اليرموك حديقة الشهداء

بقلم: علي بدوان

على مدخل اليرموك
  • بقلم علي بدوان (عضو اتحاد الكتاب العرب)

قامت حديقة الشهداء في مخيم اليرموك في موقعها الحالي عام 1968، بجوار المباني التي قامت وزارة الدفاع السورية بتشييدها لبعض عائلات الشهداء من الفلسطينيين من كتيبة الإستطلاع الفدائية الفلسطينية (الكتيبة 68) في الجيش العربي السوري، وهي الأبنية التي مازالت قائمة حتى الآن بجوار بلدية اليرموك وبالقرب من سوق الخضار الرئيسي في مخيم اليرموك وعلى شارع فلسطين الرئيسي، وقد باتت واجهاتها الأرضية محال تجارية وضعها اصحابها في الإستثمار.

حديقة الشهداء ذات مساحة جيدة نسبياً، ومُشجرة منذ قيامها بأشجار السرو والحور والكينا وغيرها من الأشجار، وبداخلها منهل للماء العذب، وقد باتت منذ سنوات مكاناً عاماً للمتنزهين من أبناء وعائلات اليرموك بعد ان سمحت البلدية بوضعها تحت خدمة المتنزهين.

أما مكانها فقد كان يُعرف بمنطقة الملعب، وهو أول ملعب رياضي في مخيم اليرموك منذ قيام المخيم، حيث كانت أرضه تمتد من سوق الخضار حتى حدود البيت الواقعة غربي مكان ثانوية اليرموك للبنات التي كانت أرضها من ضمن أراضي الملعب، وحتى موقف الباصات في تلك المنطقة كان يُسمى موقف الملعب وأعتقد بأنه مازال يحمل الإسم نفسه. وتطل الحديقة من جنوبها على شارع الشهيد جلال كعوش ومن الشوارع الرئيسية المعروفة والقديمة في مخيم اليرموك. كما تلاصق في زاويتها الجنوبية الشرق المصرف التجاري السوري، ومكتب صديقنا المختار عاصم نجمه.

حديقة الشهداء مَعلم من معالم مخيم اليرموك، مُلاصقة في حدودها الجنوبية لأرض وملعب النادي العربي الفلسطيني، وفي داخلها وعند زاويتها الشمالية الغربية قام بيت التراث الفلسطيني على يد المرحوم هشام موعد (أبو عارف) وذلك بعد موافقة الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب وبدعمٍ منها، وهو البيت الذي كان بمثابة نواة كبيرة لمتحف تراثي فلسطيني، يضم الأشياء الكثيرة عن فلسطين، من أزياء وادوات قديمة جلبها بعض اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948 من فلسطين ..إلخ. وقد حل مكان المرحوم أبو عارف موعد في متابعة شؤون بيت التراث الفلسطيني القائم في حديقة الشهداء الأخ مأمون موعد (أبو أنس).

وللأسف، وفي أزمة مخيم اليرموك تحوّلت حديقة الشهداء لمنطقة إشتباكات، وهي الإشتباكات التي كانت تتواصل عند منطقة بلدية اليرموك، وقد أدت لخرابٍ كبير في الحديقة وجوارها وحتى في ثانوية اليرموك للبنات التي تشترك مع الحديقة بجدارها الشرقي.

حديقة الشهداء  في مخيم اليرموك، صرح، وعلامة، ودالة وطنية بارزة، تهزم من يُريد تفكيك مخيم اليرموك، تحت دعاوي مختلفة. وهذا الصرح جاء في السنوات التي اقيم فيها، تحية لمن روى بدمه أرض فلسطين والجولان بعمليات الإستطلاع الفدائية المسلحة. فلنحافظ عليها، وعلى بيت التراث الفلسطيني الواقع داخلها من خلال لجنة وطنية لإعادة بناءه وترميمه. والحفاظ على مخيم اليرموك، كما كان في دوماً طليعة بوصلتها فلسطين. والقضايا الوطنية والقومية الكبرى لفلسطين وسوريا معاً. 

 

 

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت