وسط دموع الفرح الرقراق؛ استقبلت طالبة التوجيهي، عرين محمد عثمان بلاسمه تفوقها على الفرع العلمي في قرية فرخه بسلفيت، وتميزها بمعدل 96.7% ؛ حيث لم تصدق فرحتها بالحصول على هذا المعدل العالي جدا، وراحت تهدي تفوقها لروح والدها الشهيد محمد بلاسمة من سلفيت، وتحمد الله تعالى على التفوق وترجعه لتوفيق الله أولا ؛ ولرعاية والدتها ام عرين " وصفيه رزق الله ".
شامخة ومتواضعة وفرحة
الأقارب والأصحاب والجيران وغيرهم، راحوا يهنئوا عرين، حيث بدت متواضعة وهادئة وشامخة شموخ جبال فلسطين، ومرحبة بكل الأهل والضيوف، وينتظر منها شعبها أن تتفوق وتبدع كما أبدعت في التوجيهي لخدمة الوطن.
عرين بجهدها ومثابرتها وتحديها وإيمانها العميق، وبتوفيق ورعاية الله لها بالصلاة والدعاء في كل وقت وحين وكان لها حقا أن تصل إلى أول الطريق نحو العزة والرفعة لشعبها وأمتها، لتكون إحدى طالبات فلسطين اللواتي يحتذى به في العلم والتعلم والأخلاق.
وبكل ثقة وفخر تقول عرين "انها لا تنسى وطنها ، وانها تهدي تفوقها لروح والدها الشهيد محمد بلاسمه والذي استشهد في انتفاضة الاقصى وقال الاحتلال عنه انه التلميذ السادس ليحيى عياش، كما تهدي التفوق للشهداء الذين ضحوا للوطن وبناء الدولة."
عرين ودون تردد؛ أهدت نجاحها لكل فلسطين وشهدائها كافة، ولوالديها ولمدرستها ومديرتها ولأقربائها، ولكل من ساهم في رفعة وتقدم العلم والمعرفة في فلسطين كافة، ولكل حر وغيور على وطنه.
تخطيط ومتابعة
وتواصل عرين حديثها: "أشعر بفرحة كبيرة فقد كانت النتيجة نتيجة اجتهاد ودراسة مستمرة وتخطيط سليم ومتابعة ودعم أسري كبير ووقفة ممن أحبني فلهم جميعا أهدي هذا النجاح ولكل من قدم للوطن شهداء وأسرى وجرحى وأبطال مرة أخرى.
وتتابع حديثها:" كنت امارس حياتي بشكل طبيعي طيلة سنوات الدراسة وحتى امتحانات التوجيهي، فكنت أدرس دون ارهاق او تعب واداوم على الصلاة والدعاء".
ومن نعم الله على أهل فلسطين أن جعلها أرضا مباركة وجعل نساء وبنات فلسطين قدوة للعالمين في الصبر والتحدي والتميز نحو المجد، وجعل والدة عرين تفخر بابنتها وتقول انها ترفع الراس عاليا.
ولم تتمالك الطالبة عرين نفسها لحظة سماعها نتيجتها، فللفرح للحظات ومعنى كبير ودموع، فأنسابت دموع الفرح وحمدت الله كثيرا، وكانت دموعها أفضل تعبيراً عن شعورها بالفرحة والابتهاج.
اكبر فرحة
ووسط فرحة عائلتها تقول عرين:هي أكبر وأول فرحة في حياتي"، بهذه الكلمات استهلت حديثها التي قاطعتها بعض قطرات من الدموع انسابت على وجنتيها، لينساب الدمع ايضا من عيون والدتها وهي تتقبل التهاني ممن حولها، من والديها وأشقائها وعائلتها الذين بادروا باحتضانها وتقبيلها بدموع الفرح.
وتواصل :" توقعت أن يأتي ترتيبي ضمن المتفوقين ، وهذا كان بفضل الله أولاً وجهود والدتيً اللتي وفرت لي كافة وسائل الراحة وبذلت الكثير من أجلي، وبفضل جهود الهيئة التدريسية في مدرسة بنات سلفيت الثانوية للبنات".
وتشير علامات عرين طوال فترة دراستها ومسيرتها التعليمية في التفوق انها متواصلة منذ الصغر،.
وتتهيأ وتتشوق والدة عرين إلى أن تدرس ابنتها الطب الذي عشقته منذ صغرها لتكون مثالاً حياً للتفوق وخدمة وطنها وشعبها، وتقدم ما تستطيع لخدمة شعبها الذي لم يبخل عليها بشيئ حتى تفوقت؛ حيث تهدف لتطوير شعبها والنهوض به في مواكبة التقدم العلمي المتسارع.
وقد غمرت الفرحة أهل البيت ،وأعربت والدتها عن فرحتها بالنتيجة التي حصلت عليها ابنتها وشكرت الله تعالى على هذا المعدل، وأشارت إلى أنها كانت تتوقع حصولها على مرتبة عالية بفضل الله .