لم أعشق في طفولتي شيء مثل الرسم ، كنت أجد نفسي في الجلوس مع فرشاتي، خصصت لها من وقتي ومصروفي للتجربة والرسم وشراء معداتها، جعلت من حائط غرفتي مكاناً خاص لأعلق عليها رسوماتي وحكاياتها، هكذا بقيت لوحاتي معلقة حتى عام 2014 حين خرجت أول لوحة إلى النور كانت تعبر عن أشكال تتحدث عن الأمل والتفاؤل.
هكذا عبرت "رنا عبد الفتاح سعد" 13 عاما من غزة، عن بداياتها لعشق حكايات الرسم بفرشاتها، قبل أن تجد طريقاً مع زملائها في عام 2014، لتبدأ أول ألبوماتها، فرغم قلة الإمكانيات وعدم توفر الدعم لها، وجدت رسوماتها طريقاً ودعماً من عائلتها ومدرساتها ، ومنها بدأ أول مشوار لنجوميتها في المعارض الشعبية والدولية في قطاع غزة
أشارت "سعد" أنها بدأت تشعر باهتمامها لهذا الفن من خلال رسمها لصور الحيوانات على دفترها في الصفوف الإبتدائية، فطورت من نفسها في أوقات الفراغ من خلال المشاركة في المسابقات بالمدارس عام 2015 والتي تميزت دائما بالمرتبة الأولى، فلاقت تشجيع واسع من المدرسة والأهل.
وأضافت "سعد" أنها انتقلت لرسم الشخصيات (البورترية) ورسومات الأطفال عام 2016 لتعطي الصورة حيوية وروح أكثر بشخصيات واقعية، رغم أنها كانت تجد صعوبة كبيرة في توفير الأدوات المناسبة للرسم، لكنها استمرت بأقل الإمكانات لتصنع طريقها وتتميز بلوحاتها التي كانت تبرز فيها دائما لمسات التفاؤل والأمل .
لم تكتفي رنا سعد من الاعتماد على شكل واحد من أشكال الفن حيث اجتهدت بمساعدة مدرستها التي كانت تشجعها لتطوير رسمها واتقان جميع أنواع الفنون، حيث انتقلت وابدعت في عالم الكاريكاتير، فتقول "رغم أنني لم اتعلم بشكل كافي في رسم الكاريكاتير ولكنني مارست العديد من التجارب في منزلي حتي أصبحت أرسمها بشكل سهل وبدون صعوبة وشاركت في العديد من المسابقات الفنية في مؤسسة الميزان ولكنني حصلت على شرف المحاولة"، وأضافت "عشقت عالم ديزني للرسوم المتحركة مما ساعدني في رسم شخصياتها وتطبيقها على أرض الواقع، والآن ما زلت مستمرة في رسمي رغم نقص الإمكانيات والمعدات اللازمة في الرسم وطريق فني وكما أشكر عائلتي التي ساعدتني في التقدم رغم الظروف الصعبة التي نعيشها في القطاع المحاصر".
تحاول "سعد" تطوير فنها باجتهادها الشخصي وبكل الوسائل المتاحة وتحلم بفتح معرض خاص لها تعرض فيه القصص الفنية التي تعكس صورة غزة الجميلة للعالم بريشتها وألوانها.