانغ، وأكد أنه لن يؤثر على علاقات الصين مع الدول العربية والإسلامية، لأن هذه الدول تدرك "الألاعيب الاستعمارية" التي تشارك فيها وسائل الإعلام الغربية.
وصرح السفير المصري السابق لـ"شينخوا" بأن "الإعلام الغربي بشكل عام منحاز وغير إيجابي وغير موضوعي، ويستقي معلوماته من مصادر مناهضة للحكومات، سواء في الصين أو أي دولة أخرى".