تقارب فتح وحماس يعكس انقلاب دحلان على حماس

بقلم: علي ابوحبله

  •  المحامي علي ابوحبله

المؤتمر الصحفي، الذي عقد بين اللواء جبريل الرجوب، عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح)، وصالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس).شكل صفعة جديدة في وجه نتنياهو وترامب اللذين فشلا في استخدام الانقسام؛ لتمرير صفقات مشبوهة من شأنها تصفية قضيتنا الوطنية.
وعكس هذا التقارب استياء قوى وفعاليات وفصائل استفادت من هذا الانقسام ولها مصلحه في استمرار الانقسام ، ومن البديهي أن يعكس التقارب العلاقة بين حماس ودحلان ، فقد انتهى " شهر" العسل بين محمد دحلان و" حماس" .
 فهذا الانقلاب ليس مفاجئا لاحد ، إذ كانت المصالحة بينهما قائمة على أساس المصلحة، لكن هل يعني هذا خاتمة للعلاقة التي تحسّنت بين الطرفين منذ نحو ثلاث سنوات؟ فالحمله الاعلاميه الواسعة أخيراً ضد حركة " حماس " ، عبر قناتَي «العربية» و«الحدث» اللتين بات محظوراً عملهما في غزة، دخاناً بلا نار، بل هي حريق يعكس حقيقة العلاقات التي ساءت بين حماس ودحلان بفعل تدهور علاقة حماس بدول الخليج العربي ، فقد كان المبادر إلى نشر تقارير بشأن إمساك جاسوس وهرب آخر من الكوادر الأمنيين والعسكريين في الحركة موقع «أمد»، التابع للقيادي المفصول من «فتح»، محمد دحلان، ثم جاء دور الإعلام الخليجي الذي صبّ غضبه على " حماس" بعدما راسلت الأخيرة " أنصار الله" علناً لأول مرة منذ بدء الحمله السعوديه على اليمن.
 الهجمة الإعلامية من " أمد" جاءت بعد أيام من مؤتمر جمع نائب رئيس المكتب السياسي لـ" حماس" ، صالح العاروري، وأمين السر لـ" اللجنة المركزية لفتح" ، جبريل الرجوب، المتحدث باسم " التيار الإصلاحي" التابع لدحلان، عماد محسن، ينفي الرابط بين الحدثين (بالإشارة إلى أن دحلان رحّب علناً بالمؤتمر ونتائجه). يقول محسن إن التيار " جاد في بناء شراكة وطنية مع القوى الوطنية بما فيها حماس، وقد سعى إلى إنهاء أكثر من 140 ملف قتل بالشراكة معها إلى جانب العمل الإغاثي عبر لجنة التكافل الوطني" .
لكن مصادر في التيار نفسه تؤكد أن الخلاف أخذ منحى أكثر حدة منذ مدة بسبب رفض إشراكهم في الحالة السياسية ضمن إطار القوى والفصائل، وكذلك في " الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة" .
اشتدت الحملة وتعمقت الخلافات بين حماس وتيار دحلان بعد مؤتمر الرجوب والعار وري ورسالة حماس إلى أنصار الله ، ويستفاد ان شكوى تيار دحلان بخصوص اشراكهم في الحاله السياسيه ردّت عليها مصادر فصائلية بالقول إنه تم إبلاغ تيار دحلان بأن هذا ممكن إذا شكّلوا حالة مستقلة لأنه يصعب التعامل معهم بصفتهم تياراً داخل تنظيم، وخاصة أن " فتح بقيادة محمود عباس قد ترى ذلك تدخلاً في شؤونها وانحيازاً إلى طرف على حساب آخر، الأمر الذي ولّد شعوراً لدى دحلان بأن الفصائل تنسق معه فقط عبر " لجنة التكافل" للاستفادة من أمواله كأن دوره ليس أكثر من صراف آلي، على حد تعبير مصادر في " التيار الإصلاحي" ، وخاصة مع عجز قائدهم على مدى سنوات عن حل قضايا القتل المتورط فيها عناصره خلال أيام الانقسام (2006 ــ 2007) إذ لا يزالون هاربين خارج غزة.
 فدحلان، قائد " فرق الموت" كما كان يُشار إليه خلال أحداث الانقسام، صار «قائد فرق إغاثية» منذر عام 2017، وحاول بالمساعدات الممولة إماراتياً تحقيق ما لم يحققه بالسلاح، من نفوذ واقتحام للمشهد السياسي، فشكّل تياراً مستفيداً من وجود أتباع له في بعض مناطق القطاع، وأيضاً من الانقسامات التي عانت منها " فتح" جراء حالة التمرد على قيادة فتح الشرعية . حملة مواقع دحلان على التقارب بين فتح وحماس ، تترافق مع هجوم إقليمي ضد " حماس" ، وتخشى الفصائل الفلسطينية وتعبر عن عن تخوفها من البرنامج الأمني والسياسي لدحلان الذي يمثل ذراعاً أمنية لقوى اقليميه

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت