- عطا الله شاهين
مر على الانقسام الفلسطيني ١٣ عاما، ورغم جولات المصالحة طوال اكثر من عقد من الزمن، الا أن جميع الاتفاقات، التي كانت توقع بين الفصيلين الكبيرين فتح وحماس لم تترجم على أرض الواقع، ما جعل الانقسام مستمرا حتى اللحظة، وكما رأينا قبل أقل من أسبوع جاء لقاء عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب مع نائب المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري عبر الفيديو كول مفاجئا للبعض، على الرغم من التنسيق لعقد هذا اللقاء، الذي بين حرص الحركتين على الوحدة الوطنية في ظل ما تتعرض له قضيتنا الفلسطينية من تصفية لمشروعها الوطني..
وعلى الرغم من أهمية اللقاء بين الرجوب والعاروري، الا أن مخرجات اللقاء ربما تكون بداية لطي صفحة الانقسام لمواجة الاحتلال الاسرائيلي بمخططاته الذي يسعى لضم أجزاء من أراضي الضفة الغربية والكتل الاستيطانية، ومن هنا فلقاء الرجوب والعاروري يعد خطوة جيدة لانهاء الانقسام الفلسطيني، الذي لا بد أن ينتهي يوما ما كي يوجه الفلسطينيون انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق شعبنا الفلسطيني، لكن الكثير من الفلسطينيين، الذين استمعوا إلى ما جاء في اللقاء يقولون بأن لقاءات كثيرة حدثت في الماضي بين الفصيلين الكبيرين فتح وحماس، لكن كل لقاءاتهم لم تترجم على أرض الواقع، ولهذا نرى الكثير من الفلسطينيين غير متفاءلين ما يجعلنا هنا نتساءل هل وصل شعبنا الفلسطيني نتيجة الانقسام المستمر بين شطري الوطن إلى هذه الدرجة من التشاؤم؟
لا شك بأن الانقسام الفلسطيني، الذي يراه الفلسطينيون باستمراره انما يضعف بلا شك موقف قضيتنا الفلسطينية، ولهذا آن الأوان لانهاء هذا الانقسام في ظل عزم حكومة الاحتلال على ضم أجزاء من الضفة الغربية بما فيها الكتل الاستيطانية، وكان الإعلان عن الضم في الأول من شهر تموز الجاري، الا أنه تأجل، ولهذا فاللقاء الذي جمع الرجوب وعاروري يمكن البناء عليه عبر لقاءات أخرى كي تنهي حالة الانقسام عبر تبني استراتيجية وحدوية لمواجهة خطوة الضم، التي ستدمر حل الدولتين . ما من شك بأن لقاء الرجوب والعاروري يعتبر خطوة مهمة على صعيد انهاء الانقسام الفلسطيني، رغم كل التحديات، التي تقف أمام الحركتين..
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت