شارك أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم د. دوّاس دوّاس ممثلا عن دولة فلسطين، بالاجتماع الافتراضي للجان الوطنية الأعضاء في منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" تحت عنوان "عالم ما بعد كوفيد 19: أي أولويات عمل وإجراءات من أجل التربية والعلوم والثقافة؟".
ويهدف الاجتماع لإنشاء منصة للجان الوطنية للتبادل والتفكير على المستوى الإقليمي والدولي، بالإضافة للالتزام بنهج التفكير الاستباقي بشأن التعديلات المحتملة للأنشطة والإجراءات التي سيتم تنفيذها في مجالات التربية والثقافة والعلوم بعد التخلص من جائحة كوفيد 19، والذي عقد من خلال برنامج ZOOM بمشاركة مدير عام منظمة "الإيسيسكو" د. سالم بن محمد المالك، والأمناء العامين للجان الوطنية في المناطق الإفريقية والعربية والأسيوية ومناطق أخرى حول العالم.
وفي كلمته تقدم د. دوّاس بجزيل الشكر لمدير عام منظمة "الإيسيسكو" معالي د. سالم بن محمد المالك ولكافة العاملين في المنظمة على تنظيم هذا الاجتماع الهام، وعلى الجهود المبذولة في هذه الفترة العصيبة في ظل جائحة كوفيد 19، والتي نتج عنها آثار سلبية جلية أثرت على جميع مناحي الحياة، وبالأخص بمجالات اختصاص عمل المنظمة.
واستعرض د. دوّاس أمام المشاركين الأوضاع السياسية الخطيرة التي تمر بها دولة فلسطين، مشيرا إلى أننا قدر لنا أن نخوض العمل والمواجهة في هذه الفترة العصيبة على مسارين، حيث نواجه وبائین في آن واحد؛ وباء مستشرٍ منذ زمن طويل وهو الاحتلال، ووباء كوفيد 19 المستجد، وقدر الشعب الفلسطيني أن يستمر بالنضال على معظم الجبهات، بحيث نشهد الآن الموجة الثانية من وباء الكورونا والتي جاءت أشد خطورة وأوسع انتشارا، فيما لن تلهينا أيضا عن الوباء الرئيسي وهو الاحتلال الذي يسعى الآن بشتى الوسائل والسبل لتصفية القضية الفلسطينية عبر تنفيذ ما يسمى بخطة الضم للأراضي الفلسطينية المحتلة، ضاربا بعرض الحائط كل قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، فيما تحاول إسرائيل استغلال انشغال العالم للانقضاض على المقدرات الثقافية والحضارية والدينية للشعب الفلسطيني.
وأضاف د. دوّاس: "وهذا يدفعنا دائما للتطلع من منظمتنا "الإيسيسكو" للمزيد من الدعم بكافة أشكاله لدعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وحماية مقدساته ومقدراته الثقافية، حيث كانت "الإيسيسكو" ولا تزال عند حسن الظن والرهان."
وثمن د. دوّاس جهد "الإيسيسكو" البارز الذي يشير إلى أننا أمام عهد جديد قائم على التعاون والشراكة الحقيقية والعملية بين "الإيسيسكو" واللجان الوطنية في الدول الأعضاء لمواكبة جميع المستجدات العالمية، من خلال إطلاقها لمبادرات عديدة وعقد مؤتمرات ومنتديات افتراضية تساعد الدول الأعضاء في الخروج من الأزمة والتخطيط لمستقبلها في وضع استراتيجيات وخطط عمل وبلورة مشاريعها لتكون مستجيبة لما بعد أزمة كورونا.
واستعرض د. دوّاس أيضا جهود اللجنة الوطنية ومؤسسات دولة فلسطين، التي خاضت ورشة عمل مفتوحة على مدار الساعة وبوتيرة عالية في ظل أزمة كورونا كما هو الحال في منظمة "الإيسيسكو"، وفي إطار اختصاصها من خلال متابعة كل ما يصدر من المنظمات الدولية المتخصصة (اليونسكو، الإيسسكو، والألكسو) واللجان الوطنية المثيلة لمساعدة الدول وجهات الاختصاص للتعامل مع التحديات الكبيرة التي فرضها انتشار الجائحة، بما يضمن مواكبة واستقطاب وتوطين أفضل الممارسات الدولية وتبادل الخبرات.
كما ويجري أيضا التعميم حول كل المبادرات والإصدارات للمنظمات الدولية على المؤسسات المختصة ووسائل الإعلام المحلية والمواقع الإعلامية الرسمية للجنة الوطنية، إضافة لضمان المشاركة الفعالة في كل الاجتماعات الهامة والمتخصصة التي تنظمها المنظمات الدولية في هذه المرحلة.
وتطرق د. دوّاس للمشاريع التي تم تمويلها من قبل المنظمات المتخصصة (اليونسكو والإيسيسكو والألكسو) مع اللجنة الوطنية والجهات الشريكة، والتي كان أهمها مبادرة منظمة "الإيسيسكو" لدعم تمويل مشروع "توريد أجهزة رقمية وسمعية وبصرية من خلال وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وإطلاق اللجنة الوطنية بالتعاون مع "اليونسكو" مبادرة مشروع بناء قدرات طلبة كليات الطب والخدمات الطبية المساندة في مجال الوقاية من الجائحة والعمل مع منظمة "الألكسو" في تنفيذ أنشطة وبرامج ثقافية فلسطينية في ظل أزمة كورونا، لصالح وزارة الثقافة الفلسطينية.
فيما سلط الاجتماع الضوء على المبادرات الأخرى للجان الوطنية الأعضاء التي اتخذت على مستوى الدول، وضرورة تقاسم التصورات المتوقعة لمرحلة ما بعد الأزمة والخروج من تداعياتها في مجالات عمل المنظمة، بالإضافة لإشراك اللجان الوطنية في وضع الاستراتيجات وخطط العمل لمشاريع "الإيسيسكو" ما بعد الأزمة، واتفق المجتمعون على ضرورة تبادل الخبرات والممارسات بين الدول الأعضاء في مواجهة تداعيات كوفيد 19.