- بقلم/ توفيق أبو شومر
حاولتُ الحصول على معلومات عن ظاهرة الانتحار في إسرائيل، لأن هذا الملف مسكوتٌ عنه، مغفلٌ، غير أن بعض المواقع نشرت إحصاءات عن هذه الظاهرة، كما ورد في صحيفة، يديعوت أحرونوت 25-7-2020م، أبرزت الصحيفة أعراض جائحة الكورونا المتمثلة في الخوف من الإفلاس، والعزل، وارتفاع نسبة البطالة إلى أكثر من 20% كأسباب رئيسية للانتحار، أشار البرفسور، مارك ويزر، أخصائي الطب النفسي في مستشفى شيبا، إلى انتحار، مالِك أكبر محلات اللهو في القدس، كذلك فإن رئيس بلدية القدس، موشيه ليون، أبّنَ منتحرا آخرَ من أبرز مالكي المحلات الكبرى في سوق، محانية يهودا، بسبب الضائقة الاقتصادية وتراكم الديون.
ورد في التقرير، أنَّ عدد حالات الانتحار السنوية في إسرائيل، تتراوح بين 300-400 حالة انتحار، وهي بالتأكيد ليست عالية، إذ أن إيطاليا، ثم إسرائيل من الدول التي لا تُشكِّل فيها ظاهرةُ الانتحار نسبةَ كبيرة بالمقارنة بأعداد المنتحرين في الدول الاسكندنافية، وهي الأكثر في عدد حالات الانتحار.
إن ضغط العمل والكآبة والإدمان والأمراض النفسية من أبرز مسببات الانتحار، فقد طالتْ ظاهرةُ الانتحار حتى الأطباء في أكبر مستشفيات إسرائيل، فقد بلغ عدد المنتحرين في مستشفى بئر السبع وحده منذ عام 2018م أربعة أطباء، بسبب ضغط المهنة!
هناك أبحاث أخرى خطيرة أبرزتها صحيفة، تايمز أوف إسرائيل عن ظاهرة الانتحار يوم 25-3-2018 عن انتحار المهاجرين الجدد في إسرائيل، ولا سيما في الجالية الإثيوبية، الفلاشاه، وفي أوساط المهاجرين الروس، إن نسبة المنتحرين في الجالية الإثيوبية هي الأعلى بأربع مرات، بين جاليات الهجرة اليهودية، تليها جالية المهاجرين من الاتحاد السوفيتي السابق.
أورد الصحفي، سيفان غيفن، في تقرير له في الصحيفة نفسها، 25-3-2018م، قول د. شيري دانيلز، وهي تُدير موقعا إلكترونيا للدعم النفسي، مدعوما من وزارة الصحة الإسرائيلية:
"أنا في حرب مع الانتحار، تلقيت 10,718 مكالمة هاتفية، في أقل من عام ممن يعتزمون الانتحار، معظمهم من المهاجرين الجدد إلى إسرائيل، إن الوكالة اليهودية، ووزارة الاستيعاب لا تقدم لهم الدعم النفسي"!!
أما عن نسبة وعدد الجنود الإسرائيليين المنتحرين، فإن متابعة أعداد المنتحرين تخضع للرقابة العسكرية، غير أن الصحفي يهودا آري غروس، أشار إلى بعض الأرقام في صحيفة، تايمز، 9-1-2017م: "انتحر عام 2005م 36 جنديا إسرائيليا، وفي عام 2006م انتحر 28 جنديا، أما في عام م2013 فقد نقص العدد، سبعة جنود فقط، ثم ارتفع عام 2016 إلى 15 جنديا.
تابعت صفحة منظمة الصحة العالمية، يوم 26-7-2020م، وجدت المعطيات المرعبة التالية:
"عدد الذين ينتحرون في كل دول العالم كل سنة 800.000، أي ما يقرب من مليون منتحرٍ.
أي أن فردا واحد ينتحر في العالم كلَّ أربعين ثانية، وفي مقابل كل شخص ينتحر هناك عشرون آخرون يحاولون الانتحار، لكنهم لا يموتون.
فاقمت جائحةُ الكورونا من الأمراض النفسية في كل دول العالم، من جهةٍ أخرى، أبرزت الجائحةُ النقصَ في الجرعات الثقافية القادرة على تعزيز صمود البشر، ومقاومتهم للأزمات.
مضافا إلى ما سبق، فإن كثيرا من الدول تُخفي ظاهرة الانتحار لأنها تعتبر الانتحارَ تعريضا بنظام الحكم، وتقصيرا في رعاية المواطنين!
أما في إسرائيل فإن الأمر مختلفٌ فنشر أعداد المنتحرين سيؤثر سلبا على حركة تهجير الجاليات اليهودية في العالم إلى إسرائيل، لأن نشرَ إحصاءات وأخبار الانتحار سيؤدي إلى إحجام يهود العالم عن الهجرة!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت