الناقد خليل حسونة : رواية "هي وكورونا" للكاتبة إيمان الناطور رسالة أمل وتحفيز لكل إنسان في العالم

هي-وكورونا

 قام الناقد والباحث الأستاذ الدكتور خليل حسونة بدراسة متخصصة في رواية "هي وكورونا" للروائية إيمان الناطور كتب فيها : عنوان :"شمس الرواية الفلسطينية إيمان الناطور تحاصر الكورونا وتصرعها بقوة" ثم بدأ دراسته قائلا : "هي وكورونا" هي رسالة أمل وتحفيز للإنسان في كل مكان في العالم ، وهي مبادرة رائعة من الكاتبة حيث أثبتت أنها فعلا تستحق لقب شمس الرواية الفلسطينية النسوية ورائدتها، وهي الروائية الأولى عربيا وليس فقط فلسطينيا التي تناولت وباء الكورونا في رواية ، ففي رواية "هي وكورونا" تجد الفن الروائي بنية لغوية دالة تشكل عالما ذا كينونة خاصة تتلون فيه الزمكانية وشخوصها ما يبلور الواقع بكل تشظياته حيث تلاحم المتخيل بالتجربة الحياتية المعيشة ، هكذا جاءت روايتها "هي وكورونا" ، للكاتبة الشابة إيمان عبدالكريم الناطور كإصدار خامس لها بعد أربعة إصدارات سابقة كان لها حضورها .
 جاءت الرواية لترفع إصبعها عاليا لتؤكد أنها خاصية كبرى لها قوتها وجمالها وانعكاس أمثل للممارس والمعيش لحياة الإنسان وكيانيته بكل ما لها وما عليها كخصوصية إنسانية تحفر بمعول الإبداع ما كان وما يجب أن يكون ما يؤكد أن الأدب "مانَفِستو " تجربة الكاتب وبيئته الاجتماعية الخاصة كوعي أمثل بالشيء المعالج للوصول إلى المتلقي أي مقارعة السلبية بالارتواء .
 العنوان نص مجنون لحالة أنوية / فردية / جمعية تدعو للشفاء من صداع اجتماعي مرضي . ولأنه يشي بالكثير فلقد جاء ليؤكد أنه قراءة الزمن الحاضر الشخصي والجماعي وحتى الشمولي كون الرواية سارت عبر خطين متوازيين : الذاتي/الكينوني ، والجمعي/الشمولي ، وهو بهذا الفن صورة ممارسة عن المدرك واللامدرك قيمته تولدت من وظيفته الدلالية كونه الوسيط بين الإشارة المركبة والمتلقي مايبرز مطالب الروح الإنسانية خاصة رغبة التوازن في عالم يسحق مشاعر المرأة متحالفا ضدها مع المرض كما جاء في الرواية .
إذ لا شك أن التعبير عن خلجات النفس وارتعاشات القلب بالنسبة للمرأة أمر تعوزه الإرادة . ولأن المبدع يحيا كإنسان وله رؤيته الوثوقية أبرزت الرواية وبقوة دهشة المفاجأة منذ وجودها في ووهان بالصين وحتى مرورها بالحجر الصحي وبكل درجاتها التي تتعلق بتشظياتها والدور الجاد للعناصر اللافتة ، وبخصوبة مميزة دفعت الرواية المتلقي إلى نار النص لإذابة المعنى عبر لغة متدفقة وغير باطنية لا تخرج عن المألوف والانتماء الضمني لمنطق الاغتراب والغربة التي تحاول التحرر من الصعوبة عبر الخارق والفائض للوصول إلى المكتمل عبر دهشة المعاناة كشرارة صارخة لزلزال النفس البشرية أكدها حسية المعنى وحلولية الفكرة.
 ولأنها حملت العديد من التأويلات المفتوحة الطافحة بالألم والتمرد على الظلم والتقليدي الفاسد الذي يعمل جاهدا على تسليع وعي المرأة التي لم تستطع معانقة أولادها عندما تم اقتيادها أمامهم إلى الحجر الصحي ، ورغم ذلك تحدث معجزة قهرها للمرض ، ما يعني الدعوة لعدم اليأس كتجربة معيشة تنفي الإحساس بالفقد ، حيث التشابك بين الأنا ذات المضامين التي تعانق أوجاع الناس وهموم المجتمع ، والأنا الأخرى التي تتناقض مع ذلك . وكل ذلك برؤى تعاملت مع اللغة ببرغماتية خلاقة أكدت قدرتها الفائقة في الغوص في محراب الألوان والرؤى حيث بروز التوحد الكينوني بالثبات وما يحيط به من تحولات ناهدة ودون تكلف بهدف فك مغاليق الحقيقة كإشارة إلى الانبعاث المعرفي والاستاتيكي وهي تعانق الأفق "الفوكوي" زمنيا حيث إثارة الأسئلة القديمة الجديدة كصرخات تدعو لاستحضار العدل المغتصب والغائب .
وأخيرا فإن هذه الرواية أكدت حضورها اللافت ، وقد جاءت أقطارها منسابة بيسر وانسجام دون عائق ما تؤكد أنها رواية المرحلة ، وأن الكاتبة فعلا هي شمس الرواية الفلسطينية وبجدارة ." أ.د.خليل حسونة

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة