- بقلم : سري القدوة
جريمة جديدة تضاف الي جرائم الحرب الاسرائيلية بعد ان اغتالت سلطات الاحتلال الاسرائيلي الاسر البطل سعدي الغرابلي (75 عاماً) من سكان حي الشجاعية بمدينة غزة والمعتقل في ( سجن إيشل الاسرائيلي ) سيىء السمعة والصيت حيت اعلن عن استشهاده بسبب تعرضه لمضاعفات خطيرة جراء إهمال إدارة السجون تقديم العلاج المناسب له وعدم ادخال اطباء متخصصين لعلاجه او نقله لمستشفيات لرعاية ظروفه الصحية الصعبة وباستشهاده يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة الى 224 شهيداً منذ العام 1967.
وعانى الاسير الغزالي من إصابته بمرض سرطان البروستاتا والسكر والضغط وضعف السمع والبصر ويعتبر أحد أقدم الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بعد أن أمضى 27 عاماً من حكمه مدى الحياة في سجون الاحتلال والمعتقل منذ العام 1994 وتعرض للعزل الانفرادي من عام (1994-2006) وكان آخرها في عزل إيشل وعلى إثرها بدأ بعدها يعاني من أمراض مزمنة.
أن استمرار الصمت والسكوت على جرائم الاحتلال الاسرائيلي وخاصة ما يعرف الان بعمليات الاعدام المنظمة التي تمارسها عناصر المخابرات الاسرائيلية خارج نطاق القانون والتي كان اخرها جريمة اعدام الاسير البطل سعدي الغرابلي ستضاف الى السجل الاسود لمخابرات الاحتلال العسكري وتلك القائمة من شهداء الحركة الوطنية الأسيرة الذين تم اعدامهم بشكل مباشر وبدم بارد في زنازين الاحتلال ويضاف الي ذلك جرائم الاحتلال التي تمارس بحق الاسرى المرضى وعدم تقديم العلاج المناسب لهم وتركهم يواجهون الموت البطيء والاستهتار الطبى فى السجون وان كل هذه الجرائم تمر دون رقابة من احد او مؤسسات حقوقية او دولية وبات من الضروري العمل علي المستوى الدولي والمطالبة بأهمية زيارة الأسرى والإطلاع على مجريات حياتهم وحصر المرضى منهم والسماح للطواقم الطبية لإجراء عمليات جراحية عاجلة لمن هم بحاجة لذلك ولعل هنا تكمن اهمية تشكيل لجنة تحقيق دولية من قبل وزارة الاسرى والمحررين ودعوة محققين وأطباء دوليين للإشراف علي تشريح جثمان الشهيد الغرابلي للتعرف على أسباب وفاته وللوقوف علي الاساليب المستخدمة بحق المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال وأهمية تدخل منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الدولية والحقوقية لإنقاذ حياة الفلسطينيين المرضى في السجون الإسرائيلية ممن يعانون من أمراض مختلفة ومنهم العشرات ممن يعانى من أمراض مزمنة كالغضروف والقلب والسرطان والفشل الكلوي والربو وأمراض أخرى وأن هنالك خطورة على الأسرى المرضى بمستشفى سجن الرملة كونهم بحالة صحية متردية وهنالك خطر حقيقى على حياتهم نتيجة الاستهتار الطبى وممارسات مصلحة السجون العامة التي تشرف عليها اجهزة مخابرات الاحتلال.
أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن جريمة اغتيال الشهيد الأسير سعدي الغرابلي وأن مصلحة سجون الاحتلال هي التي نفذت جريمة الاغتيال والتي كانت ترفض نقله لتلقي العلاج في عيادة سجن الرملة وتعمدت تركه دون علاج مما أدى إلى انتكاسة كبيرة على وضعه الصحي في الأسابيع الماضية وبهذه الجريمة تضاف حلقة جديدة الي سجل انتهاك القانون الدولي ويجب ان لا تمر دون استمرار الصمت من قبل المؤسسات الدولية وخاصة الصليب الاحمر فالمطلوب الان الاسراع في فتح تحقيقات بقضايا المخالفات القانونية بحق الأسرى وفرض القانون الدولي على الاحتلال ووقف الاعدام المنظم خارج القانون والعمل على تشكيل لجنة تحقيق دولية بإشراف الصليب الأحمر الدولي للوقوف على ملابسات وتفاصيل هذه الجريمة العنصرية وتوفير الحماية القانونية والسياسية للأسرى جميعا.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت