الاحتلال تاريخ أسود من السرقة وسلب الأرض

بقلم: سري القدوة

سري القدوة
  • بقلم  :  سري القدوة

على مدار اكثر من نصف قرن مارس الاحتلال الاسرائيلي انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان استهدفت الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية وقطاع غزة وعملت قيادة أركان الاحتلال على الاستمرار في ارتكاب الجرائم التي ساعدت في احتدام الصراع فكان الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية واستمرار هذا الاحتلال هو السبب المباشر في استمرار النضال الفلسطيني حيث لا يمكن مهادنة هذا الاحتلال على حساب الدم الفلسطيني أو تجاوز الاحتلال على أنه خلاف عابر أو وجهات نظر وإن الاحتلال هو المشكلة الكبرى وهذا العدوان على الشعب الفلسطيني هو الأساس ولا يمكن لمن كان أن يحاول القفز عن القيادة الشرعية ونضال الشعب الفلسطيني للنيل من صمود الإنسان الفلسطيني وإرادته وعزيمته وإثناؤه عن المطالبة بحقوقه لتقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة.

 

إن حكومة الاحتلال تمارس الكذب وتستمر في تضليل الرأي العام الدولي وتعمل على النيل من الحقوق الفلسطينية المشروعة وتستمر في ممارسة الاستيطان وتصادر الاراضي الفلسطينية وتعمل على نهبها وسرقتها بشكل يومي لتنفيذ مخططات الضم وما يسمى بصفقة القرن الامريكية  وتستمر في تلفيق الحجج الواهية والأكاذيب التي من شأنها فقط ان تستمر في خداع العالم والنيل من الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة والمعترف بها دوليا مما يعني استمرار الاحتلال للأراضي الفلسطينية .

 

إن الصراع لا يمكن أن ينتهي بأي حال من الأحوال في ظل استمرار العدوان واحتلال الأرض الفلسطينية واغتصاب ومصادرة الأراضي ولا يمكن للاحتلال أن يستمر في ظل عدوانه الظالم على شعبنا حيث هذا التطاول الواضح على الحقوق الفلسطينية واستمرار خداع المجتمع الدولي ومحاولة الحكومة الاسرائيلية تمرير مشروعها بضم الاراضي الفلسطينية الهادف إلى إفراغ القضية الفلسطينية من محتواها الوطني ضمن نهج قائم على العنصرية وممارسة العدوان .

 

في الوقت الذي يصعد فيه الاحتلال عدوانه الهمجي وهجماته المدمرة على شعبنا بارتكاب مجازر جديدة تضاف إلى مسلسل الجرائم التي يرتكبها بشكل يومي بحق أبناء شعبنا واغتيال مناضلينا واستمرار اعتقال الاسري ومحاربتهم وفرض حصاره الظالم الذي حول مدننا ومخيماتنا في الضفة الفلسطينية وغزة إلى معازل وكانتونات وتحول قطاع غزة إلى سجن كبير وهو ما يساهم في تعميق الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي باتت تعصف بمكونات مجتمعنا الفلسطيني والواقع العربي وتهدد بالمزيد من مظاهر التفسخ والتفكك للوحدة الوطنية الفلسطينية والتماسك الداخلي بفعل دعم الاحتلال لمظاهر الانقسام الفلسطيني .

 

ان مسيرة الشعب الفلسطيني تميزت بالتضحية الفلسطينية العظيمة والتي قدمت خلالها مئات الشهداء وآلاف الجرحى والأسرى وبالصمود الأسطوري الذي أكد تمسك أبناء الشعب الفلسطيني بحقهم ووطنهم وأرضهم ومقدساتهم كما إن نضال الشعب الفلسطيني تميز بالعدد الكبير من الشهداء والقادة الذين ارتقوا إلى العلا وهم على ثباتهم وصمودهم ولم يتنازلوا ولم يتهاونوا وضربوا المثال والنموذج وأناروا بدمائهم طريق النصر والحرية والعودة والتحرير .

 

إن مسيرة النضال الوطني الفلسطيني تمثّل إنجازاً سياسياً وشعبياً يستحق التوقف أمام محطاته في ظل استمرار تضحيات شعبنا وتعاظم عطائه حيث ما زال الاحتلال يمارس ويخوض حرب منظمة ضد الشعب الفلسطيني وفي ظل هذه الممارسات بات من المهم التدخل العاجل من قبل المجتمع الدولي قبل فوات الاوان وانفجار المنطقة وتأجيج حالة الصراع ووقف اعتداءات المستوطنين وحالة الفوضى وما نتج عنها من أجواء خطرة أدت إلى تدمير وتوقف عملية السلام جراء ممارسات الحكومة الاحتلال الاسرائيلي .

 

سفير الاعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

[email protected]

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت