تحقيق اليمنيون يعانون من الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب

مشهد لاثنين من أحفاد اليمني محمد قادش، يجلسان على سرير نُصب أمام كوخهم بمحافظة حجة شمال غربي اليمن، حيث فقد الصبي (11 عاما) يده اليسرى، وفقدت الفتاة (7 أعوام) ساقيها، بعدما داسا على لغم أرضي فور عودتهما إلى منزلهما في المحافظة رفقة العائلة بعد سماعهم عن ا

عندما سمع محمد قادش أنباء سعيدة عن انتهاء المعارك في قريته في محافظة حجة شمال غرب اليمن مطلع العام الماضي، قام على الفور بجمع عائلته، وماشيته في مخيم النازحين القاحل، وعادوا إلى منزلهم في القرية.

وبعد ساعات قليلة من وصولهم، داس اثنان من أحفاده على ألغام أرضية وفقد الصبي البالغ من العمر 11 عاما يده اليسرى، وفقدت الفتاة البالغة من العمر 7 أعوام كلتا ساقيها.

وقال الجد، قادش، البالغ من العمر 48 عاما لوكالة أنباء ((شينخوا)) من أمام منزله - كوخ من القش في قرية العقدة بمنطقة بني حسن شمالي مديرية عبس - إن "الصبي أحمد تمزقت يده إلى أشلاء بعد أن انفجر لغم أرضي بينما كان يرعى الماعز، أما أخته الصغرى إلهام فقد انقطعت كلتا ساقيها عندما انفجر لغم أرضي آخر أثناء ركوبها حمارا إلى مزرعة لجلب الطعام".

وتابع القول وهو يرثي حاله إن أربعة ألغام أرضية أخرى قتلت 25 من الماعز الذي أملكه، بينما دمر لغمان آخران على الطريق سيارتين لي، واحدة بالقرب من منزلي، والأخرى بالقرب من بئر الماء.

وأضاف "لقد نزحنا بسبب الحرب، وعندما عدنا إلى قريتنا وجدناها مليئة بالألغام".

وتم نقل الطفلين إلى مستشفى مؤقت تابع للجيش الحكومي اليمني بالقرب من القرية ثم نُقلا إلى مستشفى آخر بالقرب من الحدود الجنوبية الغربية السعودية، حيث تلقيا العلاج حتى تم شفاؤهما.

وقال سكان القرية إن الألغام قتلت وجرحت العشرات من أطفالهم ونسائهم ورجالهم منذ أن عادوا من مخيمات النازحين إلى القرية بعد أن استعادها الجيش من الحوثيين.

وأفادت وكالة الأنباء اليمنية ((سبأ)) التي تديرها الحكومة أن الجيش بالتعاون مع قوات التحالف بقيادة السعودية قام بإزالة 32 ألف لغم أرضي في مديريات عبس وحيران وميدي منذ بداية 2019.

وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في بيان في مارس الماضي، إن الأطفال اليمنيين هم الأكثر تضررا من الصراع في البلاد.

وقالت (اليونيسيف) في إشارة إلى حوادث الألغام في جميع أنحاء البلاد "طوال خمس سنوات من الحرب الوحشية، أودت الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب بحياة الآلاف من المدنيين، فبحسب فريق العمل في اليمن للرصد والإبلاغ التابع للأمم المتحدة، فقد تم التحقق من مقتل 149 طفلاً بسبب الألغام الأرضية، وجرح 579 طفلاً بجروح بليغة وتشوهات تسببت في معاناتهم ومعاناة عائلاتهم".

واندلعت الحرب في أواخر عام 2014، عندما سيطرت جماعة الحوثي على جزء كبير من شمال البلاد وأجبروا حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي على الخروج من العاصمة صنعاء وتدخل التحالف بقيادة السعودية في الصراع اليمني في مطلع 2015 لدعم حكومة هادي.

وقد أودت الحرب بحياة عشرات الآلاف من الناس، معظمهم من المدنيين، وشردت أكثر من ثلاثة ملايين ودفعت أكثر من 20 مليون شخص نحو حافة المجاعة.

وقالت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إن اليمن يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ووصفته بأنه أصبح واحدا من أكبر ساحات معارك الألغام في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

وأفاد عدد من المزارعين إن قرية العقدة ليست الوحيدة المزروعة بالألغام، بل جميع القرى والمزارع في منطقة بني حسن، مما حوّل حياتهم إلى جحيم.

وقال المزارع علي إبراهيم قادش لوكالة أنباء ((شينخوا)) تسببت الألغام في إلحاق الضرر بحياتنا، حيث أودت بحياة أكثر من 65 من الماعز والعديد من الجمال وتدمير 8 سيارات منذ عودتنا، مشيرا إلى أن الألغام الأرضية تحاصرنا بالموت.

وبالنسبة للطفلين أحمد وإلهام، فلن ينسيا محنتهما أبدا وقال الطفل أحمد لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن هذا المكان أصبح مرعباً".

وأضاف أحمد أن "الألغام في كل مكان .. أين نلعب؟ لا أستطيع الخروج للتنفس، حيث أن الألغام تحيط بي من جميع الاتجاهات، في المزرعة، وعلى الطريق، وبالقرب من المنزل، أين يمكن أن نذهب؟"

139209426_15946900947851n

 

139209426_15946900947611n

 

139209426_15946900947371n

 

مشهد لاثنين من أحفاد اليمني محمد قادش، يجلسان على سرير نُصب أمام كوخهم بمحافظة حجة شمال غربي اليمن، حيث فقد الصبي (11 عاما) يده اليسرى، وفقدت الفتاة (7 أعوام) ساقيها، بعدما داسا على لغم أرضي فور عودتهما إلى منزلهما في المحافظة رفقة العائلة بعد سماعهم عن ا


 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - محافظة حجة، اليمن - (شينخوا)