- رامز مصطفى
تعكف الفصائل الفلسطينية على مناقشة موضوع الهجرة التي اتسعت دائرة انتشارها ، على وقع ما تشهده المنطقة من أحداث وتطورات خطيرة في زمن ما يسمى ب" الربيع العربي " ، التي تأثرت بها المخيمات والفلسطينيين المقيمين فيها ، ضيوفاً حتى عودتهم إلى وطنهم فلسطين .
النقاش الذي يعلو فيه الصراخ في أكثر الأحيان ، يتناول نقطة أساسية ، هي تأثيرها على ملف اللاجئين الآيل إلى السقوط والشطب لجملة أسباب كان مدخلها اتفاق " أوسلو " عام 1993 ، والذي تخلت بموجبه منظمة التحرير عن 78 بالمائة من أرض فلسطين للكيان الصهيوني .
نقطة النقاش وإن كانت محقة ، ولكن بتقديري أنّه لم يتطرق جدياً إلى الأسباب التي وقفت وراء مراحل الهجرة والتهجير منذ أحداث العام 1970 في الأردن ، وصولاً إلى يومنا هذا . في الوقت ذاته لا يجوز تحميل المسؤولية للناس ، متناسين أنّه وفي ظل تخلفنا جميعاً كفصائل عن تحمل مسؤولياتنا ، كان من جملة الأسباب التي دفعت الكثيرين من أهلنا إلى الهجرة .
وهنا أيضاً لا يجوز أن نلوم أحداً منهم على ما أقدم عليه في ظل الأفق والخيارات المغلقة ، وانعدام فرص العيش والأمن والأمان .
المطلوب المباشرة في وضع خطة طوارئ وطنية تعمل على كيفية الاستفادة من الكم الكبير الذي هاجر لسبب أو آخر ، إلى دول خلف البحار والمحيطات ، بعد فقد عزيز أو أعزاء ، وهم في طريقهم إلى تلك الدول . وبالتالي العمل على تأطيرهم وطنياً ، وصولاً ليُكوِّنوا لوبي فلسطيني مؤثر في تلك الدول .
وتالياً العمل ونحن في معركة إسقاط " صفقة القرن " واستهدافاتها ، على إعادة الاعتبار للجوء الفلسطيني في الشتات والمغتربات ، من خلال الإقلاع عن مواصلة تهميشهم ، وإيلاء همومهم ومشاكلهم الاهتمام والعمل على إيجاد الحلول لها ، وإشراكهم بالحياة السياسية والوطنية ، من موقع أنهم المستهدفون على الدوام من الإدارتين الأمريكية وكيان الاحتلال الصهيوني .
لقد ثبُتَ وخلال كل المراحل أنّ الفلسطينيين في الاغتراب كما في دول اللجوء أن انسلخوا عن بيئتهم الوطنية المتمسكة بعناوين قضيتنا وتحديداً التمسك بحق العودة ، كما حصل في أيار وحزيران 2011 ، عندما تحرك الآلاف من أبناء شعبنا وإلى جانبهم الأشقاء في لبنان وسورية ، وسقط العشرات من الشهداء والجرحى في مارون الراس والجولان .
مضافاً لذلك تلك المؤتمرات التي يعقدها اللاجئون الفلسطينيون سنوياً في العديد من المدن الأوربية ، تحت عناوين التمسك بحق العودة لخير الشاهد والدليل . الوجود الفلسطيني في دول الاغتراب والمهجر ، قد ساهم بشكل أو آخر فيما يعاني منه الكيان الصهيوني من اتساع في هوة عزلته ، وإلى جانبهم حملة المقاطعة أل BDS .
وهم قد عبروا في أكثر من مناسبة أو حدث عن انتمائهم الوطني ، وهذا لا يعني التشجيع على الهجرة ، ولكنها دعوة صريحة في كيفية توظيف حضورهم لصالح قضيتنا الوطنية وعناوينها والتي يقع حق العودة في أولوياتها .
رامز مصطفى
كاتب فلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت