- فتح وهبه
" مَا كَانِتِ الْحَسْنَاءُ تَرْفَعُ سِتْرَهَا لَوْ أَنَّ فِي هَذِي الجُمُوعِ رجَالاَ ".
كم هو قريب بيت الشعر هذا من واقعنا الذي نعيشه اليوم في ظل وجود وكالة أممية تم تأسيسها من أجل إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بينما هي اليوم بعيدة كل البعد عن مهامها في الوقت الذي يُفترض على منظمة التحرير الفلسطينيه ان تكون رأس الحربة في الدفاع عن حقوق اللاجئ الفلسطيني ، نعم لو نظرنا اليوم الى منظمة التحرير الفلسطينية بشكل عام لوجدناها في وادٍ والشعب الفلسطيني في وادٍ آخر ، فهي اليوم بعيدة عن شعبها ، لا تدافع عن حقوقه ، لا تُسانده يتسلم موظفيها ومن هُم ضمن أُطرها رواتبهم بالدولار بينما شعبها لا حول له ولا قوة "جوعان" وهذا شئ مُعيب بتاريخ النضال الفلسطيني أن يُترك الشعب الفلسطيني الذي ضحى وقدم آلاف الشهذاء خلال مسيرته النضالية وحيداً يئن تحت وطأة الجوع والحرمان ويتحول إلى شعب متسول يعيش على المساعدات ، بينما منظمة التحرير الفلسطينيه تعيش على الأطلال غير مبالية بالشعب الفلسطيني إن عاش أو مات وهذا أمر خطير جداً وقد يُسرع حتماً في تمرير صفقة القرن لأن الشعب الفلسطيني لن يستطيع الصمود ببطون خاوية بينما بطونهم تملأها اللحوم والشحوم ، وهنا أعود من حيث إبتدأت بالمقال ، نعم ما كانت وكالة "الاونروا" تتعامل مع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بهذه الطريقة الغير إنسانية والغير حضارية وتضرب بعرص الحائط جميع النداءات التي أطلقوها وتغض النظر تجاه الوقفات الإحتجاجية التي نظموها لو أن هناك مرجعية حقيقية للاجئين الفلسطينيين في لبنان تساندهم وتدافع عن حقوقهم وتحفظ لهم كرامتهم ، ولو أن هناك رئيساً يُجالس شعبه ويستمع الى معاناته ويعمل جاهداً من أجل إزالة مأساته وإسترجاع حقوقه ، نعم لو كان هناك مرجعية حقيقية ما كانت وكالة الاونروا تُهين اللاجئين الفلسطينيين برجالهم ونسائهم وشيوخهم وصغارهم في لبنان وتقدم لهم مساعدة مالية هزيلة لمرة واحدة عبارة عن 112 ألف ليرة لبنانية ما يعادل اليوم 14دولار امريكي فقط وهذا المبلغ لا يكفي لشراء حقيبة مدرسية!!!
ورغم ذلك هي لم تنتهي من توزيعها حتى يومنا هذا وقد مضى ما يقارب الثلاث شهور على بدء توزيعها ، بسبب إيقافها عدة مرات ، بسبب حجج واهية وسوء في الإدارة ، مما يطرح اكثر من علامة إستفهام.
لقد شاهد ولمس اللاجئون الفلسطينيون مدى تخبط هذه الوكالة ومدى تقاعسها وشاهدوا ولمسوا أيضا مدى تهاون المرجعية الفلسطينية في الدفاع عنهم فهي لم تحرك لها ساكن جراء هذا التصرف الغير إنساني والغير مسؤول الذي تُبديه هذه الوكالة تجاه اللاجئين الفلسطينيين ، فكم كان ثمن هذا السكوت ؟
ان وكالة الاونروا تتعامل مع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بإجحاف وإستخفاف وتُقدم لهم الفُتات وقيمة المساعدة الأخيرة "112ألف ليرة لبنانية" التي تلقاها اللاجئ الفلسطيني في لبنان مُقارنة بقيمة المساعدة التي تلقاها اللاجئ الفلسطيني في باقي الأقاليم خير دليل .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت