قال مركز فلسطين لدراسات الأسرى إن "عيد الأضحى يأتي هذا العام في ظل ظروف صعبة وقاسية على الأسرى ، حيث يعيشون حالة من القلق والخوف الشديدين نتيجة فيروس كورونا واحتمالية وصوله الى السجون ."
وأوضح المركز أن "حالة القلق والخوف لدى الأسرى ارتفعت بشكل كبير خلال الاسبوعين الماضيين بعد إصابة عدد من الأسرى بفيروس كورونا والأنباء التي ينشرها الاحتلال حول إصابة العديد من السجانين والمحققين وعناصر الشرطة العاملين في السجون بالفيروس، مما يسهل عملية وصوله الى داخل السجون وانتشاره بين الأسرى وهذا سيحدث كارثة حقيقة."
الناطق الإعلامي للمركز الباحث رياض الأشقر قال ان" الأسرى في هذا العيد يمرون بظروف استثنائية وصعبة، وقد غطت خشيتهم من وصول الفيروس الى السجون على فرحتهم بقدوم عيد الاضحى، والذى يحاول الأسرى فيه كل عام تناسى جراحهم ومعاناتهم، ويستقبلون العيد بالفرحة والسرور، كما تنغص عليهم باستمرار حرمانهم من زيارة ذويهم منذ 5 شهور ."
وأضاف الأشقر أن "الأسرى في كل عام يستبقون أيام العيد بالتجهيزات وتنظيف الأقسام والغرف، وتعليق بعض اوراق الزينة والاقمشة الملونة تعبيراً عن ابتهاجهم بالعيد، كما يصنعون بعض انواع الحلويات مما تيسر من اغراض بسيطة، وفى يوم العيد يتبادلون التهاني ويوزعون الحلوى والتمر ويلبسون أجمل ما يملكون من ثياب، ويتبادلون الزيارات بين الغرف."
مستطرداً بان" الأوضاع الطارئة والخوف من فيروس كورونا سيمنع الأسرى من تنفيذ العديد من تلك الممارسات التي تعودوا عليها طوال عشرات السنين، وخاصة في سجن النقب وريمون وسجون أخرى تبين إصابة سجانين فيها بالفيروس واجراء فحوصات لعدد من الأسرى يشتبه بمخالطتهم لهم ."
وأوضح الأشقر أن ادارة الاحتلال واضافة الى معاناتهم من جراء عدم اتخاذا إجراءات الحماية والوقاية اللازمة للحد من وصول الفيروس الى السجون، فإنها في مثل هذه المناسبات تحاول التضييق على الأسرى لنزع فرحتهم بالعيد ومنها منع التزاور بين الغرف والأقسام المختلفة، والقيام بحملة تنقلات بين السجون ، عزل بعض الأسرى في الزنازين الانفرادية.
كما تمنع الأسرى في بعض السجون من تأدية شعائر العيد بشكل جماعي، وخاصة صلاة العيد والتكبير، وتمنع إدخال الأغراض التي يستخدمها الأسرى لصنع الحلويات ، كذلك تصعيد عمليات الاقتحام والتنكيل قرب أيام العيد وتنفيذ حملات تفتيش قمعية للتنكيد على الأسرى ، ومصادرة أغراضهم الخاصة ، وتحرمهم من الزيارة.
وطالب المركز المؤسسات الحقوقية والإنسانية وعلى رأسها الصليب الأحمر الدولي التدخل والضغط على الاحتلال لحماية الأسرى من هذا الفيروس الخطير، وتشكيل لجان مختصة للتعرف على طبيعة إصابة عدد من الأسرى بفيروس كورونا، ومتابعة أوضاعهم الصحية.
كما ناشد كافة أبناء الشعب الفلسطيني بضرورة زيارة أهالي الأسرى ، ومساندتهم ورسم الابتسامة على شفاههم ومشاركتهم معاناتهم بغياب أبنائهم داخل السجون لان ذلك من شأنه أن يخفف عنهم كثيراً مما يشعرون به من ألم وحسرة على فراق أبنائهم الغائبين منذ سنوات طويلة.