"تاريخ العلاقات بين الصين والعرب قديم قدم التاريخ، وجاءت مبادرة الحزام والطريق لتحيي هذه العلاقات من جديد بطريقة أكثر قوة وبشكل عصري"، وفقا لما ذكر خبير سعودي في الشؤون الصينية.
وقال عبد العزيز الشعباني، الكاتب السعودي والخبير في الشؤون الصينية، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، إن "المبادرة الصينية قد توفر زخما مفيدا لتعافي الاقتصاد وخاصة في الوقت الصعب الذي يواجه العالم جراء أزمة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)".
وأكد الشعباني أن تقديم الشركات الصينية المستثمرة في بعض الدول العربية يد العون في مكافحة كوفيد-19 يأتي من باب التعاون في كل ما من شأنه تجاوز هذه المحنة للاستمرار في كل الخطط المرسومة مسبقا للنهوض بالمشروعات التي ستخلق مستقبلا جيدا لكل الأطراف في كل القطاعات التي يُستثمر فيها وتصب في مصلحة شعوب الدول المعنية.
وقال إن "الجانب الصيني، بينما يقاتل ضد الفيروس، لم يتوانى عن تقاسم خبراته ومعارفه بشأن كل ما يتعلق بهذه الجائحة من إجراءات وسُبل وقاية وغيرها. وهذا يتجاوز التعاون الاقتصادي والتجاري إلى التعاون الإنساني العميق"، معتبرا ذلك "نقطة مضيئة" في تاريخ مبادرة الحزام والطريق.
وحفاظا على النمو الاقتصادي وسط إجراءات احترازية اتخذت لتخفيف وطأة جائحة كوفيد-19، لم تتوقف المشاريع التي تتم في إطار مبادرة الحزام والطريق في الشعودية بشكل تام، وفقا للشعباني.
وأشار إلى أن "العمل مستمر بطرق وبدائل أخرى حسب توجيهات القيادة السعودية الحريصة كل الحرص على مثل هذه المشاريع الحيوية ولن تتوانى عن تقديم كل وسائل الدعم لتجاوز أية تأثيرات سلبية قد تكون طالت وتيرة هذه المشاريع".
ولفت إلى أن الصين حققت تقدمات اقتصادية كبيرة في السنوات الأخيرة وتملك الدول العربية طموحا كبيرا للنهوض باقتصاداتها وتطويرها بقفزات كبيرة، مبديا تفاؤله بحدوث هذا التطوير الذي ستزداد أهمية استعجاله بعد زوال الجائحة، حيث سينصب الاهتمام على استعادة تعافي الاقتصاد والمشاريع المتأثرة.
وأشار الكاتب السعودي إلى أن الصين أرسلت عددا من الخبراء إلى المملكة العربية السعودية التي مدت يد العون للصين في بداية أزمة كوفيد-19.
وقدما، قال إن "التحدي الحاسم الذي يواجه جميع البلدان في الأشهر المقبلة يكمن في كيفية التعايش مع هذا الفيروس. فهذا هو الوضع الطبيعي الجديد"، مستشهدا بما ذكره المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس مؤخرا.
وأتم أنه بما أن هذا الوباء الكاسح تسبب في انكماش اقتصادي عميق، فقد شدد القادة والخبراء في العالم على الحاجة الملحة لتعزيز التنسيق لدفع عجلة الانتعاش الاقتصادي العالمي.