- د.خالد معالي
تغزو اسواق الضفة الغربية الكثير من منتجات الاحتلال، منها حليب من انتاج مزارع الاحتلال المنهوبة والمسروقة بالاصل من الفلسطينين عبر سنين طوال، هذا الحليب اسمه حليب "تنوفا" ويعرفه كل فلسطيني فهو حليب ينافس الحليب من انتاج فلسطيني، وجرت حملات مقاطعة له كثيرة لكن لم تلقى النجاح المطلوب والمنشود حتى الان لعوامل كثيرة.
لكن اسم "تنوفا" كان بالصدارة هذه الايام، ليس لانه حليب بل لانه شيئ آخر، حيث يحاول الاحتلال جاهدا ان يمنع عمليات الطعن واطلاق النار التي تجري في مختلف مناطق الضفة الغربية، دون جدوى، ويستخدم طرق ووسائل كثيرة ومن بينها ما يسمى بخطة "تنوفا" ذات المراحل المتعددة.
من سار ويسير هذه الايام في طرق الضفة الغربية خاصة الطرق الالتفافية التي يسلكها المستوطنون، يلاحظ كيف نصب جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، منظومة كاميرات وأجهزة تكنولوجية في جنوب الضفة الغربية ومدينة الخليل، بهدف رصد تحركات الفلسطينيين "وإحباط" عمليات، ويطلق عليها جيش الاحتلال تسمية "حدود ذكية وفتاكة"، حسبما ذكرت صحيفة "ماكور ريشون"، وكان قد نشر الجيش منظومة كهذه في شمال الضفة الغربية، العام الماضي.
الاحتلال يتحدث عن انه أجريت تجارب على الخطة، تناولت سيناريوهات متنوعة، بدءا من عمليات طعن وحتى عمليات إطلاق نار من داخل بيوت، وعن الخطة يضيف احد الضباط أنه "بإمكاني القول إن المنظومة نجحت في الامتحان وبكافة السيناريوهات، وهي عملانية وستساعد كثيرا في الحفاظ على نسيج حياة سليم في المنطقة".
وأشار الضابط إلى أن هذه المنظومة هي جزء من الخطة العسكرية المتعددة السنوات "تنوفا"، التي وضعها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، افيف كوخافي، علما أنه لم تتم المصادقة عليها رسميا حتى الآن، وأن "هذه إحدى أكثر المنظومات سرية في الجيش، ولا يمكن التوسع بالحديث عنها أكثر وان الخطة بنيت بهدف إحباط عمليات قبل دقائق من وقوعها.
وقال ضابط آخر إنه نُشر عدد كبير من كاميرات الحراسة من أجل رصد أحداث غير عادية، إلى جانب وسائل إنذار لقوات الجيش القريبة من موقع الحدث. وحسب ضابط ثالث، فإنه تم استثمار موارد تكنولوجية كثرة، هذا العام، "لتوفير رد عملاني متقدم للتحديات" في هذه المنطقة، وخصوصا في البؤر الاستيطانية في الخليل والحرم الإبراهيمي. "وطورنا في شعبة التنصت والدفاع السيبراني ردا تكنولوجيا متنوعا بواسطة الدمج بين قدرات الذكاء الاصطناعي ومجمل المجسات في المنطقة" وذلك كي تكون المعلومات متاحة لقوات الاحتلال.
وقالت الصحيفة إن بمقدور هذه المنظومة تشخيص شخص وتعقبه، ورصد "علامات مشبوهة وتوفير إنذار وتحذير الجندي القريب وإرسال قوات إلى الموقع". وحسب أحد الضباط، فإن "المهمة الأكثر تعقيدا هي مدينة الخليل، حيث يعيش المستوطنون إلى جانب الفلسطينيين، وينبغي التعامل مع حماس أيضا، التي تحاول تنفيذ عمليات، وتطلب المنظومة أن يكون الجنود في حالة تأهب وجهوزية، ويحظر أن يعتقدوا أن التكنولوجيا ستنفذ العمل بدلا عنهم".
في كل الاحوال ورغم تعظيم الاحتلال لقدراته وخططع العسكرية الاستباقية الا انها لم تجيب عن كيفية حصول عمليات يومية في الضفة الغربية من عمليات اطلاق نار او القاء زجاجات حارقة، او عمليات اخرى متنوعه حصلت سابقا وتحصل حاليا وستحصل مستقبلا، وهو ما يعني ان كل حديث الاحتلال عن قدراته يندرج فقط في اطار الحرب النفسية ضد الفلسطينيين.
الحل بسيط للتخلص من العمليات الفلسطينية ضد الاحتلال، وهو انهاء الاحتلال واعطاء الفلسطينيين حقوقهم السياسية والسيادية، لكن الكل يعرف ويدرك ان الاحتلال لن يفعلها، فهو ليس جمعية خيرية وليس منطقيا ولا عقلانيا، بل يقوم على مبدا سياسة استخدام القوة، ومن هنا وجب على الفلسطينيين ان يراكموا المزيد من القوة، فالقوة لا يطيح بها الا مزيد من الاعداد والقوة، وليس غير ذلك.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت