اعتبر مبعوث صيني اعتماد قرار مجلس الأمن الدولي بشأن مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) انتصارا للتعددية.
وأوضح تشانغ جيون، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، في معرض شرحه للتصويت، أنه من واجب مجلس الأمن في هذه اللحظة الحرجة من الكفاح العالمي ضد المرض، أن يتخذ إجراءات لمعالجة التأثير السلبي للمرض على السلام والأمن الدوليين، موضحا أن اعتماد القرار 2532 يظهر قدرة المجلس على العمل وقيادته، ويمثل نصرا للتعددية.
ولفت تشانغ إلى أن القرار لم يأت بسهولة، حيث أصر عضو معين في المجلس على موقف أحادي الجانب متجاهلا نداء المجتمع الدولي، موضحا أن هذه الدولة نكثت بوعدها، مما أخر عملية المشاورات مرارا وتكرارا.
ونتيجة لذلك، أعاقت هذه الدولة مجلس الأمن عن اتخاذ إجراء، كما رفضت رفع العقوبات الأحادية الجانب ضد الدول ذات الصلة، متجاهلة نداء الأمين العام والدول حول العالم، مما أدى إلى تفاقم معاناة المدنيين الأبرياء والأزمة الإنسانية في بعض البلدان والمناطق وسط كوفيد-19، وفقا لتشانغ.
وأكد أن الصين منذ البداية كانت داعمة لنداء الأمين العام وقف إطلاق النار عالميا وكذا خطة الاستجابة الإنسانية العالمية للأمم المتحدة، وقد أيد القرار كلا الأمرين.
وقال إن الصين شاركت بشكل بناء في المشاورات المتعلقة بمشروع القرار، وعملت بلا كلل مع معظم أعضاء المجلس لبناء أوسع توافق ممكن في الآراء، وأظهرت أقصى قدر من المرونة. ونتيجة لذلك، تمكن المجلس من التغلب على جميع العقبات وأرسل رسالة إيجابية للتضامن والتعاون في هذا الوقت العصيب.
ويطالب القرار 2532، الذي حظي بتأييد أعضاء المجلس المكون من 15 عضوا بالإجماع، بالوقف العام والفوري للأعمال القتالية في جميع الحالات المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن. ويدعو جميع الأطراف في النزاعات المسلحة إلى الانخراط فورا في هدنة إنسانية لمدة 90 يوما متتالية على الأقل، من أجل تمكين عمليات إيصال المساعدة الإنسانية، وتوفير الخدمات ذات الصلة، وعمليات الإجلاء الطبي.
وقال تشانغ إن الصين تدعو المجتمع الدولي إلى اغتنام فرصة اعتماد القرار لتشجيع أطراف النزاعات على الاستجابة لنداء الأمين العام من أجل وقف عالمي لإطلاق النار، ووقف الأعمال العدائية فورا، والعمل سويا لمكافحة كوفيد-19، وإنقاذ الأرواح، والالتزام بحل النزاعات سلميا، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية، وتعزيز سلامة وأمن قوات حفظ السلام.
وأضاف أن الصين ترحب بتضمين مفهوم وضع الناس في المركز، والذي يعكس مطالب وشواغل الدول النامية، ويساعد على معالجة الأسباب الجذرية للصراع.
وتابع أن الصين تقدر إشارة قرار مجلس الأمن إلى قرار الجمعية العامة 74/270، الذي يعكس اعترافا كاملا من جانب الدول الأعضاء بالدور المركزي الذي تلعبه الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية في الكفاح العالمي ضد كوفيد-19.
وقال إن تبني المجلس للقرار مرة أخرى يثبت أن التعددية هي الخيار الصحيح الوحيد لعالم يواجه تحديات متعددة، في حين أن الأحادية لا تحظى بدعم ولن تصل إلا إلى طريق مسدود.
وأكد تشانغ أن الصين تنحاز في هذا المنعطف الحرج بحزم إلى التعددية، والغالبية الساحقة من الدول الأعضاء والإنصاف والعدالة، مشيرا إلى أن الصين تدعو جميع الدول إلى توخي مفهوم مجتمع عالمي ذي مستقبل مشترك، وتعزيز التعددية، وتقوية التضامن والتعاون، والتمسك بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والنظام الدولي المتمحور حول الأمم المتحدة، من أجل خلق مستقبل أفضل للبشرية بشكل مشترك.