يعتبر توقيع الولايات المتحدة لما يسمى "مشروع قانون الحكم الذاتي لهونغ كونغ" وجعله قانونا، انتهاكا خطيرا للقانون الدولي والمعايير الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، وهي خطوة تضر السلام والاستقرار العالميين، وفقا لما قاله خبراء من جميع أنحاء العالم.
قال بي آر ديباك، رئيس مركز دراسات الصين وجنوب شرق آسيا، في جامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي، إن الخطوة الأمريكية "من الطبيعي أن تُدان من قبل أية حكومة ذات سيادة".
وأضاف "أن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين هي واحدة من أهم العلاقات في القرن الحادي والعشرين وينبغي على كل منهما أن يتعامل معها بعناية. لا بد أن تكون هناك خلافات بين الدول. ورغم ذلك، هناك أيضا مجال للتعاون".
ومن أجل السلام والتنمية العالميين والإقليميين، حث هذا الخبير البلدين على تفادي الصراع، مُحذرا من أن "المنافسة الاستراتيجية" قد لا تمهد الطريق للتعاون الاستراتيجي".
وأشار إلى أن كليهما يمكن أن يقررا ما هو الممكن تنفيذه بينهما، وبين ما لا يمكن".
أما أليكسي فينينكو، الباحث البارز في معهد مشاكل الأمن الدولي التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، فقد وصف التشريعات الأمريكية بشأن هونغ كونغ بأنها "غير مشروعة" و"تدخل فاضح في الشؤون الداخلية للصين".
وقال إن "الولايات المتحدة تسعى بكل الوسائل لاحتواء الصين"، مشددا على أن هذه مجرد خطوة أخرى في تنفيذ استراتيجية الاحتواء الأمريكية التي ستثير توترات جديدة.
وأضاف فينينكو أن تصريحات الساسة الأمريكيين حول التبت وشينجيانغ، مُصوّبة إلى نفس الهدف.
وفي رأي عبد الرازق زيادة، المحلل السياسي السوداني، فإن "إقدام الولايات المتحدة على توقيع ما يسمى بمشروع قانون الحكم الذاتي لهونغ كونغ ليصبح قانونا، ينتهك بصورة سافرة، القانون الدولي والأعراف التي تحكم العلاقات الدولية".
واضاف أن "الولايات المتحدة تعودت على تصرفات أحادية تشكل في مجملها انتهاكا صارخا للقانون الدولي"، وأن "الإجراء الأمريكي يمثل تدخلا في الشأن الصيني الداخلي باعتبار أن هونغ كونغ جزء لا يتجزأ من الصين".
من جانبه، قال خوسيه لويس روبينا، الباحث البارز في مركز هافانا لدراسات السياسة الدولية، إن توقيع الجانب الأمريكي على مشروع قانون يتعلق بهونغ كونغ وجعله قانونا، يمثل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للصين.
وأضاف روبينا "أن هدف الخطوة الأمريكية ليس حماية (ديمقراطية) و(حرية) هونغ كونغ، بل احتواء التنمية الصينية".
وبالنسبة لفلاديمير أنتوي - دانسو، مدير الأكاديمية في كلية القيادة والأركان بالقوات المسلحة الغانية، فإن ما يتعلق بهونغ كونغ هو من الشؤون الداخلية الخالصة للصين، وليس لأي دولة الحق في التدخل.
وتعتبر هذه الخطوة الأمريكية "تطورا مؤسفا"، في وقت شهد فيه العالم نزاعات تجارية لا مبرر لها، استهدفت دولا مثل الصين، في السنوات الأخيرة.