- بقلم ربيع خوري – أمين عام لجنة الدفاع عن العقارات الأرثوذكسية
منذ خمسة عشر عام وبطريركية الروم الأرثوذكس في القدس تحارب من أجل الحفاظ على عقاراتها في باب الخليل والتي تم تسريبها في عهد البطريرك السابق ايرينيوس، وتم عزل ايرينيوس من منصبه في سبق تاريخي يؤكد على لُحمة الكنيسة الأرثوذكسية مع أبنائها ووحدة الأهداف ورفض التسريب، وبعد ذلك تم انتخاب غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بإجماع المجمع المقدس، ايضاً في سابقة تاريخية، بهدف وقف مسلسل التسريبات.
ومنذ اليوم الأول لتبوء غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث منصبه اشتدت الحرب الإعلامية على البطريركية الأرثوذكسية وعليه شخصياً، وتم صرف ملايين الدولارات منذ ذلك اليوم ولغاية يومنا هذا بهدف تشويه صورته أمام أبناء كنيسته والشعبين الفلسطيني والأردني بشكل عام. ويقوم على هذا الجهد التشويهي ثلة من المحامين والإعلاميين من عرب الداخل والذين يتم تمويلهم بشكل مباشر من قبل المخلوع ايرينيوس ومن يقف خلفه من جمعية عطيريت كوهانيم الاستيطانية والتي وقعت على اتفاقية تسريب عقارات باب الخليل المشبوهة في زمنه البغيض. وتستغل تلك الثلة التي باعت ضميرها لايرينيوس المخلوع وحلفاءه علاقاتها مع عدد كبير من الوطنيين الشرفاء في مختلف انحاء الضفة الغربية بحكم عملهم كمحامين وصحفيين، لتسويق اجندة مُشغلهم المخلوع ايرينيوس ومن يقف خلفه من الجمعيات الاستيطانية في تشويه صورة البطريرك ثيوفيلوس الثالث الذي يرفض تسليم عقارات باب الخليل المُسربة واستطاع ان يُنقذ مئات الدونمات من الأراضي الأرثوذكسية في القدس والأغوار.
وتستخدم المجموعة العاملة مع المعزول ايرينيوس بالوكالة عن المستوطنين وثائق مزيفة وانصاف حقائق وغيرها من أساليب التضليل الكلاسيكية لخدعة وطنيين شرفاء غيورين على القدس وفلسطين، وهنا لا اريد أن ازيل اللوم عن هؤلاء الوطنيين الذين من واجبهم تقصي الحقائق عبر الجهات المسؤولة في منظمة التحرير الفلسطينية والأردن، لكني اود التركيز على أصل الشر الذي وظف الشرفاء لإضعاف من يعمل ضد المستوطنين، وبهذا يكون المستوطنون قد نجحوا بمحاربة البطريركية المقدسية بأدوات وطنية ....للأسف.
إن ما حصل حول نجاح بطريركية الروم الأرثوذكس باسترجاع أراض كان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استولى عليها بُعيد نكسة 67 بعد أكثر من عشر سنوات من النضال الدبلوماسي والقانوني، هو أكبر مثال على مستوى استغلال المستوطنون حلفائهم من "عكاكيز" المعزول ايرينيوس لجهل وطنيين شرفاء لتشويه صورة البطريرك ثيوفيلوس الثالث الذي قاد على مدى عشر سنوات واكثر معركة استعادة أكبر كم من أراضي الكنائس التي تم الاستيلاء عليها عام 67 من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. وتتلخص عملية التشويه بالتالي:
1. نشرت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية على صفحتها على الفيسبوك خبر تسليم جيش الاحتلال لخرائط الأراضي التي استطاع غبطة البطريرك استعادتها بعد جهد ونضال دام أكثر من عشر سنوات
2. نشرت البطريركية صور وفد جيش الاحتلال الذي اتى ليُسلم الخرائط لغبطة البطريرك لأن غبطته يرفض أن يزور أي مقر عسكري
3. أخذ العاملين مع الخائن ايرينيوس والممولين من جمعية عطيريت كوهانيم صور وفد جيش الاحتلال من صفحة البطريركية بدون الخبر وأخذوا يسوقوها على أنها لقاء "خياني"
4. أخذ عدد من الوطنيون الشرفاء هذه الصور التي تُضاف الى العديد من المواد التشويهية في ذهنهم، وأخذوا يكيلوا الشتائم وتهم الخيانة للبطريرك الذي انتزع الأراضي من جيش الاحتلال!!!!
هذا مثال واحد لممارسة تزوير حقائق وتشويه تقوم به مجموعة صغيرة من عملاء المستوطنين بالوكالة من أجل تشويه صورة المسيحيين وكنائسهم وبطاركتهم خدمة للمستوطنين والدولار.
وبهذا الأسلوب التشويهي الممنهج الصادر عن مدرسة الاستيطان الصهيوني الاعلامية يصبح مُحرر الأرض خائناً بنظر الوطنيين، ويصبح عميل المستوطنين وطنياً!!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت