- فتح وهبه
هناك مشروع تم تحضيره للاجئيين الفلسطينيين في الخفاء وفي الغرف المغلقة لتصفية قضيتهم وهضم حقوقهم المشروعة ، وهذا المشروع قد يُبصر النور قريباً وهو يتماشى مع الرغبات الإسرائيلية ومع ما يُسمى بصفقة القرن .
إن إجراءات الرئيس الأمريكي ترامب القاضية بتقليص المساعدات المالية التي تُقدمها بلاده لوكالة "الاونروا" لم تأتي من فراغ وهي هدفها الرئيسي زيادة الضغط على الوكالة في خطوة تمهيدية منه لإضعافها ومن ثم إنهاء دورها بالكامل لتشكيل مؤسسات وجمعيات بديلة عنها من أجل إضعاف القوة السياسية لقضية اللاجئين وتحويلها إلى قضية إنسانية بإمتياز.
إن الإجراءات المجحفة بحق اللاجئين التي أقدم عليها الرئيس ترامب تتماشى مع الحملات الإعلامية الإسرائيلية والأمريكية النشطة والمتناغمة والغير مسبوقة ألتي تُطالب بتفكيك وحل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وهي تتماشى بكل تأكيد أيضاً مع ما أدلى به العام الفائت المستشار الأميركي جيسون غرينبلات في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي حيث قال حينها " أن الأونروا عبارة عن "ضمادة" وأن الوقت قد حان لكي تتسلم الدول المستضيفة للاجئين والمنظمات غير الحكومية الخدمات التي تقدمها الوكالة الدولية " مضيفا أن"نموذج أونروا خذل الشعب الفلسطيني".
إن الإدارة الأمريكية اليوم وجدت الفرصه سانحة لها أكثر من أي وقت مضى لتوجيه الضربة القاضية للاجئين الفلسطينيين من خلال إغلاق ملفهم نهائياً والتخلص من وكالة "الاونروا" الشاهد الوحيد على هذه الجريمة البشعة التي نُفدت بحق الشعب الفلسطيني لتخفي آثار ومعالم الجريمة بعدما كان في الماضي يقتضي الأمر إنشاؤها حينها من أجل إنجاح مرحة ما يتطلب فيها وجود وكالة بحجم وكالة "الاونروا" لتكون لهم مُسكِّن ومُتنفَّس وكانت الولايات المتحدة الامريكية حينها من أكثر الداعمين لها ليس حُباً باللاجئين بل لأن المخطط الصهيوني كان يقتضي ذلك .
اليوم اللاجئون الفلسطينيون وبشكل خاص في لبنان يسألون المرجعية الفلسطينية ، ما هي الخطة ألتي وضعتها هي من أجل إفشال المخطط الإسرائيلي الأمريكي الذي يدعوا إلى حل وكالة "الاونروا" دون أن يحصلوا على حقوقهم وتعويضاتهم ودون إيجاد حل عادل لهم ؟ !
ويسألونها أيضاً ماذا هي فعلت من أجل إحياء وتفعيل قرار 194؟ ! ، وبالمقابل اللاجئون الفلسطينيون يتساءلون عما اذا كانت وكالة الاونروا قادرة اليوم على توفير إجماع فلسطيني حولها لدعم إستمراريتها في ظل سياسة اللامبالاة والمماطلة وإدارة الظهر التي مارستها ولا تزال تمارسها إلى يومنا هذا معهم ؟
وهم يقولون ما جدوى وجود وكالة "الاونروا" إن كانت غير قادرة على توفير أدنى الحقوق الإنسانية وهي الإستشفاء وغير قادرة على تأمين المساعدات لهم في الوقت نفسه الذي تستطيع فيه تأمين رواتب موظفيها بالدولار الامريكي؟! .
ان اللاجئين الفلسطينيين في خضم جائحة كورونا والازمة الاقتصادية والمالية اللبنانية لن ينسوا أبداً كيف تعاملت معهم وكالة الاونروا بإستهتار تام وبلا إنسانية وكيف تجاهلت معاناتهم ونداءاتهم ومناشداتهم وكأنهم ليسوا من ضمن مسؤولياتها ضارية بعرض الحائط جميع مظاهر الإستنكار والإحتجاج التي ابدوها لها طوال ما يقارب العام .
نعم لقد كان هاذان التحديان بمثابة امتحان لوكالة الاونروا ولقد سقطت به وكانا أيضاً بمثابة القشه التي قسمت ظهر البعير لذلك هُم لن يبالوا كثيراً إن تلاشت الوكالة وكان البديل عنها هو الهجرة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت