- بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني
الأحداث الدائرة الآن على الأراضي الليبية مرعبة، فهي عبارة عن صراع دولي على هذه الأرض من اجل النفط، فالكل يريد أن يحصل على النفط الليبي بأي ثمن، وفي المسألة الليبية انقسم العالم إلى أكثر من قسم، فهناك من يدعم حفتر، وهناك من يدعم السراج وكلاهما يحارب عن الآخر.
بعد الانتصارات السورية في الحرب على الإرهاب واغتيال سليماني، بدأت أمريكا تضعف في منطقة الشرق الأوسط، لما واجهته من انتقادات كبيرة من قبل دول محايدة، وبدأت شيئاً فشيئاً تفقد النفط السورية بعد سيطرة سوريا على دولتها، بالتعاون مع حلفائها في محاربة الإرهاب.
الواضح أن أمريكا قامت بالإيعاز لتركيا بالتدخل في ليبيا من اجل المحافظة على النفط الليبي لمحاربة حفتر المدعوم من قبل روسيا الذي يعتبر تاريخه في الحروب أَسود، ولا يوجد أي حرب دخل بها إلا وخسرها والتاريخ يشهد على ذلك، وتحديداً في زمن القذافي وحربه في تشاد وخسارته كامل الجيش الذي كان يقوده في تلك الحقبة.
تركيا تريد أن تسيطر على النفط الليبي برغم البعد الجغرافي بين البلدين بحجة طلب السراج منها، وهذا الأمر لا يعجب دول جوار ليبيا مثل مصر والجزائر وغيرها باعتبار أن هذا الأمر أفريقي داخلي لا دخل لأوروبا به، وعندما نتكلم عن مصر وسد النهضة نجد أن السيسي وجه اهتمامه بلاده من الماء إلى النفط، ولا يريد للوجود التركي على حدوده، لأنها تشكل على مصر خطراً إقليمياً، فهو يحاول الضغط على تركيا بالرحيل من ليبيا، كي يبقى نفوذه في أفريقيا وتحديداً في ليبيا قوياً.
عندما دعمت روسيا سوريا في الحرب الكونية كان هناك نصر سوري، وتريد أن تكرر المحاولة في ليبيا ليكون لروسيا دوراً مهماً في بلاد الشام وأفريقيا، وهذا الأمر يقلق الولايات المتحدة الأمريكية بشدة، وتحاول دعم حلفائها في هذه الحرب إن حصلت، وروسيا تقوم بنفس الشيء على ارض الواقع، فالإستراتيجية الأمريكية والروسية تسير باتجاه السيطرة على النفط والنفوذ على دولة مثل ليبيا، والأخيرة (روسيا) بدأت البحث عن سيف الله القذافي لما له من سمعة طيبة في ليبيا أو انه هو الأفضل من بين كل المتحاربين على الأرض الليبية.
والسيسي لا يريد أي قوات تركية قريبة منه بهذا الشكل وقام بحشد قواته على الحدود الليبية في حال اندلعت الحرب تكون على مقربة منها، وهي في الواقع حرب بالوكالة بين روسيا وحلفائها وأمريكا وحلفائها على الأرض الليبية. والمنتصر طبعاً سيحصل على أجود أنواع النفط الليبي.
هناك دولاً تقف بالحياد ولا تريد أن تتدخل في هذا الأمر مثل ألمانيا وبريطانيا مثلاً، بعد جائحة كورونا الأخيرة وانشغالها في هذا الفيروس بشكل فاق كل التوقعات، ومواقف الولايات المتحدة الأمريكية بهذه الجائحة وتخليها عن دول كثيرة، وتركتها تعالج نفسها بنفسها من هذه الجائحة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت