اختتم المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" ، دورة تدريبية استمرت لمدة يومين، عبر تطبيق زووم، هدفت إلى رفع وعي الصحفيات والصحفيين الفلسطينيين من مختلف مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، بموضوع الرقابة الذاتية في الاعلام وآثاره السلبية على واقع الاعلام الفلسطيني ومستقبله، ولتعزيز قدرات الصحفيات والصحفيين في مجال الحقوق الاعلامية والحريات الصحفية.
تم عقد هذا التدريب ضمن مشروع "خطوة إلى الأمام نحو تعزيز حرية التعبير في فلسطين" الممول من الاتحاد الاوروبي، وقد نُفذ التدريب على مدار يومين شارك في تدريب اليوم الأول 25 صحفية وصحافي من الضفة الغربية، وفي اليوم الثاني شارك 17 صحفية وصحافي من قطاع غزة.
تناول التدريب الذي قام به الدكتور غسان حرب العديد من الجوانب المتعلقة بالرقابة الذاتية التي يمارسها الصحفي أو المؤسسات الاعلامية على عملها الصحفي، حيث تطرق الى تعريف ومفهوم الرقابة الذاتية لدى الصحفيين وفي الاعلام، وأنواعها، وأسبابها، بالاضافة الى تأثير رقابة المؤسسة الاعلامية والرقابة الذاتية من الصحفي على نفسه على واقع الإعلام الفلسطيني ومستقبله، والرقابة الذاتية في القوانين المحلية والدولية التي تنظم الحق في حرية الرأي والتعبير، وإذا ما كان هناك رقابة إيجابية وكيف تعتبر الرقابة الذاتية سلبية، كما تم تناول الإنتهاكات التي يتعرض لها الصحفيين من خلال الاطلاع على تجارب الصحفيين المشاركين.
وقد أشار منسق المشروع شريف حج علي خلال الورشة إلى أهمية موضوع التدريب الذي من شأنه زيادة معرفة الصحفيين بحقوقهم وخاصة فيما يتعلق بالحق في حرية العمل الصحفي وحرية الرأي والتعبير، وإدراكهم لطبيعة الرقابة الذاتية التي يمارسونها على أنفسهم وعلى اعمالهم الاعلامية نتيجة تأثير العديد من العوامل السياسية والاجتماعية، واثرها السلبي جداً على تطور الاعلام والحريات الاعلامية، والذي يؤثر بشكل كبير على القدرة على تنمية وتطوير المجتمع الفسطيني.
في نهاية التدريب عبر المشاركون في الدورة عن أهمية مثل هذه التدريبات والحاجة لتعميق معرفة الصحفيين في فلسطين بماهية الرقابة الذاتية وآثارها، ومطالبين بالمزيد من الدورات المماثلة لبناء قدراتهم في هذا المجال، وتنظيم لقاءات مشتركة تجمع ما بين الصحفيين والجهات الرقابية لفتح النقاش حول كل ما يتعلق بالرقابة واثارها.
كما اوصى المشاركون بضرورة تبني مشاريع تهدف الى ترسيخ ثقافة حقوق الانسان وخاصة حقوق الصحفيين، وتنفيذ برامج اعلامية تزيد من قدرة الصحفي الفلسطيني وزيادة الوعي عنده بما يتعلق بحقوقهم والقوانين المتعلقة بعملهم، وطالبوا بايجاد منظومة متكاملة من الصحفيين وكافة الجهات ذات العلاقة لحماية الصحفي والدفاع عنه.