أين الرعاية الصحية للاجئين؟

  •  فتح وهبه

إن العيادات التابعة لوكالة الأونروا والمتواجدة في مخيمات لبنان والتي يتردد عليها اللاجئون الفلسطينيون لا تقدم لهم الكثير من الرعاية الصحية ولا توفر خدمات العناية بالصحة النفسية والعقلية أو بصحة المسنين والمعوقين وتفتقر إلى أدنى التجهيزات الطبية ما يعرقل حصول المرضى على العناية الطبية الكافية ويدفعهم للتوجُّه إلى العيادات الخاصة مما يزيد عليهم ألأعباء المادية والمعيشية .
عيادات الاونروا في مخيمات لبنان تفتقر أيضا لكثير من الأدوية والتي غالبا ما يلجأ المريض لشرائها من محال الصيادلة من جيبه الخاص أو يلجأ لتأمينها من خلال بعض الخيرين والميسورين في مخيمه في وقت ارتفع فيه معدل الفقر والبطالة بشكل مخيف وأصبح يقال عن من يستطيع تأمين قوت عيشه بطل .
 إن وكالة الاونروا لا تقدم التغطية الإستشفائية الكاملة "100%" وأنَّ التحويلات التي تُعطَى للمرضى الذين يحتاجون لعلاج في المستشفيات السقف المالي المرصود لها محدّد ، وينتهي في أغلب الاحيان في منتصف الفترة العلاجية للمريض مما يجعل الكثيرين من اللاجئين الفلسطينيين يفقدون حياتهم نتيجة عدم قدرتهم توفير باقي الاتعاب المتوجب دفعها للمستشفيات وهنا يتساءل الكثيرين ما جدوى وجود وكالة الاونروا إن كانت غير قادرة على توفير أدنى الحقوق الإنسانية وهي الاستشفاء في الوقت الذي توفر فيه اوروبا الرعاية الصحية والطبابة للحيوان بالمجان ؟ مما يستوجب على منظمة التحرير الفلسطينيه تفعيل الدوائر واللجان المعنية بحقوق اللاجئين وتغطية ما تبقى من أتعاب المستشفيات التي تقوم الاونروا بتحويل اللاجئين الفلسطينيين إليها من خلال الضمان الصحي الفلسطيني ، فمن المجحف والغير منصف أن يتلقى المنتسبين إلى أُطُر "م.ت.ف"  ومنهم من هو غير فلسطيني الرعاية الصحية الكاملة من خلال الضمان الصحي الفلسطيني بينما الآخرين من ابناء الشعب الفلسطيني يتلقون مبلغ زهيد " كمساعدة "  
لا يكفي تغطية العلاج ولا ينظر لهم بعين الرحمة وكأن حياتهم رخيصة أو كأنهم ليسوا فلسطينيين وأصحاب حق وقضية وهذا التصرف يحمل في طياته كثير من العنصرية ويزيد من حدة الإنقسام الفلسطيني خاصة عندما يخرج من جهة مسؤولة وفي ظل هذه الظروف الكارثية والإستثنائية التي نعيشها اليوم .
 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت