- بقلم/ د. رمزي النجار
- استاذ القانون الدستوري والنظم السياسية
في ظل الظروف الصعبة اقتصادياً وصحياً واجتماعياً جاءت فرحة طلبة التوجيهي بالنجاح وحصولهم على معدلات عالية رغم كل المنغصات التي رافقتهم خلال مسيرتهم التعليمية من انتشار وباء كورونا والضغوط النفسية التي عاشوها هم وعائلاتهم خلال فترة الاختبارات وما قبلها، فالتوجيهي مرحلة مختلفة تماما في حياة الطلبة، والنجاح في التوجيهي لا يعادله في الحياة نجاح آخر، وعمت زفات الناجحين في الشوارع وأقيمت الاحتفالات في بيوت الناجحين والمتفوقين وتعالت الزغاريد والألعاب النارية وتبادل الجميع التهاني والزيارات، ولم تدخر الأحزاب والفصائل والقوي الفلسطينية جهدا في تكريم المتفوقين من الطلبة، والجامعات والكليات نظمت احتفالات التكريم للطلبة المتفوقين كلا بطريقته في اطار خطة استقطاب الطلبة الناجحين للتسجيل في كلياتها المختلفة، وسارعت العائلات بالاحتفال في تكريم ابنائها الناجحين والمتفوقين والافتخار بهم وهذا حق للجميع،
ولكن بعد أيام من فرحة التوجيهي امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بمئات المناشدات من أهالي المتفوقين أصحاب الجيوب الفاضية والفارغة إلى الجهات الحكومية والمعنية والمسئولين بتقديم يد العون والمساعدة في رعاية تعليم أبنائهم الطلبة المتفوقين أصحاب المعدلات العالية ودعمهم في بداية مشوارهم الجامعي لعدم مقدرتهم على تعليمهم في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة والأوضاع المعيشية السيئة وأزمة الرواتب التي عصفت بالموظفين، وأن فرحتهم بالنجاح ناقصة إذا ما تحققت احلام وطموحات ابنائهم الالتحاق بالجامعات واختيار التخصص الذي يرغبون بدراسته.
ولعل الظروف التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في ظل هذه التحديات سياسياً واقتصادياً والألم والحصار ساهمت في ارتفاع نسبة العائلات الفقيرة ذات الدخل المحدود، والفقراء يزدادون فقرا، مما يتطلب من كافة الميسورين والشركات والمؤسسات ورجال الأعمال في إطار المسئولية الاجتماعية والوطنية الاسراع والمبادرة إلى تأسيس صندوق للطلبة المتفوقين الفقراء في الثانوية العامة والوقوف الى جانبهم وتوفير الدعم المادي لهم، خاصة وأن التعليم في الجامعات مكلف ويحتاج إلى رسوم ومصاريف متعددة، كما أنه على الجامعات الفلسطينية أن تراعي أحلام المتفوقين الفقراء من طلبة التوجيهي ولا تساهم في تحطيم احلامهم من خلال التعليم الموازي ومراعاة ظروفهم واعفائهم من الرسوم، وأيضاً على وزارة التربية والتعليم ضرورة العمل على استحداث البرامج والمشاريع وتوفير العدد الكافي من المنح الدراسية للطلبة الفقراء المتفوقين للمساهمة في استثمار الانسان الفلسطيني وتعزيز صموده،
خاصة أننا الفلسطينيين الأكثر تعلماً في العالم العربي، فنسبة المتعلمين في قطاع غزة هي الأعلى عربيا بالرغم من أن القطاع هو الأفقر في العالم العربي مقارنه بالضفة الغربية، لذا لا تقتلوا آمال وطموحات أصحاب المعدلات العالية من الطلبة الفقراء فهم أبنائنا يحتاجون كل الدعم والمساندة والوقوف بجانبهم وتوفير احتياجاتهم لاستكمال مسيرتهم التعليمية، فهؤلاء أمل شعبنا في الحرية وحماة الوطن وقادة المستقبل والبناء.
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت