اليرموك وساحة الريجة

بقلم: علي بدوان

ساحة الريجة
  • بقلم علي بدوان

ساحة الريجه، وما أدراك ما ساحة الريجة التي اصبحت نار على علم بأزمة مخيم اليرموك، وقد فاق ذكرها في وسائل الإعلام جادة الشانزليزيه الباريسية.

ساحة الريجة ساحة ليست بالقديمة في مخيم اليرموك، بل هي من الساحات الأحدث نسبياً، حيث تبلور وضعها بعد العام 1975، حين إمتد العمران في مخيم اليرموك إلى المناطق الواقعة ماوراء شارع اليرموك الرئيسي وتحديداً في منطقة البساتين وإلى حدود مايسمى حالياً أوتوستراد شارع الثلاثين، وقد أقيمت أيضاً فوق مساحات معامل البلوك التي كانت تعود للأخوة الحاج حسني والحاج علي والحاج موسى وهم من لوبية قضاء طبريا، ومن اصحاب أولى معامل كبس وتصنيع البلوك في مخيم اليرموك. أما على الطرف المطل على شارع اليرموك فقد كان في المكان إياه (حوش كبير) لتربية الأبقار الحلوب والعجول والذي أصبح مكانه بناء بنك التمويل، وبالمقابل منه ومنساحة الريجة وفي وسط شارع اليرموك كان هناك (كباس) الماء التابع للأونروا، والذي أقامته الوكالة لأبناء اليرموك من أجل التزود بالماء قبل وصول شبكة مياه عين الفيجة.

إذاً، تقع الساحة على بعد نحو (600) متر من مدخل اليرموك الرئيسي وعلى الشارع الخلفي الواصل بين حارة الفدائية وإمتدادها وصولاً إليها.

أما اسمها فجاء من وجود اول مركز تابع للحكومة لتوزيع الدخان الوطني والمستورد وقد دعي بمركز الريجه، مع أنها أي (ساحة الريجة) تقد عند تقاطع شارع الشهيد مفلح السالم مع شارع ... في حي الناصرة.

يتقاسم الفلسطينيين والسوريين السكن في ساحة الريجة، وفيها من العائلات الفلسطينية الأساسية عائلة صمادي وبناء العم أبو الوليد (نايف صمادي) والعم أبو سميح، وجودة، وخليل، والأحمد، وعائلة عباس ومكتبهم العقاري الشهير بمكتب (العنبر) وهم من كفر كنّا قضاء الناصرة، وعائلة القاضي من صفد وغيرها من العائلات الفلسطينية...

شهدت الساحة وحاراتها المتداخلة معارك قاسية في اليرموك، وكانت أكثر الساحات التي تعرضت للدمار حيث بدأ المسلسل فيها عام 2013 بإنفجار سيارة دمرت معظم بيوت المنطقة بناياتها. وسقطت عليها مئات القذائف المختلفة من كافة الأعيرة. وسقط العديد من أبنائها شهداء في أزمة اليرموك وكان أولهم الشهيد أيمن جوده (أبو علاء) عضو قيادة إقليم حركة فتح في سوريا رحمه الله.

المضحك أن المخطط الأخير لليرموك والذي وزعته محافظة دمشق، يضع سهماً على منطقة مربع حارة الفدائية (أول حارة في اليرموك تم اشادتها عام 1954) وحتى ساحة الريجة، وتحت مُسمى (الحي الشامي)، وهو (ماتفتقت) به عبقرية من يريد تفكيك اليرموك. بينما لم يعرف اليرموك تلك المسميات، بل كانت مسميات أحياءه جامعة وطنية، وتتناول مدن وقرى وبلدات فلسطين المحتلة من الوطن السوري الكبير، الواحد الموحّد.

(الصورتين : ساحة الريجة، قبل وبعد الدمار).

 

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت