أوصت ندوة نقابية دولية نظمها الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في قطاع غزة، بضرورة وضع استراتيجية عربية متصلة بالنضال الفلسطيني تدعم استمراره وتمنحه استقلالية اقتصادية وتجعله قادرا على مقاومة الاحتلال، وتعزيز التشبيك الدولي وتشكيل لوب ضاغط لسن اتفاقيات لحماية المواطن الفلسطيني.ئ
ودعا المشاركون خلال الندوة التي نظمتها نقابات العمال عبر الانترنت بعنوان "دور الاتحادات والنقابات العالمية في دعم صمود العامل الفلسطيني"، السلطة الفلسطينية بالتخلي عن اتفاقات أوسلو وسحب الاعتراف ب(إسرائيل) ووقف التنسيق الأمني، وبلورة خطة لدعم صمود الشعب الفلسطيني، والتوقيع على ميثاق شرف لتمثيل الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية.
وشارك بالندوة رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين سامي العمصي، والأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن، ومحمد أمين آسن رئيس اتحاد مامورسان بتركيا، ونائب الأمين العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب عبد الإله دهمان، ونائب الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال العراق حسين القريشي، ماريتا يلدز من اتحاد حق ايش بتركيا.
كم ضمت الندوة الأمين العام للمنظمة التونسية للشغل محمد الأسعد عبيد، ورئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان حسن فقيه، والأمين العام للكونفدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية محمد ولد السالك.
من جهته، رحب نقيب عمال فلسطين سامي العمصي بالمشاركين في الندوة، مثنيا على حرصهم بدعم صمود العامل الفلسطيني الذي يعيش أوضاعا صعبة نتيجة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال العمصي: إن" هذه الندوة تأتي في ظل ذكرى عدوان الاحتلال الإسرائيلي السادسة على غزة عام 2014م، حيث استشهد فيها أكثر من 2200 شهيد مارس خلالها كل الجرائم التي حرمتها المواثيق الدولية".
واعتبر أن ضم الضفة والاغوار جريمة تضاف إلى جرائم الاحتلال التي لم تتوقف يوما، يحاول من خلالها طمس القضية الفلسطينية ظنا منه أن الفلسطيني سينسى حقه ويرفع الراية البيضاء.
وأكد "أننا سنقاوم الاحتلال ونقاوم ضم الضفة الغربية وضم الأغوار، وأننا نمتلك عزيمة وأخوة مناصرين لنا، حتى تحرير فلسطين"، لافتا إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة يعيش حصارا جائرا يفرضه الاحتلال منذ 14 عاما بسبب ممارسة حقه في الانتخاب.
وأضاف العمصي: "هذا الحصار الذي منع الدواء والهواء وفرض الحصار الجوي والبحري على غزة، ومارس أشرس الجرائم التي مارستها النازية، ظانا منه أن أهل غزة وفلسطين سيرفعون الراية البيضاء".
وأكد أن القضية الفلسطينية حاضرة لدى الشعوب العربية والإسلامية، وأن القضية هم كل مواطن عربي"، معربا عن أمله أن يكون رؤساء النقابات العمالية العربية عونا للمواطن والنقابي والعامل الفلسطيني، وصوتهم بالمؤسسات الدولية، ورفع صوت العامل المظلوم داخل الأراضي الفلسطينية المحتل وفضح جرائم الاحتلال بحقهم، والعمل على كسر الحصار المفروض على غزة.
وأعرب عن أمله أن تكون القضية حاضرة لديهم، مردفا: "إن مناصرتكم للعامل الفلسطيني نصرة للقدس وفلسطين ويزيدنا ثباتًا وتمسكًا بثوابتنا حتى يزول الاحتلال الذي يمثل السرطان في قلب الأمة العربية والإسلامية".
من جانبه، قال الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات عمال العرب غسان غصن، إن: "ضم الضفة يأتي في إطار صفقة (ترامب - نتنياهو) استكمالا لتصفية القضية الفلسطينية وتقسيم المدن الفلسطينية بالضفة وعزلها".
وأضاف غصن أن خطة الضم تأتي في ظل انهماك العالم ونشغاله بجائحة "كورونا"، مؤكدا أن الضم مخالف لكل الاتفاقيات الدولية ومبادئ وقواعد القانون الدولي.
واستهجن صمت المجتمع الدولي عن استباحة الاحتلال للقدس والاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للاحتلال، والاعتراف بسيادة (إسرائيل) على الجولان السوري، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة توفير مقومات الصمود للفلسطينيين في وجه التحديات.
وشدد على ضرورة الشروع في حوار وطني شامل والاتفاق على برنامج وطني وإعادة هيكلة منظمة التحرير بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وضم كل شرائح الشعب الفلسطيني والدعوة إلى عقد مجلس وطني توحيدي، والتمسك بالحقوق الطبيعية للشعب الفلسطيني، وتفعيل الكفاح التحرري من أجل الاستقلال.
ودعا غصن السلطة الفلسطينية إلى التخلي عن الاتفاقات الناتجة عن "أوسلو" وسحب الاعتراف بـ (إسرائيل) ووقف التنسيق الأمني، وبلورة خطة لدعم صمود الشعب الفلسطيني، ومواجهة مخططات شطب صفة اللاجئ ورفض مخططات التوطين، ومقاومة التطبيع واستعادة مكانة القضية الفلسطينية وتعزيز العلاقات مع الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني واتحادات العمال ودعمها في قضاياها الخاصة.
في السياق، قال نائب رئيس اتحاد مامورسان بتركيا محمد أمين آسن، إن النقابات العربية والدولية يمكنها القيام بدور قيادي في دعم الشعب الفلسطيني وتسخير كل إمكانيات النقابات العربية والدولية في دعم الشعب الفلسطيني في جميع المحافل الدولية.
وأضاف آسن بأن (إسرائيل) تقوم بتسخير قوتها مستغلة أزمة كورونا لتعزيز استيطانها في الأراضي الفلسطينية، ولا زالت مصممة على ضم الضفة الغربية، وأن المواقف الدولية المتناقضة تتسبب في تطبيق هذا المخطط.
وأشار إلى أن فلسطين تتعرض لخطر كبير سواء ما يتعلق بمخطط ترسيم دولتها وسواء من الناحية الإنسانية في ظل الجائحة أو بسبب إغلاق المعابر، وتسريح العمال بشكل يومي بحجة "الجائحة"، لافتا إلى أن الوضع الاقتصادي للفلسطينيين يسير ن سوء إلى أسوأ.
وبهذا الصدد، شدد نائب الأمين العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب عبد الإله دهمان على ضرورة وضع استراتيجية متصلة بالنضال الفلسطيني تدعم استمراره وتمنحه استقلالية اقتصادية وتجعله قادرا على المقاومة في الداخل الفلسطيني .
وقال دهمان: إن" الشعب الفلسطيني يكافح نيابة عن الأمة والوطن العربي".
وأضاف أن "وعد "بلفور" في غفلة من هوان الأمة وتفككها لكننا اليوم لن نسمح بتمرير وعد "ترامب"، مشددا على ضرورة أن تكون القضية الفلسطينية حاضرة لدى الشعوب العربية.
وأردف: "يجب أن يشعر الأسرى الفلسطينيين بتضامننا وثوابتنا حتى يبقى الأمل الذي ضحوا من أجله حيا في نفوسهم"، مشددا على ضرورة تشبيك دولي وأممي واستثمار واستغلال المحافل الدولية من أجل تشكيل لوبي ضاغط لسن اتفاقيات لحماية المواطن الفلسطينية.
من جهته، شدد نائب الأمين العام للاتحاد العام لنقابت عمال العراق حسين القريشي بأنه يجب أن تكون النقابات العمالية على بينة بالأساليب اللا إنسانية التي يستخدمها الاحتلال ضد العمال الفلسطينيين، ولا بد من إيجاد وسائل وآلية دعم لعمال فلسطين.
وفي الإطار ذاتها، أكدت مسؤولة العلاقات الدولية في اتحاد حق ايش بتركيا ميرتا يلدز أن القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم.
وقالت يلدز، "إننا كأتراك ندافع عن القضية الفلسطينية ونتسمك بها، وإن اتحاد "حق" عضو فعال في المنظمات الدولية يعمل على أن يكون ممثلا للشعب الفلسطيني"، مشددة على ضرورة الاهتمام بالقضية الفلسطينية في المحافل الدولية،
من جهة ثانية، قال رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان حسن فقيه، إن " علينا دين دائم للشعب الفلسطيني وخاصة بغزة وهذا يجب أن يسدد بدعم عمال العرب وعمال العالم ومنظماته الحقوقية والإنسانية لهم ومدهم بكافة أشكال الصمود، وعلى الشقيقة الكبرى مصر مسؤولية أساسية في فتح المعابر على كل أيام السنة".
الأمين العام للمنظمة التونسية للشغل محمد الأسعد عبيد اعتبر تفتيش الاحتلال للعمال الفلسطينيين على الحوجز في الضفة الغربية انتهاكا لكافة حقوق الإنسان، ومبادئ القانون الدولي، وأنه يجب العمل على وقفه وفضح انتهاكات الاحتلال.
وقال عبيد: "أصبحت الخيانة العربية والتطبيع مع الاحتلال مكشوفة وأصبحت الجامعة العربية جزء من التآمر على القضية الفلسطينية".
وأضاف : "لا يوجد لدى الاحتلال فكر تفاوضي ولا يعطي أي قيمة للدول العربية، فكيف للأنظمة العربية نصرة القضية الفلسطينية والعمال الذين يصطفون على الحواجز 5 ساعات، غير ساعات العمل"، مبينا أن كرامة العامل الفلسطيني تهان ولا يوجد من يناصره.