لم يكن يعلم أخصائي طب الطوارئ وإنعاش القلب الدكتور جهاد محمود، أن فيروس كورونا سيصطاده بسرعة أثناء مناوبته في قسم الطوارئ بمستشفى الخليل الحكومي قبل 20 يوما.
قام الطبيب بفحص مريضة تعاني من السعال وارتفاع درجة الحرارة، تبين لاحقا أنها مصابة بفيروس كورونا، وعليه خضع لفحص وعاد إلى بيته، ليتلقى بعدها اتصالا هاتفيا من مسؤول الطب الوقائي بالمستشفى، يخبره أنه مصاب بالفيروس.
ورغم أنه كان يتوقع إصابته بالفيروس لتعامله من نقطة الصفر مع المرضى، إلا أن الطبيب أصيب بالصدمة والقلق خشية أن يكون قد نقل العدوى إلى أسرته أو زملائه بالمستشفى.
قضى أربعة عشر يوما صعبة في الحجر، أسير غرفة لا يغادرها أبدا، وكان أصعبها وأكثرها ألما مشهد ابنته وهي تنظر إليه من فسحة صغيرة أسفل باب غرفة الحجر تطلب عناقه، وهو غير قادر على ذلك.
تماثل الطبيب إلى الشفاء، وعاد اليوم إلى عمله بالمستشفى، وهو أكثر إصرارا وإيمانا بالانتصار على كورونا، بالجهد والعمل والإرادة.
وقال إن الطواقم الطبية تعاني من ضغط نفسي كبير، فهم يخافون على أنفسهم ويخشون نقل العدوى إلى ذويهم، كما أن اللباس الذي يرتدونه يرفع درجة الحرارة إلى الضعف، وقناع الوجه يقلل نسبة الأوكسجين إلى النصف، ويضطرون إلى ارتدائها ثماني ساعات متواصلة، يحرمون خلالها من كثير من احتياجاتهم الشخصية.
وحث الطبيب المواطنين على الصبر في ظل عدم وجود علاج لفيروس كورونا، وقال: مطلوب الالتزام بثلاثة أمور: ارتداء القفازات، والكمامات، وعدم الاختلاط. لا تستهينوا بشيء، فالفيروس موجود وليس بدعة أو مؤامرة على الشعب الفلسطيني كما يدّعي البعض.