سفير : العلاقات السعودية-الصينية ترتقي إلى آفاق عالية للغاية رغم الفترة الزمنية القصيرة نسبيا منذ إقامتها

تركي بن محمد الماضي، سفير المملكة العربية السعودية لدى الصين

قال تركي بن محمد الماضي، سفير المملكة العربية السعودية لدى الصين، خلال مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة أنباء شينخوا  بمناسبة الذكرى السنوية الـ30 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين والسعودية، إنه رغم الفترة الزمنية القصيرة نسبيا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إلا أن هذه العلاقات شهدت على مدى الـ30 عاما الماضية، تطورا متسارعا في كافة المجالات وقد ارتقت إلى آفاق عالية للغاية.

وأوضح السفير أن الذكرى الـ30 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والصين، حدث مهم للغاية سواء بالنسبة للجانب السعودي أو الجانب الصيني، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين في أحسن حالاتها على كافة الأصعدة منذ تأسيسها في 21 يوليو 1990.

واستطرد قائلا إن حجم التجارة بين السعودية والصين قد تجاوز 78 مليار دولار أمريكي في عام 2019، بما يشكل نحو ثلث إجمالي حجم التجارة بين الدول العربية والصين، كما سجلت التجارة الثنائية زيادة متواصلة في النصف الأول من العام الجاري رغم اندلاع فيروس كورونا الجديد، ما يعطي مؤشرا بأن العلاقات تسير باتجاه جيد.

وفي إشارة إلى خصوصية العلاقات بين البلدين، قال الماضي إنه علاوة على الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع بين البلدين، ثمة تنسيق بين السعودية والصين أيضا من خلال اللجنة السعودية -الصينية المشتركة رفيعة المستوى التي يرأسها من الجانب السعودي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومن الجانب الصيني نائب رئيس مجلس الدولة هان تشنغ.

وأشار الماضي إلى أن" هذه اللجنة قائمة بين الصين وبلدين اثنين على مستوى العالم فقط، هما السعودية وروسيا، الأمر الذي يؤكد مدى أهمية العلاقات بين السعودية والصين."

وفي معرض حديثه عن تضامن البلدين في مواجهة تحديات وباء فيروس كورونا الجديد، قال الماضي إن السعودية والصين تدعمان بعضهما البعض في مواجهة الوباء لمواصلة بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، حيث تحدث الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الصيني شي جين بينغ إلى بعضهما مرتين عبر الهاتف، مؤكدا أن ثمة تفاهما عميقا بين البلدين، وأن الصين لها قيمة خاصة في قلب الحكومة السعودية وقلب الشعب السعودي.

وحول انعقاد الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني-العربي في 6 يوليو الجاري عبر دائرة الفيديو، قال السفير إن المنتدى الذي مر على إنشائه 16 عاما، يعد منصة مهمة لتبادل الآراء بين الدول العربية والصين، وما نتج عنه من إعلانات يؤكد عمق العلاقات العربية - الصينية.

وأكد الماضي أن الاجتماع المذكور آنفا كان ناجحا بكل المقاييس وكانت المشاركة فيه على أعلى مستوى، وتطرق إلى أمور معينة، مؤكدا أن إعلان عمان الذي نتج عن الاجتماع هو إعلان ذو قيمة بالغة ويؤكد مساندة الدول العربية للصين في كافة مواقفها.

يذكر أن الصين والدول العربية خلال الاجتماع المذكور آنفا اتفقت على عقد القمة الصينية-العربية في السعودية في وقت مناسب. وأوضح السفير أن القمة ستكون قمة استثنائية وتاريخية كونها ستجمع بين الرئيس الصيني وملوك ورؤساء الدول العربية، وسيتم الترتيب لها بالشكل المناسب، وستكون نتائجها ملموسة بما ينعكس إيجابا على العلاقات بين الصين وأصدقائها العرب.

وخلال السنوات الأخيرة، تسارعت خطوات المواءمة بين مبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية 2030" السعودية بهدف تعميق التعاون العملي وتعزيز الصداقة بين الشعبين لخلق مستقبل أفضل للعلاقات الصينية -السعودية.

وقال السفير إن التعاون بين البلدين سبق مبادرة الحزام والطريق، ولكن "رؤية 2030" تتقاطع كليا مع المبادرة، مشيرا إلى أن "رؤية 2030" تقوم على رؤى معينة من ضمنها تنويع مصادر الدخل وتنوع الاقتصاد واستغلال الموقع الاستراتيجي للسعودية، وبالتالي فإن مساهمة الصين في تفعيل هذه الرؤية تعد مساهمة مهمة وخاصة من خلال مبادرة الحزام والطريق.

وأوضح السفير أن الصين تعد شريكا موثوقا به للسعودية، حيث برزت العديد من المشروعات المهمة التي تقوم الصين بتنفيذها في السعودية في مجالي البنية التحتية والطاقة على مدار الأعوام الثلاثة الأخيرة في إطار مبادرة الحزام والطريق، مؤكدا أن التلاقي بين مبادرة الحزام والطريق و"رؤية 2030" سيؤدي إلى منافع متبادلة لكلا الدولتين.

من جهة أخرى، شهدت العلاقات الثقافية والشعبية بين الصين والسعودية زخما متواصلا، حيث تم خلال الفترة الماضية عقد معرض الآثار الثقافية السعودية في بكين، وكذلك معرض الآثار الثقافية الصينية في الرياض، وافتتاح فرع مكتبة الملك عبد العزيز في جامعة بكين، بالإضافة إلى اتفاقية بشأن إنشاء معهد كونفوشيوس في جامعة جدة السعودية.

وأكد السفير أنه "لا يجب أن تقتصر العلاقات بين البلدين على الجانب الاقتصادي والاستثماري، بل لا بد أن نذهب إلى فضاء أكبر، وخصوصا في المجالين الثقافي والعلمي،" مشيرا إلى أن معرض الآثار الثقافية الصينية في الرياض مثل مناسبة مهمة للشعب السعودي ليطلع على الثقافة الصينية العريقة، وفي المقابل، كان معرض الآثار السعودية في بكين مناسبة للشعب الصيني ليتعرف على حضارة السعودية.

وحول سعي الصين لتحقيق هدف القضاء على الفقر وبناء مجتمع رغيد الحياة على نحو معتدل في جميع النواحي خلال العام الجاري، قال السفير إنه مما لا شك فيه أن الصين قامت خلال العقود الأخيرة بإنجازات عظيمة في التنمية الاجتماعية ورفع مستوى معيشة الشعب، مضيفا "أعتقد ما قامت به الصين شيء عظيم ونحن نشهده ونلمسه في كافة المناحي".

وأضاف السفير "أهنئ الشعب الصيني على وجود حكومة تحرص على رخائه ورفاهيته ومستوى تعليمه ومستوى خدماته الصحية، فما قام به الحزب الشيوعي الصيني شيء عظيم جدا يكاد يرقى إلى المعجزة".

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - بكين (شينخوا)